صراع المصالح في كردستان سورية

صراع المصالح في كردستان سورية

Nov 18 2021

بقلم الاكاديمي عبداللطيف محمدامين موسى

أن استمرار الأزمة في سورية طيلة سنوات صراعها الى وقتنا الحالي, أنما تجسيد لواقع تمر به المنطقة في الشرق الاوسط . تفرز حالة من اللاواقعية وانحرافاً في المفاهيم ,والتي كانت لابد لها من أن تلبي طموحات والحقوق المسلوبة من ذلك لشعب .

الازمة في سورية نتاج الحقوق المفقودة والتي يتم التعبير عنها على شكل ايدلوجية يؤمن بها الشعب في الحرية عززتها مبادى الامم المتحدة والمواثيق الدولية في حقوق الانسان ,ولكل شعب الحق في تقرير مصيره ,والتعبير عن اراءه والمشاركة الفاعلة في بناء مجتمعه الذي يسوده المحبة, وتعزيز ثقافة العيش المشترك التي اشتهرت بها شعوب وحضارات المنطقة عبر التاريخ.

في تشخيص لواقع الازمة التي مر بها الشعب السوري وتم فيها هدم وتفكيك كل ملامح الدولة والمجتمع السوري عبر مفاهيم مبرمجة ومنحرفة عن الواقع السوري, وأيديولوجيات مستوردة من خارج الحدود السورية لا تناسب واقع وعادات وثقافة الشعب السوري ,بل كانت مغايرة تماما للواقع الذي من اجله بدأت الازمة السورية .

تلك الأيديولوجيات الدخيلة , والتي تم الاعداد لها على شكل خطط منهجية غبائب الكواليس الدولية المظلمة ,لتعبر وتناسب ثقافة المصالح وتنفذ استراتيجيات دولية تخدم المصالح العالمية .

اجل أنها ثقافة المصالح والتسابق في تنفيذها وتهيئة كل ما يمكن وضعه في خدمة تنفيذها على الارض السورية ,والتي يدفع ثمنها الشعب السوري من قتل وتهجير وتدمير وتفكيك للمجتمع السوري وتعزز ثقافة الصراع والحرب والدمار بدلاً من ثقافة التعايش المشترك ,والتي اشتهرت بها المكونات السورية عبر حضارتها في التاريخ .عند ذكر المصالح الدولية في سورية لابد ان نذكر معها المعاناة التي عجزت الدولية الاقليمية في ايجاد حل جذري لها.

صراع المصالح تجسيد للأهداف التي تعبر عنا الدول الفاعلة في الازمة السورية .ايران الدولة السباقة والتي ارادت ان تعبر عن مصالحها في سورية وتؤسس للإمبراطورية الصفوية وولاية الفقيه ومشروعها في الهلال الشيعي وتعزز اوراقها ضد اسرائيل وامريكا في سورية, كانت لها ما ارادت الحصول عليه من خلال اطلاق يدها القذرة في الفتك بالشعب السوري من قبل ادارة اوباما ,والذي ضرب كل المواثيق الدولية وحقوق الانسان عرض الحائط من خلال ابرام الاتفاق النووي مع ايران على حساب الشعب السوري .

الروس اللذين دخلوا الى سورية ولهم مشاركة فاعلة والانخراط الى الصميم في الازمة السورية من خلال تحويل الساحة السورية الى مسرح في تجربة احدث اسلحتها والتي تفتك بالشعب السوري, والحرص على عدم فقدان سورية اخر قلاعها في المنطقة ,واعادة التوازن في تكرار للحرب الباردة بين قطبي العالم واحلام بوتين في احياء القيصرية الروسية , بل دخلت كطرف فاعل في المستوى العسكري والسياسي من خلال تشكيل مؤتمرات استانا منافس لمؤتمرات جنيف في تحدي للعالم باسره على حساب الشعب السوري ومعاناته.

تركيا والتي اعدت كافة الظروف من اجل احياء الامبراطورية العثمانية وتعزيز اوراقها في المنطقة حيث دخلت الى سورية واحتلت اجزاء كبيرة من الشرق والشمال الشرقي السوري عبر اتفاقيات وتفاهمات مع الروس والامريكان في تعبر واضح وصريح في تنفذ مصالحها في سورية .

امريكا والتي عمدت الى تقسيم سورية الى شرق الفرات وغربه ودخلت سورية تحت مفاهيم الحرب على داعش ووضع يدها على منابع الطاقة في سورية ضارباً كل المفاهيم الدولية عرض الحائط . أن الكرد في سورية هم امتداد طبيعي وجغرافي وتاريخي للمنطقة والظروف التي تمر بها المنطقة ,وكان لهم النصيب الاكبر من ثقافة صراع المصالح.

تلك المصالح والتي كان نتاجها تشكيل ما تسمى بالإدارة الذاتية والتي لا تمثل جميع فئات الشعب الكردي في كردستان سورية , والتي استغلت من قبل دول الذات النفوذ في الازمة السورية لتنفيذ اجندات في محاربة داعش ادت الى نزيف كبير في الدماء وهجرة وتغير الديمغرافية الكردية ,وملاحقة الشباب الكرد وسوقهم للقتال في الجبهات لتحرير منبج والرقة ودير الزور من داعش .

تلك الادارة التي تعجز إلى الان في ايجاد توازن بين المصالح العالمية والتي تم ادخال الاراضي الكردية والمنطقة في البارزات السياسية في عهدها .

لابد لها ان تعي بان الاستراتيجية الامريكية الحالية هي قتال داعش ووقف اطلاق النار ومسائلة المعتقلين والدفع قدر الامكان في تنفيذ تفاهمات سياسية تخدم مصالحها دون مصالح الشعب الكردي .

الادارة الذاتية ستبقى عاجزة من دون افساح المجال للمكونات الاخرى في ممارسة الحياة السياسية في كردستان سورية واخص بالذكر المجلس الوطني الكردي ومشاركة بجمركة روز في حماية مكتسبات الشعب الكردي .

لابد للقائمين عليها من ان يفهموا بان الاساس في تلبية حقوق الشعب الكردي هي التفاهمات الدولية في جنيف وتنفيذ القرار الدولي 2254 ولابد من انجاح الحوار الكردي الكردي ورسم استراتيجية مشتركة يتشارك فيها جميع ابناء الشعب الكردي في سورية والمكونات الاخرى تعمل على جعل المصالح الكردية تقاطع المصالح العالمية ,وتثبيت الحقوق الكردية في الدستور السوري الجديد. يحفظ لجميع المكونات حقوقهم والاستفادة من الرعاية المباشرة من الرئيس مسعود بارزاني انطلاقاً من واجبه القومي في مد يد العون للشعب الكردي في اجزاء كردستان كافة .

المقال يعبر عن رأي الكاتب

468