صراع المصالح في غرب كوردستان

صراع المصالح في غرب كوردستان

Jul 14 2022

صراع المصالح في غرب كوردستان
عبداللطيف محمدأمين موسى

إن تزايد مستويات التصعيد في الشمال والشمال الشرقي السوري بالعموم وغرب كردستان على وجه الخصوص، إنما دلالة على حجم التسابق الإقليمي في تنفيذ الآجندات والمصالح على حساب شعوب المنطقة، مستغلين تعاون بعض أصحاب النفوذ والمتنفذين وسلطة الأمر الواقع وايديلوجية عابرة للحدود التي لاتناسب الواقع في المنطقة، لتحقيق أهدافها الأساسية في تنفيذ مصالحها.

إن حجم المعاناة المتزايدة في غرب كردستان إنما نتيجة حتمية للاصطفافات الخاطئة لما تسمى قوات قسد التي جعلت من الشعب الكردي والجغرافية الكردية رهينة في خدمة مصالح الدول الإقليمية لتنفيذ اجنداتها، كما جعلت من المنطقة القنبلة الموقوتة في التجمع الكبير لعناصر داعش وعائلتهم في احتضانهم الأمر الذي ربط مصير وجود قسد بوجود داعش ومحاربتها.

من خلال صراع المصالح واشتداد الرغبة في تنفيذها، وتأثير الصراع العالمي في حرب أوكرانيا في إلقاء ظلالها على المنطقة تحتضن منطقة الشرق الأوسط تحالفات عديدة في هذا الشهر.

التحالف الأول بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية للتأكيد على دورها في المنطقة في قيادة تحالف دولي لتشكيل ناتو على غرار ناتو غربي في انشاء تحالف استراتيجي عربي بقيادة إسرائيل في مواجهة النفوذ الإيراني، والضغط عليها لدفعها نحو توجهات معينة، وتحقيق نوع من التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية.

التحالف الثاني يتمثل بزيارة الرئيس الروسي الى المنطقة للتأكيد على الدعم لمسار استانا وتحقيق تفاهمات وترتيبات معينة تتعلق بالواقع السوري المتمثل في الحفاظ على خفض مستويات التصعيد ،وكذلك تبادل لآدوار السيطرة والنفوذ بين دول محور استانا.

من خلال زيارة الرئيس الروسي يمكن أن نلاحظ بأن الصراع في أوكرانيا يلقي بظلاله وذات امتداد مباشر على المنطقة كذلك التأكيد على الدعم لايران في مواجهة دول الغرب بشأن ملفها النووي، وكما ستحاول تركيا الإستفادة قدر الإمكان من الظروف وجعلها في خدمة تنفيذ اجنداتها عبر التسويق والسعي لتنفيذ عملياتها العسكرية في سورية، وبذلك ستسعى إيران في تسخير كافة الامكانيات ووضعها في خدمة مشروعها الطائفي في سورية.

من خلال أشتداد الصراع في المنطقة على تنفيذ المصالح سيبقى الشعب الكردي هو الخاسر الأكبر من خلال جعله رهينة ووسيلة من قبل قسد في تنفيذ تلك الآجندات الإقليمية عبر استقطاع واحتلال تركيا المزيد من الجغرافية الكردية في ظل مشروع قومي واضح من قبل قسد والتي ربطت وجودها في محاربة داعش وجعل المنطقة قنبلة موقوتة من خلال حماية عوائل تنظيم داعش، وفي مصادرة قسد للإرادة الكردية وانعدام الديمقراطية ووضع العراقيل أمام المشروع القومي الكردي واحكتار حماية والدفاع عن جغرافية الكردية لنفسها عبر تحالفات وقراءات خاطئة.

براي العملية العسكرية التركية واقعة لامحالة على غرب الفرات ولذا يجب على قسد الاستيقاظ من أحلام المقاومة الدونكشوتية في عدم إعطاء المزيد من الحجج للاتراك بشن عملياتها في احداث تغير ديمغرافي في المنطقة وعدم احتكار واجب حماية الشعب الكردي لنفسه عبر ووصايتها الغير المشروعة واستغلال الفرصة الأخيرة في العودة لحضن المشروع القومي الكوردستاني بقيادة السروك مسعود بارزاني.

المقال يعبر عن رأي الكاتب

6914