مـظـاهـرات الــ PYD , و الــ PKK  والـرسـائـل السـياسـيـة

مـظـاهـرات الــ PYD , و الــ PKK والـرسـائـل السـياسـيـة

Nov 12 2018

مـظـاهـرات الــ PYD , و الــ PKK
والـرسـائـل السـياسـيـة .

بـقـلـم : دلــدار بــدرخـان

- لعل البعض يعتقد بأن الأعلام والبيارق أو الشعارات التي يرفعها المتظاهرون وتصدح بها حناجرهم ضمن المظاهرات والمسيرات التي ينظمها منظومة الـ PKK , وذراعها السوري الـ PYD هي أرتجالية عفوية و غير مخططة ومدروسة بدقة وعناية ، وقد يرى الآخرون أن هذه المظاهرات أستهوائية لا تحمل أية عناوين أو أجندات سياسية ، ويرى البعض الآخر أنها وطنية بحتة بدافع رفع العزيمة و المقاومة الشعبية أو لغايات شريفة ونزيهة ، لكن في الحقيقة أن هذه المظاهرات والمسيرات التي تخرج بها هذه المنظومة لا يمكن لها أن تشرق و ترى النور إن لم تكن مدروسة و بموافقة القيادات العليا في رأس الهرم السياسي ومجهزة تجهيزاً كاملاً من حيث نوعية الشعارات و ألوان الرايات والزمن والمكان وحتى توزيع الشعارات و الأدوار بين النسوة والرجال و الشباب و الأطفال فلكل منهم دوره ومهامه ضمن المظاهرات ، ومنظمة تنظيماً كاملاً لا يشوبها شائب ، فهذه المنظومة معروفة بتنظيمها الدقيق والمدروس والمخطط للمظاهرات بعكس الأحزاب والحركات الكُردية الأخرى التي لا يتقيد فيها مناصروها وأتباعها بالشعارات والرايات ، بل نراهم يخرجون في مظاهراتهم وويرددون شعاراتهم بشكل عفوي إرتجالي بعيداً عن إيحاءات القيادات وإملاءاتهم ، فضلاً عن عدم وجود آلية لردع المخالفين ضمن مظاهراتهم كما عند الـ PYD, و الـ PKK .

- قد تكون حقيقة هذا الأمر مغيبة و لا يعلمها البعض ، فجميع مظاهرات ومسيرات هذه المنظومة يتم الإعداد لها في مطابخ القيادات و بعناية فائقة ، وتُجهّز الرايات والأعلام والصور مسبقاً بتعليمات صارمة من قيادات هذه المنظومة ، ويتم توزيعها على الأنصار والمؤيدين يوم المظاهرة ، إذ إنه لا يمكن لأحد ترديد أي شعار أو رفع أية صورة و راية خارج إطار التعليمات الواردة ضمن مظاهرات منظومة الـ PYD , و إن فعلها أحد وشق عصا الطاعة وأراد أن يعبّر عن مكنوناته وآرائه و آراد الخروج عن الصف والصراط فبالتأكيد سينال الويلات و قد يتعرض للضرب والحنق والطرد وكذلك الملاحقة من قبل آزلام هذا الحزب المرافقين والمنتشرين أنتشاراً واسعاً ضمن صفوف المتظاهرين ، فهؤلاء لا يتهاونون في إظهار العنف والقوة أن خالفهم أحد في تعليمات قياداتهم ، وكأنهم روبوتات من خردة تم برمجتها مسبقاً فينفذون تعليمات قياداتهم بحذافيرها وبدقة تامة بدون أي تفكير أو الإمعان في الأمر ، ويردعون أية مخالفات حتى لو كان هذا المخالف من أقرب المقربين لهم .

- ولعل المظاهرات في الأشهر و الأيام الأخيرة ضمن المناطق الكُردية وفي بلدان المهجر تكشف لنا الوجه الحقيقي لسياسات واستراتيجيات قيادات هذه المنظومة وما ينشدونه في المناطق الكُردية في سوريا ، فجميع مظاهراتهم تتم بإيعاز تام من القيادات وما على الأنصار والمؤيدين إلا الإذعان والخضوع للأوامر ، فهاهم يعيدون تجربة منطقة عفرين ويسعّرون الموقف أكثر في قامشلو ، فبعد إعلان أمريكا عن نيتها في دفع مبالغ طائلة كمكافئة لمن يدلي بمعلومات عن مواقع قيادات الـ PKK الثلاثة المدرجين على لوائح الإرهاب العالمي ، نرى في الطرف الآخر يخرجون بمظاهرات تحمل صور وبورتريهات زعيم حزب العمال الكُردستاني عبد الله أوجلان وصور الإرهابيين الثلاثة جميل بايق ومراد قرايلان و دوران كالكان كما توقعت قبل أيام وأعلنتُ عن ذلك ضمن مقالة لي ، كنوع من دليل صارخ على التماهي والتناغم بين المنظومتين الـ PYD , و الـ PKK ومدى العلاقة بينهما ، كما فعلوا قُبيل حرب عفرين عندما كثفوا من صور عبد الله أوجلان ضمن مظاهرات عفرين قبل الحرب وبعدها في الداخل و العواصم الأوروبية ، لكن هذه المرة أضافوا إليها صور الإرهابيين الثلاثة بعد تصريحات أمريكا بشأن قيادات الـ PKK ، وبذلك فإنهم يرفعون سقف الحجج والذرائع ويقدمونها كهدية غالية الثمن لمن يحتاجها ، وكأن لسان حالهم يقول ها نحن هنا تفضلوا وأنهوا مهمتنا في هذه المنطقة لأننا وبكل صراحة أنهينا لكم المهمة الموكلة إلينا ، ولم يعد وجودنا له أهمية ، فها هي الحجة والذريعة بين أيديكم يمكنكم أستعمالها متى ما أردتم ذلك ، ويبقى علينا التنفيذ والطاعة في تدمير وتهجير ما تبقى من الشعب الكُردي !! وكل ذلك بتخطيط من القيادات ، فلا أحد يستطيع حمل صورة أو ترديد شعار خارج التعليمات كما أسلفنا آنفاً ضمن المقالة ، ويبقى الحقيقة مرة في أعين مؤيدي هذه المنظومة وحلاوة لكل ذي بصرٍ وبصيرة .
المقال يعبر عن رأي الكاتب

المقال يعبر عن رأي الكاتب

650