تشديد أميركي على منع تحول المنافسة مع بكين إلى صراع

تشديد أميركي على منع تحول المنافسة مع بكين إلى صراع

Jan 14 2023

عبرت الولايات المتحدة عن حرصها على منع تحول المنافسة مع الصين إلى صراع، واستبعدت خوض «حرب باردة» جديدة، مؤكدة التزامها بنهج ثلاثي في التعامل مع بكين يقوم على «الاستثمار والمواءمة والتنافس».

وفيما استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الياباني، أمس (الجمعة)؛ لبحث تعزيز التعاون وردع التهديد الصيني، يستعد وزير الخارجية أنتوني بلينكن لزيارة بكين بهدف البناء على التقدم المحرز في اللقاء بين الزعيم الصيني شي جينبينغ ونظيره الأميركي، على هامش قمة العشرين ببالي.

وقالت إليزابيث ستيكني، المتحدّثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن نهج إدارة بايدن العام تجاه الصين هو «الاستثمار والمواءمة والتنافس». وأوضحت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نستثمر في الداخل، ونتواءم مع الشركاء والحلفاء في نهجنا في الخارج، ونتنافس مع الصين من أجل الدفاع عن مصالحنا وبناء رؤيتنا للمستقبل».

وشددت ستيكني على أن بلادها لا تنوي، ولا تتوقع من الآخرين، التوقف عن التجارة مع بكين، «بل نعمل على التعاون مع الحلفاء والشركاء لضمان أن تلعب الصين بنفس القواعد التي تنطبق على الجميع. ولسنا في خضم الانخراط في حرب باردة جديدة. ما نريد هو دعم نظام دولي يحمي المبادئ الأساسية التي مكّنت السلام والازدهار لعقود».

ورداً على التهديد الذي يطرحه صعود الصين على النفوذ الأميركي في الساحة الدولية، قالت ستيكني: «نحن على استعداد للعمل مع بكين حيث تتلاقى مصالحنا، حيثما يكون ذلك ضرورياً للسلام والازدهار العالميين، وكذلك لإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة. حتى في الوقت الذي نتنافس فيه بقوة مع الصين، فإننا نحرص على منع تحول المنافسة بيننا إلى صراع. ونستمر بإدارة هذه العلاقة بمسؤولية».

وشهدت العلاقات بين واشنطن وبكين توتراً هو الأسوأ منذ سنوات، فاقمه الخلاف حول تايوان التي تعهدت الولايات المتحدة بدعمها في حال تعرضت إلى اعتداء. وقالت ستيكني: «تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بسياسة الصين الواحدة. ونحن لا نؤيد استقلال تايوان، ونتوقع حل الخلافات عبر المضيق بالوسائل السلمية. لم تتغير سياستنا، ولكن التعسف المتزايد الذي تمارسه بكين على تايوان هو ما تغير.

نحن ملتزمون بالعمل مع شركائنا للحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وداخل منطقة المحيطين الهندي والهادئ». وعن تعزيز بكين علاقاتها السياسية والاقتصادية حول العالم، بما يشمل أفريقيا والشرق الأوسط، اعتبرت المسؤولة الأميركية أن «بكين تقدّم حلولاً قصيرة الأمد بدلاً من الفرص المستدامة التي تخلق ازدهاراً ونمواً حقيقيين». وتابعت: «فيما يتعلق بالشرق الأوسط، نريد أن نضمن ألا يكون نفوذ بكين ونشاطاتها في الشرق الأوسط على حساب ازدهار المنطقة واستقرارها وعلاقاتها طويلة الأمد مع شركائها الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة.

بالنسبة إلينا، غايتنا هي إقامة مجال تجاري متكافئ يعود بالفائدة على دول المنطقة والشركات المحلية، وليس مجالاً للمنافسة يعود بالنفع على الشركات التي تتخذ من الصين مقراً لها».

إلى جانب مخاوفها من نفوذ بكين المتنامي، عبرت واشنطن عن قلقها من موجة تفشي «كوفيد-19» في الصين منذ أن رفعت القيود. وقالت ستيكني: «فيما يتعلق بتفشي العدوى الحالية، نريد أولاً أن يتم القضاء على مثل هذا التفشي، أياً كان مكانه في العالم، سواء كان ذلك في الصين أو في مكان آخر.

ثانياً، بالنسبة لـ(كوفيد-19)، فإننا ندرك أنه إذا تفشى فيروس في أي مكان، فإنه من المحتمل أن يتحور هذ الفيروس ويتحول إلى مصدر تهديد لحياة الناس في أي مكان في العالم. ثالثاً، تشكل تأثيرات الوباء مصدر قلق للعالم بالنظر إلى حجم اقتصاد بكين والناتج المحلي الإجمالي للبلد. من مصلحة جميع العالم، وليس فقط الصين، أن تكون بكين في وضع أقوى بوجه الفيروس».

211