الرئيس بارزاني: يجب أن تبقى الأخوة والتفاهم وقبول الآخر قائمة بين الشعوب

Jul 31 2022

أكد الرئيس مسعود بارزاني، السبت (30 تموز 2022)، ضرورة "التخلص من ثقافة رفض الآخر، الثقافة الشوفينية التي لا تزال متجذرة"، داعياً الجميع إلى الشعور بالمسؤولية والعمل معاً بحسن نية وبإرادة صلبة والسعي لإنهاء الأزمة الحالية "لكي يتسنى للشعب العيش بطمأنينة وراحة".

وفي مستهل كلمته خلال مراسم استقبال رفات 100 من البارزانيين المؤنفلين، شكر الرئيس بارزاني الحضور على المشاركة "في هذه المناسبة الأليمة باستقبال رفات 100 شهيد من مجموع 8 آلاف شهيد ممن ارتكب النظام جريمة بشعة بحقهم وساق 8 آلاف إنسان بريء إلى صحاري جنوب العراق وهناك دفنوا في مقابر جماعية وما نشاهده أمامنا هي رفات 100 شهيد من هؤلاء الشهداء وقد شوهدت آثار الرصاص على جماجم البعض وربما دفن البعض الآخر وهم أحياء".

وأضاف: "أيها الأخوة والأخوات صحيح هنالك مشاكل ووجود مشاكل شيء طبيعي ولن تستعصي على الحل إذا توفرت النوايا الطيبة والإرادة الحقيقية".

وتابع: "سمعنا كثيراً عن مشكلة النفط والغاز ومشكلة الميزانية ومشاكل أخرى وهذه كلها مشاكل قابلة للحل، لكن بنظري وباعتقادي أن المشكلة الأساسية والخطيرة هي مشكلة الثقافة التي أنتجت هذه الجريمة، يجب التخلص من ثقافة رفض الآخر، الثقافة الشوفينية التي لا تزال متجذرة مع الأسف الشديد، علينا جميعاً أن نتخلص من هذه الثقافة ونتحول إلى ثقافة التسامح والتعايش والتآخي والمحبة".

وأشار إلى أن "ذنب هؤلاء الأبرياء الوحيد أنهم كانوا بارزانيين وهذه كانت حلقة من سلسلة جرائم ارتكبت بحق شعب كوردستان ومنها الإخفاء القسري لـ12 ألف كوردي فيلي وقصف حلبجة وعدد من المناطق الأخرى بالكيمياوي واستشهاد 5 آلاف معظمهم من النساء والأطفال في غضون دقائق، وإبادة 182 ألف من الكورد الأبرياء"، مبيناً أنه "تمت استعادة رفات عدد من الضحايا من صحاري جنوب العراق وسنواصل جهود استعادة رفات جميع الضحايا".

الرئيس بارزاني شكر أيضاً رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ومحافظ المثنى أحمد منفى ومدير الناحية وأهالي المنطقة والطب العدلي والقضاة ومنظمة اي سي بي ام للجهود من أجل إتمام عملية استعادة رفات المؤنفلين، كما شكر وزارتي الشهداء والمؤنفلين والصحة على جهودهما.

وأوضح أن "نظام البعث بقلب أقسى من الحجر وبدم بارد وبوحشية قام بإبادة هؤلاء الضحايا، وفي المقابل فإن شعب كوردستان في ثورة 1991 أظهر إنسانيته وأخلاقه العالية فقد كان انتقام شعب كوردستان بطريقة مغايرة".

ومضى بالقول: "إن ما تعرض له شعب كوردستان لا يقل عما حصل في جنوب أفريقيا لكن العالم لم يهتم بما ارتُكِب بالشكل المطلوب ولم يستطع الكورد إيصال ذلك وتعريفه".

وشدد على أن "هذه الجرائم كبيرة، وهذه الجروح غائرة وعميقة ولن تُنسى، لكن يجب أن نواصل العمل بأخلاقنا العالية وألا يُسمح بأي شكل من الأشكال أن تكون جرائم النظام سبباً في العداوة بين الشعوب، فالأنظمة تأتي وتذهب لكن الشعوب باقية ويجب أن تبقى الأخوة والتفاهم وقبول الآخر قائمة بين الشعوب".

ولفت إلى أنه "في مجلس النواب العراقي وبرلمان كوردستان ومحكمة التمييز تم الإقرار بأن ما حصل إبادة جماعية وإلزام الحكومة العراقية بتقديم كل ما يلزم لاستعادة رفات شهدائنا وتعويض ذويهم، وكنا ننتظر من حلفائنا بعد 2003 مساعدتنا للتخفيف من أوجاع ذوي الشهداء لكن للأسف نحن رأينا العكس"، مشدداً على أن "تعويض ذوي الشهداء واجب قانوني وأخلاقي للحكومة العراقية ونأمل أن تقوم به".

وتطرق الرئيس بارزاني إلى التطورات الأخيرة في العراق بالقول: "نحن قلقون جداً من الأزمة التي يمر بها العراق الآن، وللأسف بعد سقوط النظام في 2003 لم تتم الاستفادة من الفرص وتم وضع الدستور جانباً ولم يتم العمل به وبدلاً من معالجة أسباب المشاكل تم التعامل بشكل خاطئ مع نتائجه وهذا لا يزال مستمراً حتى الآن للأسف".

واختتم قائلاً إن "الشعب العراقي كافة كورداً وعرباً وتركماناً وآشوريين وكلدان ذاق الأمرين ويستحق حياة أفضل من التي يعيشها الآن"، مبيناً: "نأمل من الجميع أن يشعروا بمسؤولياتهم والعمل معاً بحسن نية وبإرادة صلبة والسعي لإنهاء هذه الأزمة لكي يتسنى للشعب العيش بطمأنينة وراحة وألا نشهد تكرار مثل هذه المآسي".

وجرت في مطار أربيل الدولي اليوم، مراسم كبيرة لاستقبال رفات 100 بارزاني مؤنفل، بحضور الرئيس بارزاني ورئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيسة برلمان كوردستان، ريواز فائق، وعدد كبير من المسؤولين والوزراء، إضافة إلى ممثلة الأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، ووزير الثقافة العراقي، حسن ناظم، ورئيس الكتلة الصدرية المستقيلة من مجلس النواب حسن العذاري، ورئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض.

كوردستان TV

526