جبهة السلام والحرية:

جبهة السلام والحرية: "أنهت الثورة عامها الـ 11 دون أن يتغير شيء في سلوك النظام المارق بل ازداد إجراماًً"

Mar 15 2022

قبل أحد عشر عاماً انطلقت شرارة الثورة السورية من مدينة درعا 2011، إلا أنها سرعان ما اتسعت لتشمل جميع الجغرافيا السورية، وهي نتيجة طبيعية لحجم الظلم والاضطهاد الممارس ضد السوريات والسوريين على مدى عقود من حكم الحزب الواحد والعائلة الواحدة. وما الانتفاضة الكردية في 12 آذار 2004، التي انطلقت شرارتها من مدينة القامشلي مروراّ بعامودا، إلاّ مقدمة لتنامي حالة السخط والغضب الكامنة في نفوس السوريات والسوريين. وكعادته، فإنّ نظام الاستبداد والفساد جابه الثورة السلمية للشعب السوري من خلال الحلول الأمنية والعسكرية التي لا يجيد غيرها كسبيلٍ لقمع جميع الأصوات التي خرجت تصدح بأعلى صوتها "الشعب يريد إسقاط النظام" و "واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد"، وكان أن امتلأت سجونه بمئات الآلاف من أبناء وبنات شعبنا البطل الثائر ضد النظام ورموزه، الذي مارس ضدهم أبشع أنواع التعذيب، ما أدى لاستشهاد مئات الآلاف منهم، وبقي الآلاف منهم في حكم الأموات دون معرفة مصيرهم إلى يومنا هذا.

ها هي الثورة السورية تنهي عامها الحادي عشر، دون أن يتغير شيء في سلوك هذا النظام المارق، بل على العكس ازداد تعنتاً وإجراماً، وتعطيلاً للعملية السياسية، مستفيداً من الدعم اللامحدود من قبل حلفائه الروس والإيرانيين وسط غياب دور فاعل للمجتمع الدولي الذي لايزال يتعامل مع القضية السورية في اطار "إدارة الأزمة" وليس حلها. فتحوّلّت سوريا إلى ساحة صراع دولي وإقليمي، حيث استدرج النظام الديكتاتوري من أجل حمايته وبقائه، كل أشكال التدخّل الخارجي بدءً من الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية المرتبطة به، وصولاً إلى التدخّل العسكري الروسي، إضافة إلى آلاف المرتزقة من المنظمات الإرهابية كداعش والنصرة وغيرها، والتي وفّرت الذرائع لقوى دولية أخرى للتدخّل بحجة مكافحة الإرهاب.

رغم تراجع الأعمال العسكرية في العديد من الجبهات في سوريا، فإنّ معاناة السوريين في كافة المناطق السورية وبمعزل عن انتمائهم أو مواقفهم السياسية، تزداد تفاقماً وصعوبة جرّاء تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعاشية، نتيجة لتخلّي النظام عن مسؤولياته، وإمعانه في التضييق على السوريين. وبدلاً من العمل على وقف الحرب وإنهاء مأساة السوريين، نرى النظام واعوانه يتخذون خطوات تدفع بالبلاد للانخراط في الحرب الدائرة بين روسيا واوكرانيا في تأزيم اضافي للاوضاع في سوريا.

مع دخول الثورة السورية عامها الثاني عشر، وفي ظل الجمود والاستعصاء الذي يلف العملية السياسية، فإنّ قوى الثورة والمعارضة السورية، مطالبة بتجاوز حالة التفكك والتشتت والارتهان، والارتقاء بمستوى أدائها، والاقتراب من حاضنتها الشعبية، والعمل على تحقيق أهداف الثورة السورية من خلال تحرّك نشط وفعّال مع أصدقاء الشعب السوري الدوليين والعرب، وكذلك مع المنظمات الدولية، وحثّهم على ممارسة المزيد من الضغوط على النظام وحلفائه لتحقيق الانتقال السياسي في سوريا من خلال التطبيق الكامل للقرار 2254 بكافة بنوده وفي مقدمتها تشكيل هيئة حكم انتقالي، والإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين والمغيبين، وضمان عودة كافة المهجّرين واللاجئين إلى مناطقهم عودة طوعية وآمنة.

إننا في جبهة السلام والحرية نؤكد لأبناء وبنات شعبنا السوري البطل المتعطش للحرية والكرامة، التزامنا بمبادئ وقيم الثورة التي ضحّى من أجلها ملايين السوريين. وبأنّنا لن نوفر جهداً بالتعاون والشراكة مع كل القوى الوطنية والديمقراطية ومع الأطراف الدولية والعربية الفاعلة في الملف السوري، في تحقيق تطلعات السوريين في بناء دولة ديمقراطية لا مكان فيها للاستبداد والديكتاتورية، دولة ديمقراطية تعددية تضمن لكافة السوريين والسوريات حياة حرّة وكريمة.

- عاشت ثورة الحرية والكرامة
- المجد والخلود لشهداء سوريا

الهيئة القيادية
لجبهة السلام والحرية
15/3/2022

544