الرئيس بارزاني: اتحادنا وتوافقنا يمنع أي قوة من الوقوف في وجهنا

الرئيس بارزاني: اتحادنا وتوافقنا يمنع أي قوة من الوقوف في وجهنا

Oct 30 2025

اجتمع الرئيس مسعود بارزاني، بعد اليوم الخميس 30 تشرين الأول 2025، في مدينة دهوك، مع مجموعة من الشخصيات البارزة ووجهاء مدينتي دهوك وسيميل.

ألقى الرئيس مسعود بارزاني كلمة أمام الحضور، تطرق خلالها إلى أول انتخابات شهدها إقليم كوردستان عام 1992، مؤكداً أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني كان "الأول في جميع الانتخابات"، وأن احترام الانتخابات وصوت الشعب يمثل "مبدأً أساسياً للحزب، إذ يؤمن الديمقراطي الكوردستاني بأهمية صوت الشعب".

وتناول الرئيس بارزاني الوضع في العراق بعد عام 2003، مشيراً إلى أن "العراق الجديد تأسس على مبادئ الشراكة والتوازن والتوافق، إلا أن هذه المبادئ لم تُطبق وانتهك الدستور، ولو طُبق الدستور لما ظهرت المشاكل الحالية".

وأضاف الرئيس بارزاني أن "العراق لا ينبغي أن يكون بيد أي طرف تحت مسمى الأغلبية، بل يجب أن يكون لجميع العراقيين، مع ضمان مكانة وحقوق كل فرد في هذا البلد".

وأشار الرئيس بارزاني إلى روح التسامح والأخلاق الرفيعة والإنسانية التي يتمتع بها شعب كوردستان، مذكراً الحاضرين بأنه "رغم كل الظلم والإبادة الجماعية التي تعرض لها شعب كوردستان، أظهروا أقصى درجات الأخلاق والتسامح خلال انتفاضة عام 1991. ففي الوقت الذي وقع فيه فيلقان من الجيش العراقي بأيدي الشعب، لم يُقتل أو يُعذب أي جندي منهم، بل قُدمت لهم الخدمات وأُعيدوا إلى مناطقهم، وكانوا أحراراً في البقاء أو المغادرة. وهذا فخر لشعب كوردستان، ويبرهن للعالم أننا شعب متحضر ومسالم وإنساني".

وشدد الرئيس بارزاني على أهمية الوحدة والتوافق، موضحاً أن "اتحادنا وتوافقنا يمنع أي قوة من الوقوف في وجهنا، والمشاكل الحالية تنبع من غياب هذا التوحد".

وفي جزء آخر من خطابه، تطرق الرئيس بارزاني إلى مراحل الإبادة التي تعرض لها شعب كوردستان على يد الأنظمة العراقية المتعاقبة خلال القرن الماضي، بدءاً بأنفلة الكورد الفيليين، ثم أنفلة البارزانيين عام 1983، وصولاً إلى حملة الأنفال الشاملة في كوردستان عام 1988، بالإضافة إلى قصف كوردستان بالأسلحة الكيميائية بين عامي 1987 و1988، مع الإشارة إلى أن أكبر هذه الجرائم كانت قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيميائية.

كما تطرق إلى إبادة الإيزيديين عام 2014 على يد تنظيم "داعش الإرهابي"، مبيناً: "على الرغم من كل هذا، فإن شعب كوردستان محب للسلام وقد تحمل كل هذا الظلم والاضطهاد، ومع ذلك فهو لا يزال ضد الحرب والعنف، ويحب دائماً السلام وحل المشاكل بالطرق السلمية. ولكن إذا فرضوا علينا الحرب، فلن نقبل الظلم والذل أبداً ولن نستسلم للظلم والدكتاتورية".

وفيما يخص العلاقات بين أربيل وبغداد، قال الرئيس بارزاني: "للأسف، لا تزال عقلية ظلم شعب كوردستان مستمرة من جانب بغداد، حيث يواصلون اتباع ذات السياسات حتى الآن تحت مسمى قطع الرواتب، والتي لا تقل سوءاً عن الأنفال والقصف الكيميائي".

وأضاف: "نؤكد أن لا أحد يستطيع كسر إرادتنا بالرواتب أو بأي وسيلة أخرى وفرض نفسه علينا".

وتحدث الرئيس بارزاني عن ثقافة التعايش في كوردستان، مشدداً على ضرورة الحفاظ عليها، قائلاً: "يجب ألا تؤثر الخلافات بين الأحزاب السياسية على التعايش والعلاقات الاجتماعية".

كما تناول الحرب النفسية والاجتماعية وحرب المخدرات التي تُشنّ ضد شعب كوردستان، موضحاً أن "هناك جهوداً تهدف إلى تقويض مشاعر الانتماء لدى الفرد الكوردستاني"، مؤكداً على "ضرورة التصدي لذلك ومنعه".

وشدد على وجوب مكافحة المخدرات، موضحاً أن "المخدرات قضية خطيرة للغاية، وهناك برامج ممنهجة لنشرها تهدف إلى تدمير المجتمع الكوردستاني، لذا يجب التصدي لهذا الخطر بحزم ودقة".

وتحدث الرئيس بارزاني للحضور عن الإنجازات والمشاريع الاستراتيجية التي تنفذها حكومة إقليم كوردستان، مؤكداً أهميتها الكبيرة لحاضر ومستقبل كوردستان وشعبها، مشدداً على ضرورة "الاعتماد على أنفسنا من خلال بناء البنية التحتية وتنفيذ المشاريع الاستراتيجية".

وفي ختام كلمته، قال الرئيس بارزاني: "لدينا بلد وأرض غنية، وهناك بدائل أقوى من النفط مثل الزراعة والسياحة والصناعة"، مشدداً على أهمية حماية المياه وبناء السدود والبحيرات الاصطناعية لما لها من فوائد كبيرة لإقليم كوردستان في تخزين المياه وضمان حمايتها مستقبلاً.


66