بيان الديمقراطي الكوردستاني-سوريا في الذكرى السادسة والأربعين لرحيل القائد الخالد مصطفى البارزاني

بيان الديمقراطي الكوردستاني-سوريا في الذكرى السادسة والأربعين لرحيل القائد الخالد مصطفى البارزاني

Feb 28 2025

في هذا اليوم الخالد، نقف بإجلال وإكبار أمام ذكرى قائد صنع التاريخ وأصبح رمزًا خالدًا في وجدان الشعب الكردي، القائد العظيم مصطفى البارزاني، الذي كرّس حياته للنضال من أجل الحرية والكرامة، متحديًا كل قوى الظلم والطغيان التي أنكرت حقوق الكرد وسعت إلى محو هويتهم.

لم يكن البارزاني مجرد قائد عسكري أو زعيم سياسي، بل كان أبًا روحيًا للحركة التحررية الكردية، ورمزًا للمقاومة والإرادة الصلبة التي لا تلين أمام الأزمات. لقد قاد الثورات المتلاحقة، متحديًا القوى التي حاولت كسر إرادة الكرد وحرمانهم من حقوقهم المشروعة، فكان صوتًا للحرية وصوتًا لشعبٍ لم يعرف يومًا الخضوع أو الاستسلام.

ولد مصطفى البارزاني في 14 مارس 1903 في بارزان، في وقت كانت فيه كردستان تعيش تحت وطأة الاحتلال والتقسيم. ومنذ صباه، كان شاهدًا على الظلم الذي تعرض له شعبه، فاختار طريق المقاومة، مؤمنًا بأن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع بالنضال المستمر. فشارك في ثورة الشيخ محمود الحفيد، ثم أصبح قائدًا لثورة بارزان عام 1943، ليؤكد من جديد أن إرادة الشعوب لا تُقهر.

بعد ذلك، كان له دورٌ بارز في جمهورية كوردستان في مهاباد عام 1946، التي شكلت تجربة فريدة في نضال الكرد، ورغم سقوطها، فإنها تركت بصمة عميقة في مسيرة التحرر الكردي. لم يستسلم البارزاني، بل استمر في مقاومته، متنقلًا بين المنفى والجبهات القتالية، مؤكدًا أن حلم كردستان الحرة لن يموت ، كما كان الملهم للاحزاب الكردستانية في كافة أرجاء كردستان .

نهجٌ استمر من بعده بقيادة فخامة الرئيس مسعود البارزاني

بعد رحيله في 1 اذار 1979، لم ينطفئ شعاع النضال الذي أشعله، بل استمر أبناؤه وتلامذته على نهجه، وفي المقدمة منهم الرئيس مسعود البارزاني، الذي حمل راية القضية الكردية وأكمل المسيرة بنفس العزيمة والإصرار. تحت قيادته، واصلت الحركة التحررية الكردية نضالها، محققة إنجازات كبيرة، و تشكيل إقليم كردستان العراق كنموذج ديمقراطي يعكس إرادة الشعب الكردي..

إننا في الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا نزداد تمسكا وباصرار على الالتزام بفكر ونهج القائد الخالد عبر تقوية روح الوحدة بين أبناء الشعب الكردي في سوريا و في كافة أجزاء كردستان حتى الاقرار الدستوري بوجود شعبنا الكردي في سوريا وتحقيق حقوقه القومية ، وندرك مدى المسئولية الملقاة على عاتقنا تجاه شعبنا وقضيته العادلة في المرحة الراهنة ، ولاسيما بعد سقوط النظام الاستبدادي في سوريا ، على ان نبني معا سوريا الجديدة دولة متعددة القوميات والاديان والمذاهب تضمن حقوق جميع المكونات، الا ان ممارسات السلطة الجديدة حتى الآن مخالفة تماما لما كانت تصرح به من ضمان حقوق الجميع وعىى مبدأ سوريا لكل السوريين .. وعليه فان شعبنا وعبر حركته السياسية لن يكل او يمل حتى تحقيق امانيه في الاعتراف الدستوري بوجوده على ارضه التاريخية ويوريا دولة " اتحادية "وحل قضيته وعموم القضايا الوطنية والقومية وفق العهود والمواثيق الدولية ولضمان التعايش بين مكونات المجتمع السوري بأمان ووئام ..

وهكذا يبقى إرث الخالد مصطفى البارزاني لا يقتصر على كونه قائدًا ثوريًا، بل إنه مدرسةٌ للنضال، تستلهم منها الأجيال معاني الصمود، والإصرار، والتضحية. لقد أثبت أن القضية الكردية ليست مجرد مطالب سياسية، بل هي قضية هوية ووجود وكرامة، وأن الحرية لا تتحقق إلا بتوحيد الجهود، والتضحية، والإيمان العميق بالحق المشروع للشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه..

في هذه الذكرى العطرة، نجدد عهد الولاء لنهج الكردايتي نهج البارزاني الخالد ونؤكد على مواصلة المسيرة التي بدأها القائد الخالد البارزاني، ايمانا منا أن دماء الشهداء وتضحيات البيشمركة البواسل لن تذهب سدى بل تؤتي نتائجها المرجوة لعموم شعبنا في اجزاء كردستان الاربعة ..

هكذا قاد البارزاني الخالد المسيرة بإيمان وعزيمة صادقة لا تلين، حيث واصلها فخامة الرئيس مسعود البارزاني بحكمة وثبات عبر المشروع القومي الكردستاني، فإننا نؤمن بأن مستقبل كردستان سيكون مشرقًا، طالما هذا النهج قائما وهذا المشروع القومي محمي ممن يؤمن بالحرية والعدالة والكرامة..
تحية الى البيشمركة البواسل الرابضون في ساحات الكفاح
المجد والخلود لروح القائد الخالد مصطفى البارزاني ..
وتحية عطرة الى ارواح شهداء شعبنا الابرار ..

المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا
قامشلو 1 آذار 2025

110