تركيا تتهم اليونان بملاحقة طائراتها عبر منظومة S300..

تركيا تتهم اليونان بملاحقة طائراتها عبر منظومة S300..

Aug 28 2022

اتهمت وزارة الدفاع التركية للمرة الثالثة خلال أسبوع اليونان بالتحرش بطائراتها العسكرية في أجواء بحر إيجه وشرق البحر الأبيض المتوسط، لكنها المرة الأولى التي تقول فيها إن التحرش تم من خلال منظومة S300 الدفاعية الروسية تمتلكها اليونان ومنصوبة في جزيرة كريت، في تطور كبير بمسار الأزمة المتصاعدة بين البلدين ستظهر ارتداداته داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقد يقود لأن تعلن تركيا رسمياً إدخال منظومة S400 الدفاعية الروسية التي تمتلكها الخدمة فعلياً كرد على تجاهل الحلف وأمريكا بشكل خاص استخدام اليونان المنظومة الروسية.

وصباح الأحد، نقلت وكالة الأناضول الرسمية عن “مصادر في وزارة الدفاع التركية” قولها إن مقاتلات تركية تعرضت للتحرش من جانب منظومة دفاع جوي طراز S300 عائدة لليونان، أثناء قيامها بمهام في بحر إيجه وشرق المتوسط، لافتةً إلى أن الحادثة وقعت يوم 23 أغسطس/ آب بينما كانت المقاتلات تقوم بطلعات في المجال الجوي الدولي فوق بحر إيجه وشرقي المتوسط.

ولفتت إلى أن قيام الجانب اليوناني بالتحرش بمقاتلات إف-16 تركية، عبر تتبعها برادار منظومة S300 منصوبة في جزيرة كريت، مشيرة إلى أن “المقاتلات التركية واصلت مهامها كما هو مخطط رغم التحرش، وعادت إلى قواعدها سالمة”، مؤكدة أن “تتبع المقاتلات عبر رادار تعقب الأهداف وتوجيه الصواريخ، يعد دليلا على تفعيل اليونان لبطاريات S300”.

واعتبرت وزارة الدفاع التركية أن “قيام دولة بتعقب مقاتلات دولة حليفة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) كأهداف معادية عبر الرادارات، يمثل تصرفا عدائيا وفق قواعد الاشتباك في الناتو”، وقالت: “اليونان تتصرف بشكل يتعارض مع روح التحالف”، مشيرة إلى انتهاج الدول الغربية “سياسة مزدوجة بهذا الخصوص”، ولفتت الوزارة إلى مواقف الولايات المتحدة وبعض أعضاء الناتو الآخرين من تزود تركيا بمنظومة S400 الروسية.

تكهنات بأن تمهد هذه التطورات لإدخال أنقرة منظومة S400 الخدمة فعلياً

وحصلت اليونان على المنظومة الروسية من قبرص التي اشترتها ولم تتمكن من تفعيلها نتيجة التهديدات التركية حيث اضطرت الأخيرة عام 1997 إلى التنازل عن المنظومة لصالح اليونان مقابل حصولها على أسلحة وتجهيزات عسكرية أخرى، ولم تفعل اليونان هذه المنظومة لتفادي الدخول في صدام مع الناتو لكنها بدأت بإجراء تجارب عليها عام 2013.

وتضم المنظومة التي تمتلكها اليونان، أربع بطاريات، و16 منصة إطلاق، و80 صاروخا، وقد وضعتها أثينا في مستودع بجزيرة كريت؛ لعدم معرفتها بكيفية استخدامها. ورغم إعلان اليونان آنذاك أنها لن تُخرج المنظومة من مستودعاتها؛ لمنع اندلاع أزمة مع “الناتو” وواشنطن، إلا أنها قررت لاحقا دمج المنظومة في نظامها الجوي الدفاعي.

والعام الماضي، كشفت وسائل إعلام تركية عن أن اليونان أجرت اختبارات على إطلاق صواريخ من منظومة S300 الدفاعية الروسية بحضور وفود أمريكية وغربية، وذلك بعد اختبارات سابقة للمنظومة جرت من قاعدة تابعة لحلف الناتو في جزيرة كريت اليونانية، وذلك على الرغم من معارضة واشنطن والناتو لاقتناء تركيا منظومة S400 الروسية والتهديد بفرض عقوبات عليها، في مشهد تقول تركيا أنه يظهر حجم “التناقض والنفاق” الغربي والكيل بمكيالين في التعامل مع أنقرة وأثينا.

واشترت تركيا رسمياً منظومة S400 الدفاعية الروسية منذ سنوات، حيث وصلت المنظومة بكامل معداتها إلى تركيا وجرت عمليات تدريب ولاحقاً اختبارات فعلية بالصواريخ على المنظومة، لكن دون الإعلان عن إدخالها الخدمة رسمياً لتجنب مزيد من الخلافات مع أمريكا والناتو، إلا أنه يتوقع أن تعلن أنقرة عن تفعيل المنظومة وإدخالها الخدمة في ظل تصاعد الخلافات مع اليونان وللرد على الانتقادات الداخلية وذلك قبيل موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية المهمة المقررة منتصف العام المقبل.

وتعارض الولايات المتحدة الأمريكية ومعظم الدول الغربية بما في ذلك اليونان خطوة تركيا بالحصول على منظومة S400 الدفاعية الروسية، واعتبرت هذه الدول في تصريحات مختلفة أن اقتناء تركيا للمنظومة الروسية يتعارض مع كونها دولة عضو في (الناتو) ويشكل تهديداً لمنظومة الحلف الدفاعية.

وعلى الرغم من أن حوادث المناوشات والتحرش بين الطائرات التركية واليونانية تجري بشكل دائم منذ سنوات في أجواء بحر إيجه وشرق المتوسط، إلا أن تركيا لجأت في الأيام الأخيرة إلى إبراز القضية داخل الناتو وفي وسائل الإعلام وصولاً لإعلان تفعيل اليونان المنظومة الدفاعية الروسية، وهو ما قدر يؤشر إلى وجود تحول في السياسة التركية قد يمهد لخطوة ما قد تتمثل في اتخاذ قرار بتفعيل منظومة S400 رداً على الخطوة اليونانية وتجاهل حلف الناتو لما تسميه تركيا “الاستفزازات اليونانية”.

والخميس، قالت مصادر في وزارة الدفاع التركية، إن طائرات يونانية تحرشت بمقاتلات تركية من طراز إف 16، أثناء مشاركتها بمهمة لحلف شمال الأطلسي في بحر إيجة، موضحةً أن طائرتين تركيتين من طراز إف 16، شاركت بمهمة لحلف الناتو في بحر إيجة الأربعاء تعرضتا للتحرش من قبل طائرات يونانية من طراز إف 16 أثناء المهمة المذكورة حيث فتحت الطائرات الحربية اليونانية راداراتها وتعقبت الطائرات التركية “باعتبارها أهدافا معادية”.

وفي حادثة مشابهة، كشفت مصادر في وزارة الدفاع التركية، الثلاثاء، عن تعرض طائرات تركية للتحرش من قبل مقاتلات يونانية أثناء أدائها مهمة لحلف شمال الأطلسي فوق أجواء شرقي البحر المتوسط، وقال المصادر: “قامت طائرات من طراز اف-16 تابعة لليونان العضو في الناتو، بملاحقة مقاتلات تركية واضعة إياها عمدا تحت مراقبة راداراتها، وذلك لإعاقتها عن أداء مهام للحلف”.

وتقول تركيا إن الطائرات اليونانية “أغلقت على الهدف” في إشارة للطائرات التركية، وهذا المصطلح العسكري يعني “إقفال الرادار”، وهو سمة لعديد من نظم الرادار تتيح لجهة تتبع هدف معين تلقائياً وهي خطوة تسبق قرار إطلاق الصاروخ على الهدف الذي يتم رصده وتحديده، وتعتبر تركيا ذلك “تصرف عدائي” وخطر كبير وتهديد مباشر للطائرات.

ولاحقاً، أعلنت مصادر تركية أن وزارة الدفاع استدعت الملحق العسكري اليوناني وأعربت عن تنديدها بتعريض مهام الحلف للخطر، كما أعلنت وكالة الأناضول أن “وزارة الخارجية التركية تحركت أيضا دبلوماسيا لدى الجهات المعنية”، دون الكشف عن تفاصيل هذا التحرك.

وفي ظل الخلافات التاريخية بين اليونان وتركيا على حدود المياه الإقليمية في بحري إيجه المتوسط وحول جزيرة قبرص المتنازع عليها، تظهر خلافات كبيرة بين البلدين في تعريف وتحديد مناطق المجال الجوي للبلدين وهو ما يولد احتكاكات ومناوشات مستمرة بين البلدين وسط خشية من أن تنزلق هذه التحرشات إلى حادثة قد تكون لديها نتائج كارثية حيث يحذر كثيرون من سيناريو إسقاط طائرة حربية من أحد الطرفين وهو ما يمكن أن يقود لمواجهة عسكرية لا يمكن لأحد توقع حدودها ونتائجها.

246