عمر إسماعيل: تركيا في الاستراتيجية الامريكية من جديد

عمر إسماعيل: تركيا في الاستراتيجية الامريكية من جديد

Dec 22 2018

ان دور الدولة التركيه منذ تأسيسها هو دور شرطي أمريكي في المنطقه وقد تميزت العلاقات التركية الأمريكية بالتقلب والتبدل المستمر صعودا وهبوطا، لكن جميع الصعوبات والعقبات والمشاكل لم تخرج تلك العلاقات عن إطار التحالف الاستراتيجي، وتعود هذه الاستراتيجية للمصالح المتبادلة بين الطرفين عل طول المرحلة التاريخية وان الانسحاب الأمريكي الغير متوقع من مناطق كوردستان سوريا الآن لفتح أبواب كوردستان سوريا على الجميع لتقطعها وتقسيمها والقضاء على الوجود القومي الكوردستاني فيها و في الدرجه الاولى لكسب تركيا كحليف استراتيجي في المنطقة كما في السابق ، وما كان ذالك الدعم اللامحدود لقوات سوريا الديمقراطية ، تحت ذريعة الحرب على الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش ألا للسيطرة على منابع النفط ، ولا يهم أمريكا أو غيرها معاناة الشعب الكوردي بشكل خاص والشعب السوري بشكل عام إنما يهمها مصالحها بالدرجه الأولى مع حلفائها الاستراتيجيين وخاصة في المنطقة النفطية في شرق الفرات وتعلم واشنطن يقينا أن ب ي د PYD هو فرع من منظومة PKK، والمرتبطة ارتباطا وثيقا بمحور الشر الإيراني السوري و المصنف على قوائم الإرهاب عالميا وأمريكيا أيضا ومحاولاتها بالضغط على pyd فك ارتباطها بpkk سوى تصريحات اعلامية . وفي السنوات الماضية مع عمر الثوره السورية ، بحثت واشنطن عن أوراق سياسية وعسكرية جاهزة لاستخدامها على الأرض لأن الاستراتيجيه الامريكية في سوريا اختلفت عن وجودها في العراق ٢٠٠٣ حيث فقد الأمريكان الكثير من قواتها المارينز في حربها على العراق اما في سوريا اعتمد على الفصائل العسكرية الجاهزة وعلى رأسها قوات ما سمي بقوات سوريا الديمقراطية وقد قامت بتزويدها بالأسلحة والمعدات ،لكي تصل من خلالها لأهدافها في السيطرة على منابع الطاقة الواقعة شرقي وشمالي سورية، بحجة مكافحة الإرهاب في محاربة تنظيم الدوله الاسلاميه داعش، وباختصار أن تاريخ العلاقات الامريكية التركية أكبر من أن يضحي أمريكا بتركيا من أجل الكورد أو غيرهم في منطقة الشرق الأوسط ويعلم الأمريكان أنّه لا موسكو و لا غيرها يمكنها من اختراق الدائرة الاستراتيجية الأميركية، وأنَ روسيا رغم استغلالها توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن أكثر من مره لن يتمكن من ضم أنقرة لطرفه كشريك استراتيجي، ورغم إن العملية العسكرية التركية واحتلالها لعفرين شكلت صفعة قوية للأمريكان، حيت اتفقت أنقرة مع موسكو وليس واشنطن في الترتيب والإعداد لها. لكنها شكلت في الوقت ذاته منعطفا هامة في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، ولكن الصمت الأمريكي أمام الاحتلال التركي لعفرين تؤكد تفهم أمريكان للهواجس التركية وحاجتها لتأمين حدودها. وهذا يدل بوضوح على أن الأمريكان مستعدون للتخلي عن pyd بعد أن قدم دماء آلاف من أبناء شعبنا الكوردي في معركة ليس للكورد فيها ناقة ولا جمل وان تصريحات قادة البنتاغون بعدم وجود أي قوات لهم في منطقة عفرين كان بمثابة ضوء أخضر لأنقرة بأن تقوم باحتلالها وممارسة كل الجرائم فيها حتى التغيير الديمغرافي .و أن أنقرة نجحت في إضفاء الشرعية الدولية على عمليتها العسكرية في عفرين، حيث رفض مجلس الأمن الدولي شجبها، أو اعتبارها اعتداء تركياً على الأراضي السورية.

وإن الانسحاب السريع والمفاجئ للقوات الامريكية تؤكد تصريحي السابق انه من المستحيل التدخل التركي في شرق الفرات مع وجود القوات الامريكية ودخولها في حرب برية معها انسحبت امريكا لإعطاء ضوء أخضر من جديد لتركيا باحتلال المنطقة الكوردية في شرق الفرات بحجة تأمين حدودها أمام الصمت الدولي والإقليمي وإعادة الأوضاع في سوريا إلى المربع الأول اي الحرب والدمار وأنها الحياة السياسية واطالة أمد مأساة الشعب السوري والقضاء على البقيه الباقية من الشعب الكوردي الاصيل خدمة لمشروع إعادة تركيا للاستراتيجية الامريكية من جديد .


المقال يعبر عن رأي الكاتب

1210