حوار في الحلم بيني وبين ابنة اختي القاصر غزالة التي خطفها منظمة العمال الكردستاني

حوار في الحلم بيني وبين ابنة اختي القاصر غزالة التي خطفها منظمة العمال الكردستاني

Jul 22 2022

حوار في الحلم بيني وبين ابنة اختي القاصر غزالة التي خطفها منظمة العمال الكردستاني
شيرزاد عنز

صباح الخير يا أبنة اختي الوحيدة. في صباح العيد، كُنّا في زيارة إلى قبر والدك، سمعته يسألني ويسأل أمك: اين غزالة؟ لم يتمكن أحد من الإجابة. ساد صمت مريب، دموعنا أمك وأنا وأخوالك وجدتك وأعمام والدتك، كلنا لم نتمالك أنفسنا. قبل أن يقول لنا: هل خطفها الأوغاد؟ يا غزالة: لم نتمكن من البقاء كثيراً هناك، فوفود المتضامنين من مختلف الأطياف والشرائح الاجتماعية تؤمن منزل أخوالك، حيث تعيش أمك بعد رحيل والدك إلى دار الأخرة.

حدثيني عنك يا غزالة، ماذا تفعلين، ماذا تأكلين، هل هي دورة تثقيفية كما يقولون أم إنها تدريب على فنون القتال، وهل جسدك الطري يتحمل حمل قطعة سلاحٍ؟
غزالة: اهٍ يا خال، فوالله لا يوجد أي تثقيفٍ أو دورات علمية، جميعها عن أوجلان، والعمال الكردستاني، والكهوف والمغارات،يحتقرون العلم والمثقفين وأبناء العوائل والنبلاء اخال نفسي اعيش بين دواعش بزي مختلف يشتمون البارزاني ويتحدثون عن البارتي الديمقراطي الكردستاني-العراق بالسوء البليغ، هنا يحصل صراع في عقلي، أنت وأمي وأبي وأخوالي كنتم تقولون لنا، أن أمل الكرد هم البارزانيون، ولإن عقلي لا يزال صغيراً فإنهم يحاولن حشوه بكل أنواع العنف والكراهية والعداء للبارزانيين. في إحدى الحصص التدريبية على سياسة العمال الكردستاني، قلت لمن عرف عن نفسه "هفال كريلا" لماذا تشتمون البارزاني، أليس هو من حماكم في كوباني، وتل كوجر، وتل حميس، ومنحكم السلاح والمال والغذاء، وفتح لكم المعبر، ووضع الإقليم في خدمة كرد سوريا، لكنكم، فقاطعني ووبخني ورمى بي في غرفة مظلمة صغيرة لعدة ساعاتٍ، ثم أخرجوني وذهبوا بيّ إليه ليقول: كل من يتحدث عن البارزاني بالألفاظ الجيدة والحسنة، سيكون مصيره الانفرادية. لكن ماهي الانفرادية يا خال، حين كنت في منزلك كانت غرفتي كبيرة، ومليئة بالألعاب، اه يا خال اشتقت لدبدوبي ودفاتر وأقلامي.
اي غزال: حدثيني أكثر ماذا تفعلون حيث أنت.

غزالة: سمعت أشياءً غريبة عن عقلي، مسدس، اربيجي، كلاشينكوف، دبابة، مضاد طيران، حرق المكاتب، خطف السياسيين، قتل المعارضين، التعامل مع النظام والبعثيين امر طبيعي، التأخي مع الكرد الغير أبوجيين خيانة، التعامل مع الأبوجيين السلميين عمالة...إلخ ماهذا يا خالي، لماذا لم تكت تعلمني وتربيني سوى على الأخلاق، المساواة، الحب، العلم والمدرسة والتعليم والجامعة والدراسات العليا والاختصاص في أوربا. عقلي مشتت، لكنني أميل وأرغب أن استمع إليك أكثر، فأنت تمنحني الثقة والأمان والمستقبل، والشبيبة الثورية يعلمونني على الغدر والقتل والسرقة والنهب والضرب والفساد المالي.

يا غزالة يا حبيبتي: قالت لي أمك إنك ذهبت إلى معهد للموسيقى فحدثيني عنه:
غزالة: أي موسيقى يا خال: هؤلاء لا يفهمون من الموسيقى سوى السلاح. في اليوم الأول تدربنا على العود، الطمبور، البزق. ثم في اليوم الثاني ذهبنا إلى المعهد، لأجد أمام باب المعهد مركبات عسكرية ورجال ونساء بزي عسكري. دخلنا إلى صالة المعهد لأجد 5 أشخاص عسكريين أثنان منهم ملثمين، وبدأوا يشرحون عن السلاح وإنه افضل من الموسيقى، وأن تعلم تاريخ العمال الكردستاني أفضل من تعلم تاريخ كردستان، وأن حفظ أقوال اوجلان أفضل من حفظ كتب المدرسة، وأن الاستشهاد في سبيل قنديل أفضل من الحصول على الشهادة الجامعية، وأن عشق أوجلان أفضل من حب الوالدين، وأن طاعة أوجلان والكادرو أفضل من طاعة الوالدين. يا خال أخبرني من كل هؤلاء، من هو أوجلان، وماذا يعني الكادرو، ولماذا تاريخهم كحزب أكبر من تاريخ كردستان، ولماذا يجب أن أحفظ أقوال أوجلان أفضل من حفظ الكتاب المدرسي.

-أكملي يا خالي يا قلبي المفطور وكبدي المحترق.
غزالة: خالو أبو دلير : يقولون لنا يجب أن نحمل السلاح في وجه المجلس الوطني الكردي، وأن نضربهم ونحاربهم، ونحرق صورة البارزاني، وأن نسرق مال الناس، وأن ننشل الأغراض من على الأرصفة أو موبايلات البنات، وأن نخطف حقائب النساء، وأن نبحث عن صغار السن من الأطفال وأن نتلاعب بعقولهم كي يأتون إلى هنا، أو نخطفهم. يا خال من هو مظلوم كوباني، فالذي يتحدث إلينا يقول: نحن لا نتلقى تعليماتنا منه، فهو ليس مسؤولاً عنا، نحن مرتبطون مباشرة بقنديل. خالو ماذا يعني قنديل.

غزالة: خال أنا هنا تعيسة وحزينة، فالغرفة التي أنام فيها يوجد 4 بنات أخريات واحدة نجحت للصف السادس، واثنتين لم يكملا الدراسة بعد الصف الثامن في العام الماضي، وأنا. كلنا نشتاق إلى أمنا وأهلنا. الغرفة غير مطلية بالدهان، وطعامنا سيء وقديم والخبز لا يأكل فهو يابس أو معفن. خال أنا جائعة هل يمكن أن تؤمن ليّ صندويشة فلافل أو شاورما، أنا جائعة للطعام ولرؤية امي ولسماع صوتك. أرجوكم كلكم يا من تقرأون أنقذوني فهم سيجعلون منا مقاتلات، وأنا أرغب أن أحصل على شهادة جامعية وليس مقاتلة.

أمي، خالي، جدتي: أنا يتمية ووحيدة ماذا عساني أن أفعل مع هؤلاء المجرمين.

المقال يعبر عن رأي الكاتب

431