"سايكس بيكو" والهزة الثانية على مقياس البارزانية

Feb 13 2023

"سايكس بيكو" والهزة الثانية على مقياس البارزانية
عبدو أحمد

في السادس من شباط 2023, استفاق العالم على وقع زلزالٍ ضرب كلاً من كوردستان سوريا وكوردستان تركيا وبعض المدن السورية والتركية, على إثره تحولت مدنٌ مليئة بالحياة لمناطق منكوبة.

كانت أنظار تركيا وسوريا متجهةً إلى العالم, لكن أنظار الكورد أتجهت إلى قبلة الكورد ( إقليم كوردستان ), فكانت مؤسسة بارزاني الخيرية أول منظمة تصل كوردستان تركيا والمدن التركية حاملةً مواد إغاثية وفرق طبية.

وفي كوردستان سوريا, في مدينة عفرين التي باتت أنقاضها مقابراً لذويها, كعادة الكورد واجه الأهالي مصيرهم وحيدين في انتظار قوافل الأمل من منقذ الكورد في الأزمات, فهم يعلمون جيداً أن ضحاياهم أرقامٌ على سجلات المجتمع الدولي الذي يكتفي بمشاهدة الكورد وهم ينتشلون جثث ضحاياهم بأياديهم.

الهزة الثانية على مقياس النهج البارزاني:
( عاش البارزاني عاش عاش عاش ) جملةٌ ردّدها كورديٌ من عفرين, لاتخونه الكلمات, صوته الجبلي الأشم يبعث الأمل وسط الأنقاض, بالعلم الكوردي وزغاريد الفرح الممزوجة بالدموع استقبل أهالي عفرين المنكوبة, قافلة مساعدات مؤسسة بارزاني الخيرية في العاشر من شباط 2023, وتلقت " سايكس بيكو " الهزة الثانية على مقياس النهج البارزاني, بعد الهزة الأولى في 31 كانون الثاني 2014, حين عبرت قوات البيشمركة إلى مدينة كوباني وحررتها من تنظيم داعش الإرهابي.

( فخرٌ للإنسان أن يكون في خدمة شعبه ) جملةٌ للقائد الخالد الملا مصطفى بارزاني, ترجمها بأفعاله عبر صولاته وجولاته في ساحات النضال للظفر بحقوق الكورد, جملةٌ اتخذها أبنائه من بعده نهجاً وساروا عليه, وتوّجت نضالاتهم بإقليم كوردستان الذي أصبح قبلةٌ للكورد الأحرار, وشمعة أمل للكورد في أجزاء كوردستان كلما حل الظلام.

تتشابه الكوارث والموقف واحد: البارزاني يلبي النداء.
في كوباني, حين هاجمها خفافيش الظلام " داعش " قالها رجل مسن متحدياً: نحن كورد الله, فهبّ حامل راية استقلال كوردستان والمرجعية الكوردية الأعلى الرئيس مسعود بارزاني لنجدة كوباني وأرسل قوات البيشمركة, لتعبر حدود " سايكس بيكو " وتحرر كوباني من الظلام.

في عفرين, وبعد الفاجعة تقول مسنةٌ كوردية بحسرة: لو كان لنا دولة لأغاثتنا الدول.
فتصل مؤسسة البارزاني الخيرية بتوجيه من حامل راية استقلال كوردستان إلى عفرين, لتحول ملامح الحسرة إلى بشائر أمل ارتسمت على وجوه أهالي عفرين وهم يتزينون بالعلم الكوردي استقبالاً لقافلة البارزاني.

البارزانية صمود, والصمود تحدٍ, وما تحديه للحدود المصطنعة إلا تأكيدٌ على أن إقليم كوردستان بوصلة الكورد في كل زمان.

المقال يعبر عن رأي الكاتب

2097