المجلس الوطني الكوردي والافتقار لإعلام مدافع

المجلس الوطني الكوردي والافتقار لإعلام مدافع

Nov 05 2018

المجلس الوطني الكوردي والافتقار لإعلام مدافع
عمركوجري : نقيب صحفيي كوردستان سوريا

لعل الحديث عن الدور الخطير والكبير للإعلام على مستوى العالم، لدرجة أن العديد من الباحثين الاجتماعيين والمفكرين باتوا يرفضون مقولة "الإعلام والسلطة الرابعة" بل أن عديدهم يذهبون إلى أن حتى السلطة الأولى لا وزن لها دون أن تكون مدعومة بالإعلام بشكل كلي. كما أن تعداد مزايا الإعلام في الوقت ضرب من ضروب الإنشاء.

المجلس الوطني الكوردي في سوريا أبعد ما يكون لتلقف هذه المهمة الكبرى للإعلام، وإلا لكان له رأي آخر، فأحزاب المجلس الكوردي مجتمعة تملك طاقات إعلامية يمكنها النهوض بالأداء الإعلامي والمعرفي للمجلس ونشاطاته وخططه، ولكن الهمة فاترة بشكل مفرط، يبدو المجلس وكأنه مستغن عن الإعلام،

وبمجمل الأحوال لا يمكن الركون للظروف والإمكانيات الضحلة وعدم توفر السيولة المادية، وندرة الكوادر المهنية المجتهدة، هذا ضرب من ضروب الهروب للأمام والتذرع بالفشل دون الإقرار به، فأي حجة مرفوضة، فكيف لمجلس يقول أنه يمثّل شريحة واسعة من الشارع الكردي في كوردستان سوريا، من حيث المنضوين في تنظيماته وأحزابه العديدة أو جمهوره الكوردي الذي يناصره رغم ضعفه بسبب وضوح خطه المؤسس على النهج القومي الواضح، والاهتداء بالكوردايتي التي تمثلها قيم البارزاني الخالد، وكذا دعم الرئيس مسعود البارزاني بشكل كبير للمجلس منذ نشوئه وحتى الآن رغم الظروف الاقتصادية القاهرة التي مرت بها كوردستان منذ دخول تنظيم داعش الإرهابي الى كوردستان العام 2014 وحتى مفاعيل وتبعات القرار الكوردستاني التاريخي باستفتاء الشعب في جنوبي كوردستان على تقرير مصيره بنفسه والاستقلال.

المجلس الوطني الكوردي للآن لا يملك تلفزيوناً خاصاً به، وحتى لو ضاق خناق الإدارة الذاتية التي يمثلها حزب الاتحاد الديمقراطي عليه، ورفضه فتح محطة فضائية، يمكن البثّ من كوردستان كإجراء مؤقت، وكذا لا يملك محطة إذاعية قوية بحيث يكون لبثّها الصّدى الكبير في الشارع الكوردي في كوردستان سوريا، وتضع النقاط على الحروف في محاولة لوقف الزيف الكبير الذي يمارسه إعلام الـ ب ي د وعلى الدوام.

حالياً يملك المجلس الوطني الكوردي موقعاً غير ذي فاعلية واضحة، ولو رصدت له الإمكانيات المقبولة لأمكن أن يصبح وكالة أنباء وبلغات عديدة، أما موقع ضعيف، يكرّر الأخبار على الشاشات أو الصفحات النشطة من شبكة التواصل الاجتماعي فتلك المصيبة المستعصية!!

ويملك المجلس مؤخراً جريدة الكترونية في أول عهدها، ينبغي رفدها بالطاقات الخلاقة، وتشجيع الكتاب للكتابة فيها، وإيلاء الأهمية للنسخة الورقية بسبب أن النت غير متوفر إلا في حدوده الدنيا في كوردستان سوريا، ورغم الثورات الهائلة في عالم الميديا، وتراجع المطبوعة الورقية إلا أن الحاجة لصحيفة مطبوعة بطباعة أنيقة على مستوى القراء الكورد مازالت في مستوى الرغبة الملحّة.

بالمقابل، يملك خصم المجلس الكوردي " إن صح التعبير" وهو الإدارة الذاتية أو حزب الاتحاد الديمقراطي، اهتماماً ضخماً، وضخاً لأموال كبيرة، وحشداً لطاقات إعلامية كثيرة حتى في شكلها الارتجالي والمغمور، فيملك حزب الاتحاد الديمقراطي فضائية تبث برامجها أربع وعشرين ساعة يومياً، ويملك جريدة شبه يومية، وعشرات راديوات ال اف ام وكذلك عشرات المواقع الالكترونية، وكلها تدعم خط منظومة العمال الكوردستاني في قنديل.

الاتحاد الديمقراطي- مستهدياً بمعلمه" العمال الكوردستاني" يهتم كثيراً بالجانب الإعلامي في رصد نشاطه، وعلى الدوام يقوم هذا الإعلام بـ " شيطنة" المجلس الكوردي واتهامه شتى الاتهامات المقذعة دون وازع من ضمير، وفي مجمل ما يذهب إليه تكون الغاية تشويه المجلس الكوردي في كوردستان سوريا، والى حد ما ينجح في ذلك بسبب الضخ الإعلامي الكبير على مدار اليوم، مقابل ضعف أو حتى انتفاء الإعلام من قبل المجلس الكوردي.

إزاء ما ذكر يمكن اقتراح بعض النقاط كمنصة لإعلام المجلس :

-تأسيس فضائية باللغتين الكوردية والعربية على أقل تقدير واعتماداً على قدرات شعبنا في كورستان سوريا، وتشجيع الجالية الكوردية السورية في أوروبا لدعم هذا المشروع، وعلى مدار أربع وعشرين ساعة.

-توسيع وتطوير موقع المجلس الالكتروني بحيث يصبح وكالة أنباء، والنشر باللغات الكوردية والعربية والانكليزية على أقل تقدير، إضافة إلى عشرات المواقع الصغيرة للمجالس المحلية في الداخل والخارج.

-إصدار صحيفة باللغتين الكوردية والعربية مطبوعة وأسبوعية، تنشر نشاطات المجلس بشكل مكثف، وتركز على الجانب التحليلي والمعرفي للمقالات والتقارير والأبواب التي تهم القارئ الكوردي.

-الاهتمام الجدّي بالشبكة الزرقاء، وكافة مراكز ومواقع التواصل الاجتماعي، وتشكيل جيش الكتروني لمؤازرة الأقلام النشطة والمبدعة من أنصار المجلس الكوردي.

أمام المجلس إما معالجة هذه الأفكار للنهوض بإعلامه، أو تحمّل الضخ الأسود لإعلام "خصمه" وبالتالي توقّع الخسارات كل يوم.

المقال يعبر عن رأي الكاتب

678