بيان من اتحاد نساء كوردستان – سوريا بمناسبة سقوط النظام السوري
أصدر اتحاد نساء كوردستان – سوريا بيانا بمناسبة سقوط النظام السوري اليوم الأحد 8 كانون الأول 2024، أكد فيه أن النظام أدخل البلاد في نفق مظلم من الانتهاكات والحرمان، محوّلًا الأحلام إلى آلام، والمستقبل إلى كوابيس.
فيما يلي نص البيان:
بيان اتحاد نساء كوردستان - سوريا
بسم الله وباسم إرادة الشعوب الحرة،
اليوم، يسجل التاريخ لحظة فارقة في مسيرة سوريا وشعوبها، بسقوط نظام الأسد الذي كان لعقود رمزًا للاستبداد والقمع. لقد أدخل هذا النظام البلاد في نفق مظلم من الانتهاكات والحرمان، محوّلًا الأحلام إلى آلام، والمستقبل إلى كوابيس. سقوطه ليس مجرد نهاية حقبة، بل بداية مرحلة جديدة تمهد لإعادة صياغة مفهوم الدولة العادلة التي تحتضن جميع مكوناتها.
في هذه اللحظة التاريخية، نهنئ الشعب السوري العظيم بنصره الكبير، الذي تحقق بفضل تضحياته الجسيمة وإرادته الصلبة في مواجهة الطغيان.
نحن في اتحاد نساء كوردستان، إذ نستقبل هذا الحدث التاريخي، نؤكد على أن الحرية ليست نهاية الطريق، بل بدايته. الحرية تتطلب بناء أسس متينة لدولة مدنية حديثة تقوم على العدالة، المساواة، واحترام الكرامة الإنسانية. سوريا التي نطمح إليها هي دولة تُصان فيها حقوق الإنسان، تُحترم فيها التعددية القومية والثقافية، وتتحقق فيها تطلعات الشعب الكوردي ضمن إطار ديمقراطي تعددي يضمن العدالة والمساواة.
إن تطلعات الشعب الكوردي تشمل حقه في حكم ذاتي أو فيدرالية، تضمن له حقوقه الثقافية والسياسية والاقتصادية ضمن الدولة السورية المستقبلية، مع الحفاظ على وحدة الأرض والشعب.
إن سقوط النظام يحمل معه مسؤولية كبيرة على عاتق القوى الوطنية والمدنية لتجنب إعادة إنتاج الاستبداد بأي صورة كانت. كما أن بناء مستقبل سوريا يتطلب حضورًا فاعلًا للمرأة، ليس فقط كرمز للنضال والصمود، بل كشريك أساسي في صنع القرار وفي إعادة بناء مجتمع دمرته سنوات القمع والدمار. لذلك، نطالب بتمثيل عادل للمرأة في جميع هياكل السلطة وحقها في المساهمة الفاعلة في وضع السياسات الوطنية.
في هذا اليوم، نؤكد مجددًا أن تضحيات السوريين لن تذهب هباءً، وأن معاناة النساء السوريات، وخصوصًا الكورديات، ستكون منطلقًا لمستقبل أكثر عدالة. فالتاريخ لن يكتمل إلا بضمان حقوق الجميع في المشاركة، والاعتراف بحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، بعيدًا عن الإقصاء أو التهميش. كما يجب أن تُبذل جهود حثيثة لبناء جسور المصالحة بين مختلف مكونات المجتمع السوري، مع ضمان أن تكون جميع الأطراف متساوية في الحقوق والفرص.
نوجه دعوتنا إلى كل الأطراف السياسية والمدنية للعمل معًا على تحويل هذا السقوط إلى فرصة تاريخية لبناء سوريا جديدة تتسع للجميع، وتنهي فصول المأساة التي عاشتها الأجيال الماضية. ومن أجل ذلك، نؤكد على ضرورة تبني سياسات تشاركية تضمن حقوق جميع السوريين، وتؤسس لمرحلة جديدة من الحوار والمصالحة الوطنية.
عاش الشعب السوري العظيم، وعاشت سوريا حرة ديمقراطية.
المجد للشهداء وللحرية والكرامة.
اتحاد نساء كوردستان-سوريا
8-12-2024
160