من مقاومة العصر إلى مخيم العصر
من مقاومة العصر إلى مخيم العصر ... روني قامشلو
لست سادياً حتى يكون لدي رغبةٌ في الكتابة لغاية أن أبكيكم.
كما أنني لست مازوتشياً حتى تكون لدي رغبة في أن أبكي على أطلال زاويتي.
زاويتي مخصصة لمن يتعالون على القهقهة ويبتسمون بسخرية ويفهمون الرسالة, وهم غالبية أبناء شعبنا.
الواقع في روجآفاي كردستان مرٌ ومؤلم والمشاهد التي سأعرضها في زوايتي حيةٌ وموثقة ابطالها قادة مشروع اللأمة الديمقراطية, يقودوننا من فشل إلى فشل, يشدوننا إلى الوراء ويثبتوننا في المستنقع, يسجنون مناضلينا ويطلقون العنان لجوقة التطبيل والتزمير في حفلات المديح, أما الشهداء فهم أرقام وأعداد في بازار كتم الأفواه والأصوات.
كانت "مقاومة العصر" التسمية التي أطلقها تلامذة أوجلان على مواجهة حملة غصن الزيتون التي بدأتها تركيا في 20 كانون الثاني من هذا العام مع فصائل ما يسمى "الجيش الحر" على مدينة عفرين وريفها, في الوقت الذي يتوجب إخلاء المدنيين من أية مدينة في ظروف الحرب كانت PKK تسير قوافل المدنيين من أغلب المدن الكردية إلى عفرين عنوةً , اقولها عنوةً لأنه كان يتوجب على كل كومين إرسال عدد محدد إلى عفرين, وتدشن حفلات الدبكة وسط المدينة وتعلن أرقام ضحايا الجيش التركي والفصائل المرافقة التي لو جمعناها منذ إنطلاق العمل العسكري عام 1984 ضد الدولة التركية لأبيد الجيش التركي عن بكرة أبيه.
أنتهت مدينة عفرين وريفهافي قبضة الجيش التركي ولم تنتهي "مقاومة العصر" لكن المقاومة رزقت بمولود جديد باسم "مخيم العصر" لأب يدعى المقاومة وأم تدعى حركة المجتمع الديمقراطي بفيتامينات (Bê Serok jiyan nabê) والمهد منطقة الشهباء وكان أول المباركين للمولود الجديد السيدين آلدار خليل ومحي الدين شيخ آلي مع الكادر بدران جيا كرد "أدام الله ظله" من خريجي مقامات قنديل الذين أشادوا بالخدمات الجليلة "العصرية" التي تقدمها الإدارة الذاتية لمخيم العصر, ويجب أن لا ننسى هنا البوست الشهير للسيدة الناشطة إلهام أحمد التي تناست منصبها وعادت بها طبيعتها إلى الجذور حيث شجعت مواطني عفرين البقاء في المخيم ريثما تنتهي المقاومة!! واتهمت الذين يشجعون أهالي عفرين بالرجوع إلى عفرين بفتح المجال امام الإرهابين لاخذ صور السيلفي مع النساء!!! وتستطرد الناشطة إلهام: حياتكم اغلى من غسالة؟! وارضكم اغلى من الروح ايضاً؟! لذلك يجب التمهل والانتظار الى ان تتحرر عفرين من رجس الإرهاب التركي الداعشي......كما أن وحدات حماية الشعب قطعت العهد على نفسها بتحرير عفرين. ولا تنسوا يا سادة ان وعود pkkالتي أعلنت مراراً عن مواعيد تحرير بوطان وبهدينان وعن توحيدهما في الربيع المقبل أو الصيف المقبل وكانت وفيةً لتلك الوعود والمواعيد لكن وعينا القاصر نحن أبناء روجآفا بنظم التقاويم وفلسفة قائد "العصر" يحول عن ظفرنا بكردستان مضافاً إليه هذا الشعب الناكر لجميل القائد وتعبه وجهده, وهنا لا بد من استذكار تنظيرات سيهانوكديبو حول مقاومة العصر على شاشة قناة العربية" إما النصر أو النصر" وهو ابن أحد قادة اليسار الكردي, معلمنا يوسف ديبو البراغماتي الشهير الذي أنقذ ابنه سيهانوك من براثن الأجهزة الأمنية السورية حين اعتقل على خلفية علاقته بحزب العمل الشيوعي, بتصريحه لهم بأن أبنه مختل عقلياً, وبصراحة إنقاذ فيلسوف كسيهانوكديبومهمة عليا تقتضيه الضرورة لإستمكال نهج القائد وشرح تنظيراته, وخاصة في هذا الظروف العصيب حيث لا يستطيع أي شخص عادي ان يربط حياة المخيمات وصعوباتها بعصرية أفكار القائد وبمقاومة العصر وتحويل الهزيمة في عفرين إلى إنتصار ساحق وماحق وان يربط الوجود التركي في عفرين بمستنقع فيتنام للجيش الأمريكي......هل تتخيلون يا سادة حجم معاناتنا؟؟
روني قامشلو
المقال يعبر عن رأي الكاتب
1168