كوردستان ترشّح قائدين شابين.. وصعوبة المرحلة التاريخية

كوردستان ترشّح قائدين شابين.. وصعوبة المرحلة التاريخية

Dec 17 2018

كوردستان ترشّح قائدين شابين.. وصعوبة المرحلة التاريخية
موسى موسى

الرئيس في الديمقراطيات البرلمانية يكون قادماً من إرادة الشعب اذا كان انتخابه منه، والأمر نفسه إذا كان انتخابه من البرلمان وذلك عن طريق ممثلي الشعب. أما رئيس الحكومة فيكون على الأغلب مفروضاً على البرلمان، ومنحه وحكومته الثقة يكون مؤكداً إذا كان من حزب الأغلبية البرلمانية، فما بالك اذا كان من الأغلبية الرئاسية أيضاً في الوقت نفسه. موقع العائلة البارزانية النابع من تجذرّها التاريخي والنضال المستمر والدفاع المستميت والتمسّك اللامشروط بقضية الشعب الكردي نحو التحرر منذ ما قبل مسيرة البارزاني التاريخية الى الاتحاد السوفياتي بعد انهيار جمهورية مهاباد،

وما بعدها وصولاً الى صياغة دستور اتحادي للعراق الجديد، جعل التقدير العالي لشعب الاقليم وثقته بها أن يعقد الكثير من الآمال عليها وعلى الحزب الديمقراطي الكردستاني. مع انتهاء الولاية "الدستورية" القانونية ودرءاً لفراغ أعلى مناصب مؤسسات اقليم كوردستان، تتجّه إرادة الأطراف للترشح الذي غالباً ما تتقدم اليه الأطراف السياسية عبر أسماء قاداتها المشهودين لهم بالخبرة والقدرة والتأهيل والحكمة من خلال تجربتهم في الحكم والإدارة، وكان اجماع قيادة الديمقراطي الكوردستاني على اسمين من قياداتها من ذوي الخبرة في الحكم والإدارة والأمن،

والمعرفة بشؤون السياسة والمجتمع والعلاقات الدولية والإقليمية السيد نيجيرفان البارزاني لمنصب رئاسة الاقليم والسيد مسرور البارزاني لرئاسة حكومة الإقليم استحقاقاً انتخابياً وشعبياً. إن تقديم الديمقراطي الكوردستاني وترشيحه لهذين القائدين للحزب والدولة الى اعلى مناصب الاقليم له دلالات في صعوبة المرحلة التاريخية التي ربما سيشهدها الإقليم في مواجهة بعض التّحديات الداخلية والعراقية والدولية والتي ستتحملها العائلة صاحبة الإرث الثقيل في النضال،

والحزب ذو التنظيم المتماسك الذي أفرز قادة لا يستهان بدورهم من البيشمركة والساسة والإداريين والبرلمانيين. هذا الترشُّح لا يجب النظر اليه فقط بأنها وجوهٌ شابة، بل يجب النظر اليه بأنها متمرسة وذات تجربة أمنية وإدارية استطاعت أن تُجنّب الإقليم مالم تستطع أن تُجَنّب الكثير من الدول نفسها بتعرضها كما تعرض له الإقليم من مؤامرات وهجمات داخلية ودولية، تلك التجربة القاسية التي مرّ فيها الإقليم والتي نجا منها، تتطلب من هذه الكوادر الشابة والمتمرسة أن ترسّخ الكثير من الأمور الإيجابية في مسيرة الحكم والإدارة نحو التقدم من خلال اختيار حكومة تشاركية قادرة على ايجاد الحلول للمشاكل والخلافات البينية، والرئيس البارزاني ألمح الى هذه النقطة بشكل دقيق في تجمع لمؤيدي البارتي في مدينة زاخو الكوردستانية حينما قال سيادته: إن مرحلة واتفاقات المناصب مناصفة 50 ب 50 قد انتهت.

وعليه يجب وضع أسس راسخة وصحية في العلاقات بين الحكومة الكوردستانية الجديدة وبين حكومة المركز التي مازالت تعتمد على أساليب جاهلية في علاقاتها، خصوصاً أن المؤشرات والاخبار الطازجة من كوردستان تشير إلى رضا كل المكونات السياسية عن ترشيح السيدين نيجيرفان ومسرور البارزاني.
جريدة كوردستان


المقال يعبر عن رأي الكاتب

628