الانهيار يصل لقمة العيش.. أكبر مخابز دمشق توصد أبوابها

الانهيار يصل لقمة العيش.. أكبر مخابز دمشق توصد أبوابها

Nov 14 2020

معاناة كبيرة يعيشها السوريون مع أزمة الخبز في هذا البلد الذي مزقته الحرب. وإن اختلفوا حول أسباب الأزمة، إلا أنهم يتفقون أن حياتهم تنهار شيئاً فشيئاً من دون تحرك يذكر لتوفير احتياجاتهم الأساسية.

أزمة الخبز هذه باتت أكثر وضوحاً يوماً بعد آخر. فقبل يومين، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أفران "ابن العميد" المشهورة في منطقة ركن الدين بالعاصمة دمشق، أغلقت أبوابها بسبب انعدام مادة الطحين المقدمة إليها.

وتزامن ذلك مع ازدحام خانق تشهده الأفران ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري بسبب نقص كميات الطحين المقدمة للأفران، وفق المصادر.

يشار إلى أن أفران "ابن العميد" التي يبلغ عددها خمسة وملاصقة مع بعضها بعضا، والواقعة في حي ركن الدين الملاصق لجبل قاسيون في دمشق، تعد من أهم الأفران التي يقصدها سكان وأهالي العاصمة وريفها.

يذكر أنه في 31 أكتوبر الماضي، لفت المرصد إلى أن مناطق النظام السوري على اختلاف المحافظات تشهد أزمة متواصلة وبشكل متصاعد على الخبز حالها كحال أزمات أخرى وعلى رأسها المحروقات. كما رصد المرصد أزمة الخبز على طوابير الأفران عبر شهادات لأهالي ضمن العاصمة دمشق وريفها.

"لقمة مغمسة بالقهر والذل"
وتحدث شاب من أبناء دمشق عن المعاناة على طوابير أحد الأفران في العاصمة أثناء ذهابه لاقتناء ربطة خبز لعائلته. وجاء في شهادة الشاب: "رأيت كباراً في السن من النساء والرجال يمكثون على الأرض منتظرين دورهم ضمن طابور طويل للحصول على ربطة خبز، وأنا مثلهم اضطررت للوقوف لمدة ساعتين وشاهدت عناصر أمنية يقتحمون دور الخبز في كل دقيقة ويقومون باجتياز الأهالي دون أي اعتبار لكبار السن المرهقين، يأخذون كميات كبيرة من الخبز ويذهبون، ولا أحد قادرا على توجيه أي كلمة لهم". وختم قائلاً: "إنها لقمة مغمسة بالقهر والذل".

وفي خضم كل ذلك، عمدت حكومة النظام إلى رفع سعر الطحين المدعوم المقدم للأفران، على الرغم من قلة كميات الطحين المقدمة للأفران. وأصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة للنظام، في 29 أكتوبر الماضي، قرارات تتضمن تعديل سعر مبيع طن الطحين المدعوم ليصبح بـ40 ألف ليرة سورية، إضافة إلى تعديل سعر مبيع الكيلوغرام الواحد من مادة الخبز المرقد العربي المدعوم بدون كيس ليصبح بمبلغ 75 ليرة سورية فقط، وتحديد سعر الربطة المعبأة بكيس بلاستيك بـ100 ليرة سورية للمعتدين والمستهلكين، أي ضعف السعر القديم، حيث كانت تباع ربطة الخبز بـ50 ليرة سورية.

إلى ذلك تأتي هذه القرارات في ظل العقوبات المفروضة على النظام، وانخفاض إنتاج سوريا من القمح، إضافة إلى صعوبة تأمين مادة القمح وارتفاع تكاليف نقله ومستلزمات إنتاجه.

العربية

369