
الحوار الكوردي واستغلال عواطف البسطاء
الحوار الكوردي واستغلال عواطف البسطاء.. فياض إسماعيل
في غمار الإرتدادات السياسية التي تشهدها المنطقة بين الفينة والأخرى، يتجلّى الحوار الكُردي كأحد المحاور الحيوية من هذه الإرتدادات التي تستدعي الوقوف عندها بعمق؛ بالتزامن مع المصالح يبرز الحوار الكُردي كمفتاح لإعادة صياغة العلاقات وتجاوز العقبات نحو تحقيق الاستقرار ويصبح من الضروري تناول هذا الملف بعين المسؤولية من جميع الأطراف الكُردية.
منذ فترةٍ وجيزة مارست أمريكا ضغوطاً على قسد لاستئناف حوار مع المجلس الوطني الكُردي في خطوة لتعزيز الوحدة بين القوى الكُردية في كُردستان سوريا لمواجهة التحديات السياسية والأمنية، وبذلك ستسحب أمريكا الذرائع من بين يدي تركيا مع كبح اطماعها لمزيد من الاحتلال للاراضي المحاذية على حدودها الجنوبية.
امتثالاً لذلك صرّح مظلوم عبدي، عدة مرات عن أهمية وضرورة استئناف الحوار الكُردي بين المجلس الوطني الكُردي وأحزاب الوحدة الوطنية الذي كان متوقفاً منذ عام 2020، وأكّد على ضرورة الوصول إلى اتفاق بين القوى الكُردية المختلفة، وخاصة بين قسد والمجلس الوطني، وذلك لتحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات السياسية والأمنية.
في هذا السياق حدّد مظلوم عبدي شهر آب مهلة كحد أقصى لاستئناف هذا الحوار، مشيراً إلى أن استمرار الانقسام بين القوى الكُردية ليس في مصلحة الشعب الكُردي في سوريا.
نعم أضحت فيما بعد أن مظلوم عبدي لا يمتلك القرار السياسي المستقل بشأن أمور الاستراتيجية وحتى على المستوى الشخصي وأن دفة القيادة عائدة إلى حزب العمال الكردستاني وقادته، وأن النفوذ الحقيقي على قسد موجودٌ في قنديل.
وفقاً لهذه المعادلة المعقّدة التي يصعب تصريفها؛ إلّا بقطع أوتاد قنديل في داخل كُردستان سوريا، حيث بات مكشوفاً على الكبير والصغير أن قنديل معملٌ من المخابرات الدولية يتأثرون بتوجهات أجهزة رعاة تلك الاستخبارات المختلفة والدليل على ما اسلفت أنّهم يتضرعون للحوار مع دمشق في حين يرفضون الحوار مع الكُرد، وهنا استطيع الجزم بعدمية إمكانية الوصول إلى توافق كُردي في ظل وجود قنديل وأن مسألة الحوار مع المجلس الوطني الكُردي فقط لكسب الوقت واستغلال عواطف البسطاء لا اكثر .
المقال يعبر عن رأي الكاتب
432