جدلية الرأي العام الكُردي بين دعاية بـ كـ كـ وسياسة المجلس الوطني الكوردي
فياض إسماعيل
يقول نابليون بونابرت "أربعة جرائد تستطيع أن تجلب بلاءً لخصم قوامه أكثر من ألف جندي".
تشير هذه المقولة إلى فكرة الإعلام والدعاية في تشكيل الرأي العام والتأثير على سيكولوجية المجتمع بشكل يفوق القوة العسكرية؛ هذه الفكرة أصبحت أكثر واقعية ومؤثرة في المشهد السياسي نستنبط هذا من الفلسفة المتبعة المنبثقة في أيديولوجية حزب العمال الكُردستاني، حيث اتخذوا اللإعلام والدعاية بشكل وآخر وسيلة لترويج أفكارهم وتوجيهاتهم كأداة لتجييش الشعب الكُردي وتوجيههم صوب رؤية مقيدة مرسومة وفق تطلعاتهم معبأة فكرياً لتحكم المواقف وتستغل عقول شريحة من ذوي الرؤية السطحية.
مثلما نتأكّد أن للمجلس الوطني الكُردي استراتيجية واضحة وملموسة حيث يجمع في مكوناته الأحزاب والتيارات والأفراد المستقلين من السياسيين والأكاديميين من كافة فئات الشعب الكُردي في أنحاء روج آفاي كُردستان مجتمعةً.
ويسعى المجلس إلى تحقيق ما يربو إليه الكُرد بكل الوسائل السلمية والسياسية والدبلوماسية بعيداً عن التخندق والسوداوية وإراقة الدماء، غير أن نتيجة لتأثير الإعلام والدعاية التي ينتهجها الـ PKK، تمكن من تأليب الشارع الكُردي وتعبئته وفق مخططاته ضد فكرة المجلس الوطني الكُردي .
إنّني على يقينٍ بأن الزمن كفيلٌ بإيضاح وزوال هذا الغبار المتلبّد في سماء شعبنا، وإنّه لمؤتمنٌ على كشف الحقائق، وهذا ما يشدّنا إلى قصص وعِبر عدة على مدار التاريخ، راقب كيف كانت نهاية الذين وقفوا ضد ثورة شيخ سعيد بيران؟ وكذلك مصير البعثين والمخبرين الكُرد السوريين الذين باتوا يتوارون خلف أصابعهم خشية العار والذل، وما أكثر القصص والعِبر من هذا القبيل... إلخ.
المقال يعبر عن رأي الكاتب
94