تحية لرجال الأعمال المخلصين في إقليم كردستان

تحية لرجال الأعمال المخلصين في إقليم كردستان

Jan 29 2024

"تحية لرجال الأعمال المخلصين في إقليم كردستان"
د. عبدالحكيم بشار

لا يخفى على أي متابع للشأن العراقي بوجه عام وشأن إقليم كردستان بوجهٍ خاص، ملاحظة النهوض العمراني وتطور البنية التحتية في الإقليم في فترة قياسية، وحيث أن تلك القفزة العمرانية باتت مثار إعجاب كل الدول الديمقراطية والشخصيات المعروفة.

وفي هذا الإطار، أتذكر لقاءً لنا مع السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية كنتُ قد شاركت فيه وفتئذٍ ضمن وفد المعارضة السورية، وبعد التعرف ومعرفة أنني مقيم بأربيل، أشاد بالنهضة العمرانية في أربيل، وقال الرجل بالحرف آنذاك، لا نجد أي دولة في العالم شهدت هذا النمو والتطور خلال مدة زمنية قصيرة بالنسبة لعمر الدول والكيانات.

إذ في الوقت الذي تعاني فيه باقي محافظات العراق من التراجع في كل شيء له علاقة بالاستقرار والنهوض والتقدم والتنمية، بالرغم مما يُقدم لها من مليارات الدولارات كميزانية، نرى إقليم كردستان العراق ماضياً للأمام بالرغم مما يُعانيه من حصار غير دستوري وغير قانوني من بغداد سواء من جهة عدم دفع رواتب الموظفين، أو من جهة حصة الإقليم في الميزانية من أجل النهوض بالإقليم.

ناهيك عن الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة من قِبل إيران وحشدها الشعبي في العراق، أو حرب العصابات من قبل حزب العمال الكردستاني الذي بات جزءاً أساسياً من الحشد الشعبي، ورغم كل هذه العوامل الضاغطة والمعرقلة لأي تقدم أو تطور إلاَّ أن الإقليم يسير بخطى ثابتة نحو الأمام، وذلك لاعتماده على ثلاثة عوامل وهي:

١- إصرار حكومة الإقليم على توفير الأمن والأمان في الإقليم وتحدي كافة الصعاب بروح بالمسؤلية.
٢- قانون الاستثمار في الإقليم الذي يقدم كافة التسهيلات القانونية للراغبين في الاستثمار وفق احتياجات الإقليم.
٣- الدور الاستثنائي الذي يقوم به رجال الأعمال الكرد في جهود التنمية والنهوض والتقدم في الإقليم من خلال استثمار معظم أموالهم في الإقليم ودعم خطط الحكومة في تطوير البنية التحتية.

ولا شك أن الدور البارز والهام لرجال الأعمال في إنتعاش الإقليم عمرانياً يثير حفيظة طهران، لذا تراها من حين لآخر تستهدف وبشكل متكرر رجال الأعمال الكرد بالصواريخ، وكان آخرها استهداف منزل بييشروا دزييي واستشهاده، وطهران من خلال هذه العمليات العدوانية بحق الإقليم عامةً وبحق رجال الأعمال بوجه خاص تهدف إلى تحقيق غايتين:
الأولى خلق حالة من عدم الاستقرار في الإقليم وجعل الإقليم كباقي مدن العراق، والثانية هي دفع رجال الأعمال إلى التوقف عن المساهمة في دعم التنمية والتطور في الإقليم ونقل استثماراتهم إلى الخارج، وربما نسيت طهران أن هؤلاء الأبطال ليسوا فقط أصحاب أموال، إنما لديهم إلى جانب ذلك حس الانتماء للمكان، لذا فهم بخلاف معظم رجال الأعمال في دول الشرق الأوسط الذين يكون رأسمالهم أهم من الناس أو البقعة التي يستثمرون فيها أموالهم.

كما أن المجريات هناك تؤكد بأن الشعب الكردي في إقليم كردستان كما كان مقاتلاً من أجل حقوقه في جبهات القتال على مدار عقودٍ من الزمن، فإن رجال الأعمال الكرد هم أيضاً مقاتلون حقيقيون من أجل دعم التنمية والنهوض بإقليم كردستان، ولن تمنعهم كل صواريخ إيران وحشدها عن الاستمرار، ولن تثبط عزائمهم صواريخ الحقد والكراهية، لذا ليس لنا إلاّ التعبير عن تقديرنا الكامل لكفاح هؤلاء الاقتصاديين المخلصين لبلدهم، فألف تحية لرجال الأعمال الكرد البواسل في إقليم كردستان.

29-1-2024


المقال يعبر عن رأي الكاتب

514