شرق الفرات والبيت الكردي الواهن

شرق الفرات والبيت الكردي الواهن

Dec 17 2018

شرق الفرات والبيت الكردي الواهن
عمر كوجري

بدأت الإدارة الذاتية المُعلَنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي في كوردستان سوريا أو في شمال شرق سوريا كما يستهوي لإعلام الـ ب ي د أن يطلق على ذلك المكان الجغرافي، بدأت تتحسس "بل الدقن" بعد أن استشعرت أن نار التهديد التركي الأخير الجدّي، والذي صرّح فيه اردوغان إنها مسألة أيام، وسيتم إفساح المجال للأهالي للعودة إلى مناطقهم، وأن تركيا خسرت "ما يكفي من الوقت حيال التدخل في مستنقع الإرهاب شرق نهر الفرات بسوريا، ولم نعد نحتمل يوماً واحداً من التأخير".

كان ردُّ فعل مسؤولي الإدارة ارتجالياً ودونما تفكّر وتدبّر واضح وليس بمستوى الحدث الكبير والمرعب والخشية أن سيناريو عفرين لربما يتكرّر بمآسيه التي لا تُحصى، فخرج المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا!! ببيان هزيل وضعيف، وغير مستشعر بهول الكارثة المنتظرة، استنكر فيه تصريحات وتهديدات أردوغان، ولمّح البيان إلى استدرار عطف النظام السوري في دمشق باتّهام تركيا أنّها تحاول أن تقتطع جزءاً من سوريا، وتلحقها بها، كما دعا البيان الضعيف ذاك إلى إعلان النفير العام لدفاع كلّ المكوّنات المجتمعية في سوريا لتنبري للدفاع عن أرضها، وهذا ما ذكّرنا بالنفير الذي أُطلق في عفرين وبنتيجته ضاعت عفرين، وصارت بعهدة فصائل مسلحة تعيث فساداً وتخريباً وقتلاً في المنطقة!!

رغم أن المعطيات تشير إلى احتمال عدم تكرار الحدث العفريني بكلّ حذافيره المُوجعة بسبب تداخُل مصالح دولية في منطقة شرق الفرات، وخاصة التّواجد الأمريكي من حيث المواقع العسكرية، وتسيير دوريات مشتركة على الحدود بين المنطقة الكردية والحدود التركية، وما صدر عن بيان رئاسي بين أردوغان وترامب قبل أيام عبر مكالمة هاتفية وحثّه الأخير إلغاء هجومه المهدد ضد مناطق شرقي الفرات.

لكنّ كلَّ ذلك لا يعني أنه يمكن الركون للتهدئة ونسيان مفاعيل الوعيد الأخير، ربما الهجوم بشكل واسع مُستبعد في الفترة الحالية على الأقل، وقد يكون هناك تدخُّل في منبج أو تل أبيض، لكن التحشدات الموجودة حالياً بالقرب من سري كانييه" رأس العين" ودربيسييه وقامشلو، قد تتأجل إلى حين انتظار الوعد الأمريكي بالتصرف بشأن نيّة الاتحاد الديمقراطي إعلان لا تبعيته للعمال الكوردستاني، وهذا ما لا يتحقّق على الأرض من خلال رصد التظاهرات المُؤيّدة لحرية أوجلان في معتقله، وإعطاء ذرائع مجانية للترك للتدخُّل، مع أنّهم لا يحتاجون ذرائع حينما ينوون التدخل.

ثمّة معلوماتٌ تقول إنه قد تدخل قوات جديدة إلى الحدود مع تركيا لمنع أي اصطدام مع وحدات الحماية، وبالتالي استبعاد شبح الخوف لدى أنقرة من تواجد عناصر تابعة للعمال الكوردستاني على حدودها، هذه المعلومات لم تتأكد بعد.

بالعودة إلى بيان الاتحاد ااديمقراطي، والمقصد بيان "الإدارة الذاتية" نرى أنه لم يدعُ إلى وحدة الكرد وضرورة تجاوز خلافات الحركة الكردية في التّهديد الرّاهن، وهو يعلم أنه قدّم خدمات مجّانية لأعداء الكرد بشأن تصدُّع البيت الكردي وتهالكه ووهنه.

جریده‌ كوردستان


















المقال يعبر عن رأي الكاتب

751