ثقافة التضليل في هدم المجتمع الكوردي

ثقافة التضليل في هدم المجتمع الكوردي

Jan 05 2022

أعداد الأكاديمي :عبداللطيف محمدامين موسى

أن الاسس النظرية والعملية التي تبنى عليها النظريات والمقاربات في علم الاجتماع والمنطق ,تستنتج بأن الفرد يعتبر اللبنة الاولى في بناء المجتمع ,والتي تنتج عنها الاسرة مكوناً وحدة متكاملة اساسها ثقافةُ التعايش .

في ظل الأزمة التي عصفت بالشعب السوري بكل مكوناته ثمة تناقضات كبيرة في جوهر العلاقة ,أي أن صيورة الأزمة تناقض جوهرها. في مراجعة شاملة للمجتمع السوري في ظل الازمة نلاحظ بان جوهر الازمة اعتمد ت على المواثيق الدولية بأن لكل شعب الحق في تقرير المصير.

الأزمة افرازات أزمات في ظل الأيديولوجيات المستوردة ,والتي لا تناسب الثقافة السورية المعروفة بالتعايش بين جميع مكوناتها .بغض النظر عن التقسيم في الجغرافية السورية ،ولكن الاخطر من ذلك التقسيم الفكري ,مما احدث خلل في بنية المجتمع السوري .

اثبت الصراع في الازمة السورية بأنها ازمة صراع المصالح العالمية في سورية. المجتمع الكوردي بحكم ارتباطاته التاريخي بالجغرافية والمجتمع السوري شكل جزء من صراع الاجندات بذلك مشكلاً البيئة الهشة لها, عبر فرض أيديولوجية عابرة للحدود لا تناسب الواقع الكوردي عاجزة عن التكيف مع أصالة ونبل القضية الكوردية سمتها الاساسية في تلك الأيديولوجية تشوية عظمة تلك القضية والنضال الحقيقي للشعب في كوردستان سوريا عبر إعطاء صورة غير صحيحة عن الشعب الكوردي في المحيط الخارجي

. بحكم القراءة الخاطئة لتلك الثقافة والتي فرضت على الشعب الكوردي والبعيدة كل البعد عن الواقع الكوردي , لتقود في المنطقة الكوردية الى العديد من الازمات والصراعات مع دول الجوار، وبذلك لتخلق نوع من الصراع القومي الأبدي بين الشعب الكوردي والمكونات الأخرى عبر انتهاج ممارسات خاطئة.

كان الحصار على المنطقة الكوردية من دول الجوار مع بداية الأزمة ، ونتيجة لذلك الحصار قام الرئيس مسعود بارزاني ومن منطلق إيمانه بالمشروع القومي الكوردي في خدمة إخوته الكورد في أجزاء كوردستان الأربعة بفتح معبر فيشخابور او سيمالكا، لتكون النافذة وطاقة والمتنفس للشعب الكوردي في كوردستان سوريا على العالم.

وكعادته الرئيس مسعود بارزاني في خدمة كرد سورية، سمح بدخول جميع المساعدات الى كوردستان سوريا منذ بداية الأزمة، . هنالك الكثير من الأمثلة والمواقف لتؤكد بأن كل عائلة في كوردستان سوريا استفادت من ذلك المعبر.

الأمر الذي ازعج الكثير من الدول الإقليمية التي تضمر العداء التاريخي القومي للشعب الكوردي. لذلك قاموا بأعداد الخطط لتنفيذ اجندتهم في كوردستان سوريا. من خلال قراءتي للموقف أود أن أضع بين أيديكم بعض الاستنتاجات بشأن صراع المصالح والاجندات الإقليمية عبر إغلاق معبر سيمالكا.

أهمها بأن التسبب في إغلاق معبر سيمالكا إنما قرار إقليمي نفذته جهات مرتبطة بأيديولوجيات خارجية في كوردستان سوريا هدفها زيادة الضغط على أمريكا ,كون المعبر هو في المناطق النفوذ الأمريكي, ولإرباك الموقف الأمريكي في مفاوضات الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى، لذا التسبب في إغلاق المعبر من جهة الادارة الذاتية خارجي بامتياز الهدف منه تنفيذ اجندات إقليمية على حساب أزمة الشعب الكوردي في كوردستان سوريا.

والحقيقة الثانية التي أود أن أضعها بين أيديكم هو الضغط الإيراني على الجهات المرتبطة بها في كوردستان سوريا لاستغلال إغلاق معبر سيمالكا وتحويلها الى أزمة دولية إقليمية عبر طرحها في الإعلام لضرب وزعزعة ثقة الشعب الكوردي بالسروك مسعود بارزاني كونه يمثل الاب الروحي لكل عائلة وفرد في كوردستان سوريا يؤمن بعظمة القضية الكوردية.

والحقيقة الأخرى التي أود أن أشد انتباهكم لها هي تحويل إغلاق المعبر إلى أزمة عالمية لتشوية صورة حكومة إقليم كوردستان، وشخص رئيس الحكومة كون إقليم كردستان قاد وأصبحت المحطة الدبلوماسية العالمية في المنطقة، وأنها في الاستمرار في طرح القضية الكوردية في جميع المحافل الدولية.

أنها تمثيل لرمز وجوهر القضية الكردية في أجزاء كوردستان كلها الأمر الذي عبر عنه مبعوث بوتين الى الإقليم في زيارته الأخيرة عندما صرح واشاد بإنجازات حكومة الإقليم وبالسروك بارزاني بأنه يمثل كل الكورد.

جميع الاستنتاجات تقود الى حقيقة بأن عمق التسبب في إغلاق معبر سيمالكا، والتي يحاول البعض وبشكل مخطط و في كوردستان سوريا وباوامر إقليمية الى تحويلها الى أزمة كبيرة هدفها زعزعة ثقة الشعب الكوردي في السروك بارزاني الذي فتح المعبر لدعم الشعب الكوردي في كوردستان سوريا.

كل الحقائق تقبت في استمرار بأن السروك بارزاني عبر إنشاء معبر سيمالكا سيبقى الداعم الأكبر والأوحد لاخوته الكورد في كوردستان سوريا منطلقاً من واجبه القومي. كما أن هذا الازمة توضح حقيقة واحدة بأن السروك بارزاني هو العون والدعم والأمل والمنفذ لكل الكورد والمكونات في كوردستان سوريا، رغم كل محاولات تشويه هذه الحقيقة.

لابد لتلك الدول الإقليمية بأن تكون على يقين بأن الشعب في كوردستان سوريا لن تهزه هذه الأزمة إنما ستزيد كوردستان سوريا تكاتفاَ وتماسكاً حول السروك وتزيدهم إيماناً بعظمة المشروع القومي الكردي الذي يقوده السروك بارزاني. وان كوردستان سوريا معه بكل مكوناتها حتى تحقيق حلم الدولة الكوردية.


المقال يعبر عن رأي الكاتب

645