617 مليون طفل حول العالم لا يعرفون القراءة والكتابة

617 مليون طفل حول العالم لا يعرفون القراءة والكتابة

Jan 25 2019

رسالة المديرة العامة لليونسكو السيدة أودري أزولاي بمناسبة اليوم الدولي للتعليم
٢٤ كانون الثاني/يناير 2019

نحتفل في ٢٤ كانون الثاني/يناير من عام ٢٠١٩ باليوم الدولي للتعليم لأول مرة، إذ قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في شهر كانون الأول/ديسمبر من عام ٢٠١8 ، إعلان يوم ٢٤ كانون الثاني/يناير من كل عام يوماً دولي ا للتعليم. وينطوي هذا القرار المهم على اعتراف بالدور الكبير للتعليم في "تحويل عالمنا: خطة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠ ."

فلا بدّ من توفير التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع، ومن توفير فرص التعلم مدى الحياة للجميع، لكي تتمكن البلدان من التحرر من ربقة الفقر الذي يؤدي إلى ترك الملايين من الأطفال والشباب و الكبار خلف الركب. ولن نتمكن من تخفيف وطأة تغير المناخ، ومن التكيف مع الثورة التكنولوجية، فضلاً عن تحقيق المساواة بين الجنسين، بدون التزام سياسي طموح بتعميم التعليم.

ويتيح هذا اليوم فرصة لتأكيد بعض المبادئ الأساسية المتعلقة بالتعليم مجدد اً. فالتعليم حق من حقوق الإنسان، وصالح عام، ومسؤولية عامة. ويُعدّ التعليم أيضاً أنجع وسيلة نستطيع استخدامها لضمان إدخال تحسينات كبيرة في مجال الصحة، وتعزيز النمو الاقتصادي، وإتاحة الاستفادة من القدرات والطاقات الكامنة وإطلاق العنان للابتكار من أجل بناء مجتمعات أكثر استدامة وقدرة على الصمود.

ولا بدّ لنا من الدعوة إلى عمل جماعي من أجل التعليم على الصعيد العالمي، إذ توجد حاجة ماسّة للدعوة إلى ذلك في الوقت الحاضر.

وتبيّن الأرقام الرئيسية للإحصاءات المتعلقة بالتعليم المصاعب التي نواجهها في هذا المجال، إذ يبلغ عدد الأطفال والشباب غير الملتحقين بالمدارس ٢٦٢ مليون نسمة، ويبلغ عدد الأطفال والشباب الذين لا يعرفون القراءة ولا يستطيعون إجراء العمليات الحسابية الأساسية ٦١٧ مليون نسمة، ويقل معدل إتمام المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي )التعليم الإعدادي( عن ٤٠ ٪ لدى الفتيات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويبلغ عدد الأطفال والشباب اللاجئين غير الملتحقين بالمدارس زهاء ٤ ملايين نسمة تؤدي النزاعات والخسائر الناجمة عنها إلى اضطراب حياتهم.

ولا يسير العالم في المسار الصحيح الذي ينبغي له أن يسير فيه لتحقيق هدف التنمية المستدامة ٤ الخاص بالتعليم، ولذلك يتعين علينا تعزيز التعاون العالمي والعمل الجماعي تعزيزاً كبير اً. فلا بدّ لنا من تمكين الجميع من الانتفاع بالتعليم عن طريق تعزيز الشمول والإنصاف في كل المستويات أو المراحل لكي لا يُترك أحد خلف الركب.

ويتطلب هذا الأمر إيلاء اهتمام خاص للفتيات والمهاجرين والنازحين واللاجئين، ودعم المعلمين، وتعزيز مراعاة قضايا الجنسين في التعليم والتدريب. ويقتضي هذا الأمر زيادة الموارد المحلية والمساعدات الدولية المخصصة للتعليم زيادة عاجلة، إذ سيؤدي الإحجام عن الاستثمار في التعليم إلى توسيع الفجوات وتفاقم أوجه التفاوت والاستبعاد داخل المجتمعات.
وقد دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليونسكو إلى تيسير الاحتفال باليوم الدولي للتعليم، وتدعو اليونسكو بدورها الحكومات وجميع الشركاء إلى إدراج التعليم في عِداد الأولويات الرئيسية.

ويصب التعليم في مصلحة الجميع، فلنعمل معاً على تحقيق المنافع العظيمة التي ينطوي عليها.

736