البارزانية  والمشروع القومي الكردي

البارزانية والمشروع القومي الكردي

Dec 16 2021

أعداد الأكاديمي عبداللطيف محمدامين موسى

إن الظلم والقهر والحرمان والكثير من السياسات البشعة التي مورست بحق الشعب الكردي، والتي استهدفت تغير كيانه ووجوده وتحريف جميع مفاهيمه ومعتقداته الى يومنا. بالتأكيد كانت مصدر نضال الشعب الكردي والمنهل والدافع الرئيسي في استمرارية النضال،

وبذل الغالي والنفيس والتضحية لمقاومة كل تلك السياسات التي تمارس من قبل الانظمة التي حكمت كردستان،

وسخرت كل الإمكانيات للقضاء على الشعب الكردي ومحاولات محو قضيته. عند تصفح الأحداث التاريخية ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية ١٩٤٥ بكل أفرزتها على العالم، وبداية تشكل سياسة المحاور والدخول في الاقطاب العالمية وظهور العداء الواضح من قبل تلك الاقطاب العالمية للقضية الكردية،

والتخلي عن جميع الوعود التي تم تقديمها للكرد في المساعدة على تقرير المصير،

ومع قمع ثورة بارزان الثانية من قبل الحكومة العراقية وبدعم مباشر من ايران وتركيا، هنا أصبحت شعلة النضال أكثر ضرورة من ذي قبل وأدرك الكرد وفي مقدمتهم الآب الروحي ملا مصطفى البارزاني بأنه لا سبيل للقضية الكردية سوى النضال بعد تخلي تلك الدول عن القضية الكردية،

فعمد البارزاني الخالد ومن منطلق النضال القومي والمشروع القومي الكردستاني الى الذهاب الى ايران ومساعدة القاضي محمد في بناء جمهورية مهاباد

وايقن البارزاني الخالد بأن أنشاء الحزب الديمقراطي الكردستاني ضرورة ملحة للشعب الكردي فقام في السادس عشر من أب ١٩٤٦ الى تأسيس الحزب الديمقراطي الكردي ولاحقاً تم تغير اسمه الى الحزب الديمقراطي الكردستاني بصفته حامل شعلة النضال القومي الكردي.

كان في كافة المراحل طرفاً رئيسياً ورمزاً للدفاع عن الحقوق المشروعة لشعب كوردستان، وقد أثبت ذلك نهجاً وعملاً، وكان على الدوام موضع أمل لشعب كوردستان، و كان هدفاً لمؤامرات وخطط الأعداء والحاقدين على شعب كوردستان.

من خلال تصفحي المعمق في مراحل نضال البارتي الديمقراطي الكردستاني في الدوام يترك وحيداً في مواجهة المصاعب والمسؤوليات الحساسة التي واجهت مصير الكرد، نرى السروك مسعود بارزاني يكرر في كل مناسبة بأن البارزاني يترك وحيدا في المسؤوليات الكبيرة للدفاع عن حقوق وقضية الشعب الكردي ولكن في النصر يكثر الشركاء والحلفاء لتقاسم مكتسبات النصر.

وكان الكرد يظلم في أغلب مراحل نضال وكان البارزاني الخالد يكرر لا صديق لنا سوى الجبال هذا الأمر لم يمنع يوما من الايام البارتي في متابعة النضال للدفاع عن حقوق الشعب الكردي.

كل هذا كان البارتي ولازال يتحمل المسؤوليات، فقاد ثورة أيلول الوطنية وگولان التقدمية والانتفاضة المباركة سنة ١٩٩١ وشكل برلمان وحكومة اقليم كوردستان وشارك في تحرير العراق واسقاط الطاغية، كما قاد ثورة علمية وعمرانية في الاقليم ووفر السلم والامان وثبت مبادئ حقوق الانسان وكرس الديمقراطية والسير نحو بناء مجتمع حضاري متمدن، وعزز التعايش بين المكونات الاثنية والدينية والمذهبية.

سعى دوماً الى تدويل القضية الكردية في إطار المنظمات الدولية والإقليمية سياسياً، واكتساب الحركة التحررية الكردية صفة مراقب في هذه المنظمات للدفاع عن حقوقها القومية والوطنية المشروعة، وكما يرى وبشكل وضوح بأنه الحزب الذي همه الأول والأخير كما يهدف إلى إعادة "كافة المناطق المستقطعة" من إقليم كردستان وفق الآليات الواردة في المادة 140 من دستور العراق الاتحادي، وتثبيت حدود الإقليم على هذا الأساس.

عمل البارتي على مكافحة الإرهاب وكل أشكال التطرف وعمل مطلقاً من مبادئه حيث كثر أسطورة داعش الإرهابية على يد البشمركة الأبطال ومشاركة مباشرة وإشراف ميداني من السروك مسعود بارزاني وفي خيمة العز التي لن ينسها الشعب الكردي أبداً في جبهات القتال والتي كانت كفيلة بدحر الإرهاب.

من وجهة نظري ومن خلال متابعة مسيرة البارتي المكسب الكبير الذي حققه البارتي وبمبادرة من السروك مسعود البارزاني هو الريفراندوم الإستفتاء الذي جرى يوم 25 / 9/ 2017 فبرغم وقوف الكثيرين ضد العملية سواء كان في الداخل أو الخارج وخاصة من قبل دول الجوار المغتصبة لحقوق الكرد،

فالعملية نجحت وجميع الكوردستانیين الشرفاء اللذين أثبتوا عدالة نهج البارزاني ووفائه للقضية الكردية ، فتلك العملية هي خطوة نحو الامام لتحقيق الحلم الكردي ويكون ورقة ضغط على بغداد لردعها على الغاء وتهميش حقوق الكرد المكتسبة.

كان البارزاني الداعم الأكبر للشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة منطلقاً من إيمانه المطلق بحق الشعب الكردي في تحقيق جميع حقوقه وفي مقدمتها حق تقرير المصير والدفاع عنها بكل الوسائل. كان العون والسند للشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة.

دعمه للشعب الكردي في كردستان الشرقية عبر تشكيل بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني لدعم عدالة القضية الكردية للشعب الكردي في كردستان الشرقية وكل انواع الدعم السياسي للاحزاب الكردية ومساعدتها في النضال السلمي عبر الطرق السياسية والدبلوماسية للدفاع عن حقوق شعوبهم. أما كردستان الشمالية ففي كل مرة يقوم بمساعدة الشعب الكردي هنالك ويتضامن مع عدالة قضية الشعب الكردي وحقه في تقرير مصيره مستنداً الى مقررات الأمم المتحدة لكل شعب الحق في تقرير مصيره.

وأما في كردستان الغربية عمد ت البرزانية الديمقراطي الكردستاني الى التضامن مع الشعب الكردي في حقه في تقرير مصيره.

لن ينسى الشعب الكردي في كردستان سورية ما قام به البارتي الديمقراطي الكردستاني بقيادة السروك مسعود بارزاني، فكان العون والدعم والسند لأخوته في كوردستان سورية مع بداية الازمة السورية، لم يدخر البارتي الديمقراطي الكردستاني جهداً الا وقام بالمساعدة للشعب في كوردستان سورية، فعمد على مساعدة الكيانات السياسية وتوحيد جبهة النضال الداخلية عبر إنشاء المجلس الوطني الكردي(ENKS) عام ٢٠١١ وبتوجيهات من السروك مسعود بارزاني حرصاً منه على حقوق الشعب الكردي في كردستان سورية وعدالة قضيته.

منطلقاً من حمله لمسولياته القومية.

وبتوجيهات من السروك مسعود بارزاني حرصاً منه على حقوق الشعب الكردي في كردستان سورية وعدالة قضيته. منطلقاً من حمله لمسؤولياته القومية حيث قام البارتي الديمقراطي الكردستاني وبأشراف مباشر من رئيسه مسعود بارزاني على قيادة ودعم جميع محاولات خلق كيان كردي موحد في كوردستان سورية من خلال رعاية مفاوضات التوحيد بين الاحزاب الكردية هنالك وبحهوده الحثيثة نتج اتفاقيات هولير ١_٢ دهوك ١،

ولازال الحزب الديمقراطي الكردستاني الضامن الكبير الى جانب أمريكا لرعاية مفاوضات الوحدة بين الاحزاب الكردي من خلال رئيس الإقليم ونائب رئيس البارتي نيجرفان بارزاني.. كما عمد الحزب الديمقراطي الكردستاني وبتوجيه مباشر من السروك مسعود بارزاني ومتحدياً حكومة المالكي وطهران وحلفائها الى استقبال اهل كردستان سورية للتخفيف عن معانتهم وتوفير الأمن والأمان والاستقرار لهم مع بداية الازمة السورية .

ولابد من الإشارة الى المشروع القومي للبارتي الديمقراطي الكردستاني في مساعدة اهل كردستان سورية وهو انشأء القوة التي يبنى عليها مستقبل قضية الشعب الكردي في روزافا كوردستان الا وهي قوات (بيشمركة روز) القوة التي يرى فيها السروك مسعود بارزاني بأنها الضامن والنواة لتشكيل مجتمع كردي متكامل على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والفكرية وتكون الضامن والحامي لتلك المكتسبات.

في كل مناسبة يؤكد السروك بارزاني على ضرورة إتاحة المجال لبشمركة روز للعودة الى روزافا كوردستان وحماية الشعب هنالك والدفاع عن قضيته.

من خلال عرض كل ماسبق عن مسيرة بارتي ديمقراطي كردستاني ونهجه القومي الكردي يمكن القول بأنه لم يكن نتاج مرحلة معينة من تاريخ الشعب الكردي او مطلباً لجغرافية معينة بل كان نتاج نضال البارزاني قبل تشكيل الحزب جاء البارتي استكمالا لنضال البارزاني القومي المعروف بتضحيته وايمانه بعدالة قضيته الشعب الكردي وحقه في النضال حتى تحقيق حقه في تقرير مصيره، فكان الحزب المدافع والمضحي بكل مراحل نضاله وتجاوز نضاله أجزاء كردستان الأربعة الى إيصال قضية الشعب الكردي الى كبرى مراكز رسم القرار العالمي في اروقة الأمم المتحدة.

يمكن القول وبشكل لا يدع مجال للشك بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني يعتبر حامل مشعل المشروع القومي الكردي في وضع كل إمكانياته في خدمة ذلك المشروع، والتي أثبتت حجم تضحيات في تحمل مسؤولياته في خدم المشروع القومي الكردي بقيادة السروك مسعود بارزاني منهلاً من المدرسة التي صنعها البارزاني الخالد.



المقال يعبر عن رأي الكاتب

7139