"الظروف خلّت العنزة خروف"

Aug 26 2022

"الظروف خلّت العنزة خروف"
ماهر حسن

نجح حزب العمال بتوظيف اتباعه في بلاط الحاكم وهالةِ خلوده، ولا سيما من يمتهنون التطبيل للحصول على مكاسب مادية واجتماعية، وثمة آخرون لجؤوا بكل ارتياح وانشراح الى حزب العمال، تحت ذريعة منحه الفرصة او بالأحرى التزموا الصمت على كشف قبح سياساته تجاه الكورد الذي تورم نرجسيا بتلفيق التهم الباطلة، وذهب قادة اتحاد الديمقراطي بفطنتهم ببعض إلى العدم، اذ يخرج من لا يفقهون ألف باء السياسة، غير هيّابين، يصرخون تعبيراً عن حبهم الجم للنظام، متاجرين بأنهم وقفوا في وجه دولة التركيا في البداية، ثم صامتين مستسلمين وكأن شيئاً لم يحدث.

الأسوأ من هذا وذاك، أنك لو طرحت على اتباع العمال الكوردستاني السؤال التالي ذا الجواب منذ اربعين عاما من اعلان جمهورية الزاب الى افا شين، الى كانتونات وادراة الذاتية في كوردستان سوريا : ماذا تقول في السياسة؟
- الظروف اقوى مما كان متوقعاً.

وكيف أن حزب الاتحاد الديموقراطي لا يرى في سقوط آلاف الشهداء والجرحى ونزوح آلاف أخرى إلى دول مجاورة فشل وتعثر، وأن الإدراك المشوه للإدارة المنطقة يفضى إلى قرارات عاجزة عن مواجهتها، فتكون النتيجة مزيداً من التخبط وسقوط؟

لكن ليسمحوا لنا، نحن من خسر البلد والولد، ويراعوا عقولنا، ويشرحوا لنا كيف عقد من الويلات فقط كانت بغية إجبار تركيا على تفاوض مع النظام السوري ؟ يبدو ان سياسة ابوجية مع النظام الاسد كانت مسألة دقّا على الصدور، والتعهد بأنّ "الكورد" عندي، وهي تبدو كذلك، فلا داعي إذاً لتوهم ودثر وطمس الحقيقة.

المقال يعبر عن رأي الكاتب

392