تطورات الملف السوري ودور الكرد فيه

تطورات الملف السوري ودور الكرد فيه

Nov 18 2018

تطورات الملف السوري ودور الكرد فيه

الدكتور:عبدالحكيم بشار
يشهد الملف السوري تطوراً نوعياً، عنوانه الرئيسي التخلي عن قرارات مجلس الأمن وخاصة بيان جنيف 1 الذي ايده مجلس الأمن والقرار 2118 وأخيراً القرار 2254 الذي وضع خارطة طريق لحل الأزمة السورية والتي تتضمّن ترتيبات الحل السياسي كما يلي:

١ تشكيل حكم ذي مصداقية يشمل الجميع، ولا يقوم على الطائفية.

٢- إعداد أو كتابة دستور جديد بعد ستة اشهر من الفقرة الاولى

٣- اجراء انتخابات حرة ونزيهة، وبإشراف دولي يشارك فيه جميع السوريين بمن فيهم المهجرين والنازحين بعد 18 شهراً من الفقرة الثانية.

لكن يبدو ان المجتمع الدولي برمته تخلّى عن تشكيل حكم شامل كما نصّت عليه الفقرة الاولى، وتتم الآن التحضيرات لكتابة دستور جديد لسوريا، تليه انتخابات لم تُحدّد بعد.

وحسب توجُّهات المجتمع الدولي سيتم في هذا الدستور تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية وتوزيعها بينه وبين رئيس الوزراء مع توجُّه نحو إقرار اللامركزية في سوريا دون تحديد شكلها النهائي.

واللافت الجديد في هذه التحوُّلات هو تصريح المبعوث الامريكي الجديد بضرورة تمثيل ممثلين عن منطقة شمال شرق الفرات وهو يشير بذلك الى ممثلين عن الرقة ودير الزور، ولكن بكل تأكيد الى مجلس سوريا الديمقراطي.

ازاء هذا الوضع ما هي الخطوات التي اتخذتها الحركة الوطنية الكردية وخاصة المجلس الوطني الكردي للتعاطي الايجابي مع هذه التطورات؟

رغم انه هناك رفض شعبي واسع من قبل شرائح واسعة من الشعب السوري للجنة الدستورية الا ان على المجلس بلورة استراتيجية واضحة المعالم في هذه النقطة المفصلية من تطور الازمة السورية وذلك للقيام بخطوات عملية منها:

١- إعطاء اهمية استثنائية للوضع في عفرين يتجاوز البيانات من خلال وضع برنامج عملي يؤسس لعودة اهالي عفرين الى مناطقهم والعمل على ادارة عفرين من قبل المجلس وانصاره بصورة فعلية مع السعي والعمل لاستلام ملف الامن الداخلي في منطقة عفرين بكاملها.

٢- إيلاء اهتمام خاص لوضع كوباني حيث لا يزال اكثر من 75% من سكانها خارج مناطقهم، وهنا تبرز الحاجة الى وضع برنامج عمل يؤسس لعودة القسم الأعظم من سكان كوباني الى ديارهم على ان يتضمن البرنامج خطوات تفصيلية قابلة للتحقيق ويطمئن لها السكان.

٣- الحاجة الى بلورة برنامج واضح المعالم والاسس والبنود التفصيلية فيما يخص القضية الكردية في سوريا للسعي لإدراجها ضمن الدستور السوري المزمع كتابته والاعتماد على قانونيين كرد اكفاء يقومون بإعداد هذا الملف الدقيق بإشراف سياسيين كرد لهم الخبرة والتجربة في هذا المجال مع وضع الخطط البديلة.

إن الازمة السورية تمرُّ بمرحلة دقيقة وان كتابة الدستور سيؤسس لبناء سوريا الجديدة والتي لا يمكن باي حال من الأحوال ان تشبه سوريا ما قبل الثورة وسيشكل هذا الدستور الركيزة التي تبنى عليها الدولة الجديدة سواء من حيث شكل الحكم او شكل الدولة وحق المكونات وغيرها من القضايا.
لذلك تبرز الحاجة ماسة من قبل المجلس التحرك على ثلاثة اتجاهات.

١- اقامة ورشة عمل تضمُّ قانونيين كرد أكفاء وسياسيين ذوي خبرة للوصول الى بلورة برنامج واضح حول النقاط التفصيلية فيما يخص الدستور السوري والقضية الكردية ووضع الخطط البديلة لذلك.

٢-عقد لقاءات مكثّفة من قبل لجنة من المجلس يتجاوز الاطر الكلاسيكية مع الدول الفاعلة والمؤثرة في الملف السوري والقوى والشخصيات الوطنية السورية وعرض وجهة نظر وبرنامج المجلس عليهم والسعي لإقناعهم ببرنامجه.

٣- اقامة ندوات مكثفة في كردستان والجالية الكردية في المهجر لحشد التأييد والدعم لبرنامج المجلس.

ان هذه الخطوات ستكون كفيلة بتحقيق أفضل المكاسب القومية للشعب الكردي في سوريا وعلى المجلس التحرك سريعا لتنفيذها.
جريدة كوردستان


المقال يعبر عن رأي الكاتب

1117