السياسي الكردي وخطر التواصل مع الإعلام المرئي

السياسي الكردي وخطر التواصل مع الإعلام المرئي

Feb 17 2019

السياسي الكردي وخطر التواصل مع الإعلام المرئي
عمر كوجري

عانى الساسة الكرد في روجافايي كوردستان بعكس سياسيي باقي أجزاء كوردستان من مظالم كثيرة، نظراً للإمكانيات الإعلامية الضحلة لإعلام الحركة السياسية الكردية والتي اقتصرت على مناشير حزبية بالغة الرداءة من الوجهة المهنية، وغُيّب بسبب منسوب الملاحقة التي مارستها حكومات البعث الاستخباراتية، فانكفأ على ذاته، وبرع في الندوات التنظيمية أو الجماهيرية على مستوى أرياف الوطن وكانت تقتصر على ندوات مساء عيد نوروز، وتُجرى في بيوتات ضيقة شديدة الازدحام!

وبعضهم اكتفى بالكتابة بأسماء مستعارة خوفاً من الملاحقة الأمنية، نادرون من تشجّعوا للتصريح بأسمائهم، وكتبوا مقالات غير "ساخنة" في صحافة جنوبي كوردستان على قلتهم.

بعد القيامة السورية، والتوفُّر الواضح لوسائل الإعلام في باقي أجزاء كوردستان، وبشكل محدد في جنوبي كوردستان، وقف السياسي الكردي من المنبت الروجافايي كوردستان لأول مرة منبهراً أمام الكاميرا، وفي استديوهات بأضواء مبهرة، وعلى الهواء مباشرة، مع أن الفضائيات الكردية تبالغ في توصيف حالها بالعالمية وهي تظل محلية كونها لا تبث برامجها وأخبارها إلا بالكردية.

إطلالة سياسيينا شابها الكثير من التوتر والخوف والتعرّق، والتأتأة، لكن شيئاً فشيئاً تلاشى الخوف من الكاميرا لدى العديد من سياسيينا، يعود الفضل لكثرة استضافتهم كون أن هذه المحطات اكتفت بهم، ولم تغامر في البحث عن وجوه جديدة ربما كانت أكثر فعالية وقوة، ولديها مقدرة على التحليل السياسي، وقراءة وتتبع الأخبار، والمطالعة المستمرة، ولم يفكر أحدٌ بتقوية لغته الكردية، فكانت التصريحات أو الحوارات مائعة ومبالغة في تكسُّر كرديتها، حتى من تحدّث العربية، كان يتحدث بلهجة حارته، ويثير حكيه الضحك والازدراء، ومن برع منهم فهم القليل الأقل، لهذا شعرنا بالحنين لمقالة الصحفي السعودي فايز عبدالله الشهري ونصائحه و"القواعد العشر للتحليل السياسي الإعلامي"!!

إذ غاب السياسي الكردي عن الإعلام المرئي كلياً لسنوات طويلة، لكن بعد أن سنحت له الفرصة للظهور على المنابر التلفزيونية لم يكن قد تهيأ، وتسلّح بأدوات التعامل معها، ظاناً ربما بأن في مقدوره محو جملة هنا أو إضافة أخرى هناك كما كان يفعل سابقاً مع الإعلام المكتوب، ونسي أو ربما تناسى بأن كل كلمة تخرج من فاه السياسي على الإعلام المرئي محسوبة عليه، وربما كلفته أو كلفت حزبه أو تعرّض أنصاره لمخاطر جمة من وراء شوق الاستعراض.

بعض هؤلاء السادة .. الساسة تميّزوا بأنهم ساهموا في "فضح" ذواتهم" بأيديهم، وتسابقوا لعقد صداقات أو عزائم لبعض المراسلين أو مقدّمي البرامج " التلفزيونية" خاصة!! ليفوزوا بالحضور الدائم على حساب ضحالة "تحليلهم السياسي" وعدم استشرافهم للقراءة الصحيحة لأيّ موضوع كونهم لم يبالوا بالتحضير الجيّد لها، بل وصل الأمر ببعضهم ليتصدوا لنقاشات لم يكونوا مطّلعين عليها بالمطلق.

البعض انجرّوا في حميّة الكلام وتسخين الأجواء من قبل بعض الزملاء المشاغبين ليفضوا كلّ ما عندهم من كلام وإفشاء أسرار سواء أكانوا مخوّلين لإقرارها في وقتها وزمانها ومكانها أو لا ؟ وبهذا نجح مقدّم البرنامج لاصطياد السياسي الكردي الروجآفاوي، وسجّل في سجل مهنته سبقاً صحفياً ومن حقه ذلك.



المقال يعبر عن رأي الكاتب

630