المجلس الكردي والسياسة الناعمة

المجلس الكردي والسياسة الناعمة

Dec 17 2018

المجلس الكردي والسياسة الناعمة
عبدالرحمن شيخي

تعودنا خلال فترة ماقبل 2011 اي في عهد سطوة النظام وقبضته الحديدة على مفاصل الدولة والمجتمع ممارسة السياسات الناعمة بحكم أننا احزاب سياسية وسرية ولم نمتلك القدرات والامكانيات اللازمة لمواجهة الدكتاتورية واجهزته الأمنية المنتشرة في كل المدن والبلدات، وكنا مقتنعين أن مطالبنا محقة، ولاتؤذي أحدا وهي واردة في المواثيق والعهود الدولية سنحصل عليها يوما"ما سواء من خلال تغيير النظام او يفرضها المجتمع الدولي المتحضر إلا ان المفارقة بأننا بقينا على هذه السياسة حتى بعد الأزمة وبأكثر مرونة وتردد.

برأيي ورأي الكثيرين أننا خسرنا الكثير من المكاسب التي ربما كنا قد نحصل عليها لو أننا انتهجنا طريقا"مختلفا"عما سبق في التعامل مع الوقائع والاحداث من خلال توفير مستلزمات ووسائل متناسبة مع المرحلة دون الاخذ بالحجج والمبررات التي تعودنا عليها سابقا" التي لم تدفعنا الا الى المزيد من التقوقع والخوف ومغادرة الميدان واستنزاف الطاقات البشرية وخسارة جيل كامل من الشباب والكوادر العلمية والسياسية والتي لم تتوقف هجرتها او تهجيرها بعد ان فقدت الكثير من مقومات البقاء والاستمرارية.

ظل المجلس الوطني الكردي في سويا مترددا" في اتخاذ قرارات اكثر حسما" وحزما"تماشيا مع الظرف القاسي الذي فرضته الاجندات الدولية والاقليمية، وقد تعددت الرؤى والمواقف بخصوص سياسات المجلس منهم من اعتبر ذلك هروبا"من المسؤولية وترك الميدان للبيده والقوى العشوائية الأخرى، واخرون اعتبروا ذلك حكمة وسياسة في التعاطي مع الأوضاع المفتوحة على احتمالات متعددة وكذلك ابعد الكرد عن حالة الاقتتال الداخلي وأبعاد شبح البراميل والطائرات من سماءات المناطق الكردية.

وأنا اعتبر كل ماحدث ويحدث حتى الآن هو نتيجة لقراءات خاطئة ممزوجة بحالة من الاتكالية لخريطة الازمة والأحداث والتي فشل اكثر المحللين والسياسيين حنكة" في تجلياتها وتفسيراتها، وماستؤول اليه الاوضاع بسبب التدخلات المتشعبة في سوريا، ولم يكن متوقعا"أطالة امد الأزمة بهذا الشكل. بالإضافة الى الضغط المزدوج الممارس من قبل البيده والنظام والإشارات كانت واضحة من قبل هذا الثنائي المتناغم حينما مارسا الاغتيالات السياسية لبعض الشخصيات القيادية والشبابية البارزة والقيام بعمليات الخطف والنفي والاعتقالات والملاحقة المستمرة وفرض الاتاوات على الناس دون اي مواجهة لهم سوى الادانة والاستنكار ..


المقال يعبر عن رأي الكاتب

554