رسائل ب ك ك في قتل أمين عيسى أمين

رسائل ب ك ك في قتل أمين عيسى أمين

Jul 04 2022

رسائل ب ك ك في قتل أمين عيسى أمين
عمر كوجري - 2021

الطريقة الشنيعة في قتل الشاب الشهيد أمين عيسى أمين أثمرت عن ردود أفعال قوية على المستوى الشعبي والحزبي في غربي كوردستان، وفي باقي أجزاء كوردستان، ودول ذات التأثير العالمي كالولايات المتحدة وبريطانيا.

وبدلاً من الاعتراف بالجريمة باشرت سلطة ال ب ي د بنفي خبر تعذيب الشاب الشهيد، ونشرت مقاطع للفيديو ومؤتمراً صحفياً لطبيب ادّعى أن الجثة لم تتأذَ بالمطلق، وكاد أن يقول إن الصور المروّعة لمشاهد التعذيب على كامل جسد الفقيد أمين ماهي إلا بدعة أو خيال من أهل الشهيد، هم الذين أمعنوا في تشويه جسد ابنهم المتوفى وشويه وحرقه حتى تلحق الشر ب" الادارة الذاتية" !! ؟

الحقيقة أن سلوك الإدارة التي يديرها من أولها لآخرها حزب ب ي د بخصوص هذا الحدث وأحداث أخرى بدا مريباً، بعيداً عن أخلاقيات سلطة وإن كانت سلطة بالوكالة، فبدلاً من تهدئة الخواطر، وزيارة أهل الفقيد والوعد بفتح تحقيق على مستوى من المهنية، والقبول بحكم لجنة دولية بهذا الشأن، نصبت نفسها جزءاً من المشكلة لا جزءاً من الحل، وهذه حال الأنظمة التي تعتمد التسلط والقمع سلوكاً يومياً، وتتعامل مع معارضيها كخصوم ينبغي وضعهم في زاويا ضيقة أو على هامش الحياة..

نعم، تعاملت هذه السلطة بطريقة كيدية، وأصدرت بياناً يكذّب أهل المتوفى، متمسكة بوجهة نظرها فقط..

ولكن كانت لها رسائل من وراء هذا السلوك المشين، وهنا نسجّل أن الرسالة الأساسية هي إدخال المزيد من الرعب في نفوس كل من يعارضها، لأن التشويه الفظيع خلف هذا الأثر من رسالة الترهيب..

الرسالة الثانية، كانت الرغبة الملحاحة في نسف كل تقارب محتمل في الأيام القادمة، خصوصاً أن المغدور ينتسب عائلياً وتنظيمياً لحزب رئيسي من أحزاب المجلس الوطني الكردي، وهو الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، الشخص المغدور كان كادراً سياسياً في حزبه، وبالتالي ضربه يعني ضرب تنظيمه السياسي، وبالمحصلة ضرب المجلس الوطني الكردي ككل.

الرسالة الثالثة، تضمنت من شكل التعذيب الفظيع أن حزب ب ي د غير مهتم بردود الافعال كردياً ودولياً عليه، وأنه يتحدى الإرادة الدولية، وكل هيئات حقوق الإنسان ومنظمات الدفاع عن معتقلي الرأي وغيرها..

الرسالة الرابعة كانت ثقة المسؤولين عن هذه الجريمة بأن عائلة الشهيد أمين سترضى بما حصل، وتقلب الصفحة، ولن تكون بهذه الجسارة الكبرى، حيث خرج عم الشهيد وابن عمه، وآخرون يتحدون هذه السلطة، ويطالبون بإعادة تشريح الجثة من جديد وإخراجها من القبر رغم القسوة الروحية لأهل المتوفى، ولكنه تحد عظيم يحسب لأهل الفقيد. وبعد: لا أعتقد أن هذه الجريمة يمكن أن تمر بسلام، ويجب ألا تمر، وينال كل مجرم جزاءه العادل، حتى يكون ذلك درساً لكل ظالم.



المقال يعبر عن رأي الكاتب

518