أمريكا متفرجه في سوريا أمام كل الانتهاكات

أمريكا متفرجه في سوريا أمام كل الانتهاكات

May 16 2024

أمريكا متفرجه في سوريا أمام كل الانتهاكات

عمر إسماعيل

قلنا سابقا إن تقييم السياسة الأمريكية في سوريا ليست كمان في العراق أو غيرها من مناطق النزاع كما تسرعت في عملية الانسحاب الأمريكي العسكري من أفغانستان، أو اتخاذ قرار ضرب النظام العراقي وإسقاطه دون الاهتمام بمواقف الدول الأخرى، وفي المقابل أن روسيا وإيران تضعان منذ آذار 2011 كل ثقلهما وراء نظام السوري، وأمريكا متفرجه لاتفعل شيئاً سوى دعوة حلفائها الأوروبيين والأتراك والخليجيين للتصدي لهما كأنها تمارس سياسة الأيدي المرفوعة في سوريا وفوق هذا وذاك تتحرك أحيانا لفتح مفاوضات مباشرة مع إيران فيما یمارس النظام الملالي في إيران المزيد من سياسة التصلب، والتصعيد في كل أرجاء المنطقة، من مضائق دمشق وحلب إلى كل المناطق الكوردية في سوريا واستمرار قصفها لإقليم كوردستان وآخرها مسرحيه قصف إسرائيل والتي باتت فضيحة سياسية وعسكرية في وقت ينتظر كل الشعب السوري ويتطلعون إلى بوادر حلول في المنطقة التي تعاني الويلات على أيدي العصابات دون اكتراث المجتمع الدولي إلى كل ما يتعرض له الشعوب من المجازر والدمار والإرهاب المنظم.

السؤال هنا هل دخلت أمريكا والمجموعة الأوربية إلى مرحلة انحدار تاريخي ولم تعد قادرة على مواصلة سياسة التمدد الإستراتيجي بوصفها القوة العظمى الوحيدة في العالم, تبدو بالفعل أنها في حالة انحدار نسبي وبينما المحور الروسي-الإيراني وأجنداتها في حالة صعود.

يبدو أن الإدارة الأمريكيه الحالية تحاول وتحذو حذو كل الإدارات الأمريكية السابقة لحقبة الحرب الباردة التي لم تكن تتدخل في الحروب والصراعات إلا بعد أن تستنزف الدول الأخرى نفسها فيها, وإلا بعد أن تجد أمريكا مصلحة لها في التدخل كما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وحتى في حرب فيتنام التي لم تخض الولايات المتحدة غمارها إلا بعد أن انهزمت فرنسا أمام الحركة الشيوعية العالمية, بالاضافة إلى أهداف أخرى تتعلق بتسوية أوضاعها الإقتصادية الداخلية والتركيز على منطقة وتريد وقف حربها المباشرة على الإرهاب أو الإسلام المتطرف، وإلقاء مسؤولية ذلك على الأطراف الإقليمية والدولية المعنية أو التي لها مصلحة في هذه الحرب.

ويمكن القول بكثير من الإطمئنان إن السياسة الأمريكية المنتهجة إزاء سوريا, والتي تعتمد الآن على بريطانيا وتركيا والسعودية وقطر تغيير حسابات النظام السوري الفاقد للشرعية منذ 2011 واستمرارها في عمليات الإبادة والتهجير وحروب الوكالة من خلال إعطاء صلاحيات للعصابات لممارسة جميع أشكال العنف وخطف المناضلين وحرق المكاتب وفرض الضرائب الباهظة والتدخل في تفاصيل حياة المواطنين الأصليين وتحكم العناصر الدخيلة والغريبة عن المجتمع السوري في مصيرهم بأفكار غريبة لإنهاء الأمن والأمان والقضاء على التعليم والصحة, حتى باتت سوريا ساحة تصفية كل الحسابات الدولية, والإقليميه أمام أنظار ومقرات ومكاتب الأمم المتحدة وأمريكا التي لم تفعل شيء سواء بعض تصريحات وبيانات خجوله لا تستحق النظر فيها وقراءتها.


المقال يعبر عن رأي الكاتب

326