عاد لتسوية وضعه فخرج جثة من سجون النظام.. قصة شاب سوري فقد حياته تحت التعذيب
فقد شابٌ سوري حياته نتيجة تعرضه للتعذيب بطريقة وحشية والحرمان من الغذاء وإهمال الرعاية الصحية خلال فترة احتجازه في سجون النظام بعد عودته من تركيا إلى سوريا لتسوية وضعه.
نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم 17 تشرين الثاني 2023، أن أدهم حسين جديد، من أبناء بلدة مضايا شمال غرب محافظة ريف دمشق، مواليد عام 1992، اعتقلته عناصر تتبع لفرع الأمن الجوي التابعة لقوات النظام السوري في 15 آب 2022، أثناء مروره على إحدى نقاط التفتيش التابعة لها قرب معبر كسب الحدودي بريف محافظة اللاذقية الشمالي، لدى عودته من مكان لجوئه في تركيا إلى سوريا لإجراء تسوية لوضعه الأمني والعودة إلى مكان إقامته الأصلي.
وأشارت الشبكة إلى أن “أدهم“ خرج من بلدة مضايا في عام 2015 بصفته جريحاً إثر تعرضه لإصابة نتيجة عمليات القصف والاشتباكات التي كانت دائرة بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة في بلدة مضايا.
أضافت الشبكة السورية، "حدثت عملية اعتقال “أدهم“ دون إبداء أية مذكرة اعتقال قانونية صادرة عن محكمة/ نيابة عامة، كما لم يتم إبلاغ أحد من ذويه باعتقاله، وتم منعه من التواصل مع ذويه أو مع محامٍ، وجرى اقتياده إلى أحد مراكز الاحتجاز في مدينة حلب، وأصبح في عداد المختفين قسرياً منذ ذلك الوقت. تمكنت عائلته من زيارته للمرة الأخيرة في أيلول/ 2023 في سجن صيدنايا العسكري بمحافظة ريف دمشق، بعد دفعهم مبالغ مالية كبيرة عبر وسطاء تابعين للنظام السوري، وكان “أدهم” في وضع صحي سيئ نتيجة تعرضه للتعذيب بطريقة وحشية والحرمان من الغذاء وإهمال الرعاية الصحية خلال فترة احتجازه، وقد ظهر على جسده آثار التعذيب".
وفقاً للشبكة، "في 14 تشرين الثاني 2023، تلقت عائلة أدهم نبأ وفاته في سجن صيدنايا العسكري بتاريخ 26 تشرين الأول 2023 بشكل غير رسمي وذلك أثناء محاولتهم الحصول على موعد لزيارة “أدهم” داخل سجن صيدنايا العسكري عبر وسطاء تابعين للنظام السوري، دون تمكنهم من استلام جثمانه، ولم تتمكن عائلته من فتح تحقيق في حادثة وفاته أو تقديم شكوى بسبب خوفها من الملاحقات الأمنية".
أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان جميع ممارسات الاعتقال والتعذيب التي تقوم بها قوات النظام السوري، وبشكل خاص بحق العائدين من النازحين واللاجئين، مطالبةً بفتح تحقيق فوري مستقل في جميع حوادث الاعتقال والتعذيب التي وقعت، وبشكلٍ خاص هذه الحادثة الهمجية، داعيةً إلى ضرورة محاسبة كافة المتورطين فيها، بدءاً ممَّن أمر بها وحتى المُنفّذين لها، مشددةً أنه يجب إطلاع المجتمع السوري على نتائج التحقيق والمحاسبة، وفضح وفصل كل من تورَّط في ممارسات الاعتقال والتعذيب على مدى جميع السنوات الماضية، وتعويض الضحايا كافةً عن الأضرار المادية والمعنوية التي تعرضوا لها.
وفي العاشر من الشهر الجاري، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً بعنوان “النظام السوري يقوم بتسجيل الأخوين الناشطين البارزين معاذ وقصي برهان المختفيان قسرياً في مراكز احتجازه كمتوفييَن في دوائر السجل المدني”، وأشارت فيه إلى أن النظام السوري سجل ما لا يقل عن 1614 مختفٍ قسرياً في دوائر السجل المدني وما زال لديه 96 ألف مختفٍ.
553