ملحمة سحيلا وإرادة النصر

ملحمة سحيلا وإرادة النصر
عبد اللطيف محمدأمين موسى

إن الظلم والدكتاتورية التي فُرضت على الشعب الكردي منذ مسيرته التاريخية على أرضه الجغرافية إنما تجسيد لصورة المعاناة من قبل الأنظمة التي تعاقبت على احتلال كردستان، وكما تُعتبر تلك المعاناة المولد والدافع الأساسي في النضال واستمراريته في تحقيق النصر من خلال مواجهة كافة محاولات إلغاء الهوية الوطنية وكسر الإرادة القومية.

الإرادة في تحقيق النصر لدى الشعب الكردي إنما استلهام لكافة المفاهيم والقيم وأخلاقيات مدرسة البارزاني الخالد التي تعززت في فكر كل إنسان كردي همه العيش بكرامة وحرية في كردستان موحدة ومستقلة يحارب من خلالها جميع مؤامرات الاعداء ضد كردستان.

إن إرادة النصر ومكافحة الأفكار والآيديلوجية المستوردة التي لاتناسب المجتمع الكردي والتي يحاول الأعداء بثها بكل خبث لهدم القيم والعيش المشترك التي يعتز بها الشعب الكردي تكون تعبير صادق عن استمرارية النضال في التعبير عن وجود الشعب الكردي والمحافظة على هويته القومية وإرادته الصلبة في مقاومة جميع الخطط والمؤامرات التي تستهدف تشويه وجوده التاريخي على جغرافيته الأصيلة، لذا فإن ملحمة سحيلا عين عويس التي نلت شرف المشاركة فيها منطلقاً من واجبي القومي والتي تحققت بإرادة قوات البيشمركة الصلبة وتحت رعاية وتوجيهات مباشرة من الرئيس مسعود بارزاني حامل لواء المشروع القومي الكوردستاني إنما تعبير عن استمرارية النضال من أجل إفشال وكسر المؤامرة التي تمت حياكتها في طهران وانقرة وبغداد مستغلين أدوات رخيصة من المليشيات الدخيلة على الإنسانية والبعيدة كل البعد عن القيم النبيلة وبعض القوى الداخلية العميلة والخائنة للهوية القومية والمتنكرة لدماء الشهداء وتضحياتهم.

ملحمة عين عويس التي وصفها الرئيس مسعود بارزاني بأنها من أقوى وأقدس ملامحم النضال التي حققتها قوات البيشمركة في صورة حقيقية مجسدة لحقيقة رفض كسر إرادة الشعب الكردي، تلك الملحمة التي حاول الاعداء من خلالها ضرب إقليم كردستان، وفصله عن كردستان سورية وتشويه وإنكار الوجود التاريخي للشعب الكردي في العيش بكرامة على أرضه وضرب كل قيم العيش المشترك والتسامح التي يتغنى بها المجتمع الكردي.

من خلال المؤامرة تلك حاولوا تشويه صورة إقليم كردستان في الأمن والأمان. لابد من القول بأن صورة ورسالة إقليم كردستان للعالم أن كردستان هي المنارة التي تمد المنطقة ودول الجوار آمناً وأماناً من خلال قوات البيشمركة التي حاربت كل أشكال الإرهاب نيابة عن العالم تحت توجيهات الرئيس مسعود بارزاني في تجسيداً البارزاني الخالد نهج النضال من أجل الحرية وتحقيق الإنسانية من خلال محاربة ومقاومة الظلم والدكتاتورية.

ملحمة عين عويس هي تعبير عن المشروع القومي الكوردستاني المتمثل بنهج البارزاني الخالد والتي من خلالها شاركت في الملحمة تلك جميع القوى الكردستانية من أجزاء كردستان الأربعة ودور أبطال بيشمركة روز الذي نقش بأحرف من ذهب في تاريخ نضال كردستان الحديث مجسدين قول البارزاني الخالد كردستان وطن موحد قام الاعداء بتقسيمه والحدود المصطنعة لايمكن أن تجزأ كردستان وقد وضعها الاعداء لتنفيذ اجنداتهم ولابد من استمرارية النضال لتحرير واعادة توحيد كردستان.

في ذكرى ملحمة عين عويس البطولية الف تحية إجلال واكبار لأرواح شهدائنا الأبرار اللذين رسموا لنا طريق النضال والنهج لتصبح المدرسة التي تنهل منها الأجيال المتلاحقة للتأكيد على أن أي أرادة لايمكن أن تهزم أرادة الشعب الكردي ولايمكن فرضها، وأن النضال واستمراريته هي هوية الشعب الكردي في إثبات وجوده في كسر كافة المخططات التي تستهدف وجوده التاريخي على أرضه كردستان.


المقال يعبر عن رأي الكاتب

15070