من هم لشكرى روج آفا أو بيشمركة روج آفا ؟

من هم لشكرى روج آفا أو بيشمركة روج آفا ؟

Feb 26 2019

من هم لشكرى روج آفا أو بيشمركة روج آفا ؟

بقلم : جمال حمي

إنهم خيرة شباب الكورد وصفوتهم ، وهم أنبل وأشرف الكورد قاطبةً في كوردستان الملحقة بسوريا ، والكثير منهم كانوا يؤدّون الخدمة الإلزامية في الجيش العربي السوري في بدايات ( الثورة ) السورية وكانوا يشاهدون بأعينهم كيف كان النظام العربي السوري يزجّ بأفراد الجيش السوري في مواجهاتٍ دموية مع أبناء سورية الذين كانوا يخرجون في الساحات والميادين وهم عُزّل من السلاحِ لقتل المتظاهرين ، فرفضوا أن يكونوا شركاء للنظام السوري المجرم في قتل الأبرياء وأن تتلطخ أياديهم بدمائهم ورفضوا أن يكونوا مجرد آلات قتلٍ وذبحٍ في مسالخ النظام البعثي المجرم ، فإنشقّوا عن هذا الجيش الدموي وعادوا إلى ديارهم في عفرين وكوباني وقامشلو وغيرها من المدن والقرى الكوردية في سورية .

وهنالك أيضًا ، رفضوا أن ينضموا إلى صفوف شبّيحة وقوروجية PKK و PYD المحسوبين على الكورد زورًا ، حتى لايحوّلهم هذان التنظيمان المافيويّان إلى كلابٍ تحرس أصنام وتماثيل آل الأسد و تحرس مقراته الأمنية والعسكرية ومطاراته ، ورفضوا أيضًا أن يحملوا السلاح في وجوه إخوانهم الكورد أبناء قوميتهم وأن يلغوا في دمائهم ، فهم لم يخونوا السوريين العرب أبناء الوطن الواحد ، فهل كانوا سيغدرون بأبناء قوميتهم ؟ كلا وألف كلا ، لأنهم أصحاب ضمائر حيّة وأصحاب مبادئ وقيم إنسانية نبيلة ، ولذلك فضلّوا ترك البلاد وهم مكرهون على أن لايكونوا مجرمين وقتلة وشبيحة وخزمتجية عند هذا المجرم أو ذاك .

لجأ هؤلاء الشباب الأطهارُ والأخيارُ إلى إقليم كوردستان ، تاركين كل شيءٍ خلفهم لا خوفًا ولا جُبنًا ولا هربًا من تلبية نداء الواجب ، لكن الظروف هي التي أجبرتهم على ذلك ، وهناك جمعهم الرئيس مسعود بارزاني وأسس منهم جيشًا وطنيًا قويًا صاحب عقيدة صافية ، شربوا من معينِ البارزانية الزُلال ، وخاضوا معارك بطولية كبيرة ضد تنظيم داعش الإرهابي وسطروا الملاحم وقهروا قوى الشر والظلام وقدّموا التضحيات الكبيرة ، وهذا دليلٌ صارخٌ على أنهم لم يتركوا سورية خوفًا وجبنًا لكن لأنهم كانوا يبحثون عن قضية محقة وعادلة ونبيلة حتى يبذلوا الدماء رخيصةٍ من أجلها وليس من أجل الدفاع عن نظامٍ مجرم وساقط ، يقتل شعبه بدمٍ بارد .

تم تأسيس قوات بيشمركة روج آفا لتعود إلى كوردستان سورية وتدافع عن الأرض والعرض وتحمي مناطق الكورد بكوردهم وبعربهم وبسريانهم وأن تحررها من رجس النظام السوري وميليشياته جميعها ، لكن ميليشيات PKK و PYD كانت وماتزال ترفض دخولهم وبإيعازٍ من النظام السوري نفسه ، فهم أصغر وأحقر من أن يقرروا مسألة دخولهم من عدمها لأنها قوات عسكرية تابعة للنظام السوري وجزء من الجيش العربي السوري كما قالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد وأعاد وكررها مسؤولون آخرون في النظام السوري ، وهنا أعني بكلامي قيادات PKK و PYD بالتحديد ولا أقصد العناصر المقاتلة تحت إمرتهما .

ثماني سنواتٍ مرّت على الحرب في سورية ، عانى فيها الشعب الكوردي في كوردستان سورية شتى أنواع الظلم والديكتاتورية والإستبداد على يد تنظيمي PKK و PYD فقد مارسا سياسة أنا ربكم الأعلى ، وسياسة نحن أو لا أحد ، نحن أو نحرق البلد ، وسياسة من ليس معنا فهو ضدنا ، وقضيا على الحياة المدنية والسياسية في مناطق الكورد وفرضا الضرائب والخوّات الجائرة على الناس وضيّقا عليهم سبل العيش والحياة ، وقاما بفرض التجنيد الإجباري على أبناء الشعب الكوردي وقاما بخطف الأطفال القاصرين من أبناء الكورد لزجهم في حروبهما العبثية وفرضا سياسات البعث الشوفينية على الكورد من كم الأفواه والإعتقالات التعسفية والإخفاءات القسرية والقتل والتصفية وملئوا السجون بالمعارضين للنظام السوري من الكورد ، مما دفع ذلك أبناء شعبنا للجوء إلى خيار الهجرة وترك البلد ، وبذلك إختل التوازن القومي في تلك المناطق ، فبعدما كان الكورد هم القومية الثانية بعد العرب في سورية ، أصبحوا اليوم مجرد أقلية على الهامش ، لذلك لانرى بديلًا عن عودة بيشمركة روج آفا إلى كوردستان سورية لإعادة الأمور إلى نصابها ولإستتباب الأمن ولرفع الظلم عن كاهل أبناء شعبنا الكوردي ، فهي القوة العسكرية الكوردية الوحيدة التي تحظى بتأييد الشارع الكوردي وتنال ثقتهم ، لأن عقيدة بيشمركة روج آفا هي عقيدة وطنية صافية تم إنشاؤها لحماية الكورد ، وليست كعقيدة ميليشيات PKK و PYD التي تم إنشاؤها لمحاربة الكورد ، لذا نرجوا عودتها قريبًا حتى يعم الأمن والسلام والإستقرار في ربوع أوطاننا .

المقال يعبر عن رأي الكاتب

3587