حول تغير القواعد الانتخابية في كردستان العراق

حول تغير القواعد الانتخابية في كردستان العراق

Oct 20 2021

شهدت الانتخابات البرلمانية الأربعة السابقة منذ2005 حتى 2018، أشكالاً مختلفة من التحالفات التي عرفت بتوافقات ما بعد الانتخابات، لعب فيه الكرد دوراً رئيسياً ومحورياً، خاصة وأن تلك التحالفات كانت تُفضي إلى صياغة علاقات جديدة في الكثير من الأحيان، تبعاً للأحجام الانتخابية. ففي الدورة الانتخابية الأولى في2005 دخل الحزبين الرئيسيين في كردستان، الديمقراطي الكردستاني(البارتي) والوطني الكردستاني (الإتحاد) بتحالفٍ ذات طابع هوياتي صريح، هادفاً صوب حماية العمق الكردستاني، تحت مسمى التحالف الكردستاني، وحصلت على قرابة الــ82% من مقاعد مجلس النواب العراقي مع تحالف الهويّات الأخرى المتمثلة بائتلاف الوطن الموحد الشيعي، وجبهة التوافق العراقية.

استمر التحالف الكردستاني بحصد المكاسب السياسية في انتخابات 2010، بالرغم من انشقاق كتلة من القيادات والقواعد من صفوف الإتحاد الوطني مشكلة حركة التغيير2009، وحصل التحالف على قرابة الــ13% من المقاعد البرلمانية، وكان انحياز وإصرار التحالف الكردستاني واضحاً للهويّة الكردستانية لكركوك ضمن عراق عادل ودستوري فدرالي، كما شهد العراق في الــ2010 "صلح أربيل" حيث نجح التحالف الكردستاني في رسم خارطة طريق للأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد نتيجة للانسداد السياسي حول تفسير المادة "76" من الدستوري العراقي حول مفهوم أن الكتلة الأكثر عدداً ترشح رئيس الوزراء، هل هي الكتلة الفائزة في الانتخابات أم الكتلة المتشكلة بعد الانتخابات، حيث تحالفت كتلتي ائتلاف دولة القانون والذي شكل حزب الدعوة نواته، وائتلاف الوطني العراقي والذي ضم المجلس الإسلامي الأعلى والتيار الصدري كتلة التحالف الوطني، وألحقت بها القائمة العراقية التي ضمت كل القوة والفعاليات السنية ما عدا الحزب الإسلامي، وخرجت اتفاقية اربيل بتفضيل الهويّة العراقي الجامعة وإسناد منصب رئيس الوزراء للتحالف الوطني.

المتغير الرئيسي الغير مسبوق في نمطية التعاطي الهويّاتي للتحالف الكردستاني، بدأت منذ 2012، مع اشتداد مرض الرئيس العراقي الأسبق الراحل "جلال طالباني" ما تسبب غيابه بخلق تكتلات وصراعات ضمن أجنحة الإتحاد الوطني، وشاركت خمس كتل رئيسية في انتخابات 2014، هي الحزب الديمقراطي، والاتحاد الوطني، والتغيير، والاتحاد الإسلامي، والجماعة الإسلامية، وحصلت القوى الكردية مجتمعة على ما يقارب 16% من مقاعد البرلمان، شكلت ضواغط مختلفة على وحدة الموقف الكردي من مختلف القضايا.

بيد أن العلاقة بين القطبين الرئيسيين الكردستانيين في العراق شهد المتغير الأعمق والأكبر عشية الاستفتاء الذي دعا إليه رئيس إقليم كردستان العراق آنذاك السيد مسعود البارزاني، وما شهده من انسحابات عسكرية من كركوك ومحاولة قوى شيعية الوصول إلى عاصمة الإقليم أربيل، بدأت معها مرحلة جديدة في الإقليم قائمة على تقارب الاضطرار وليس الضرورة أو الرغبة.
وبدأت محاولات كسر العظم، التي نجح البارتي في امتصاص تداعيات تحالف الأطراف المعادية للاستفتاء الكردستاني،2017 وتقاسمت سبعة قوى كردية هذه المرة، المقاعد في2018 وهي: الحزب الديمقراطي، والاتحاد الوطني، وحركة التغيير، وحركة الجيل الجديد، وتحالف الديمقراطية والعدالة، والاتحاد الإسلامي، والجماعة الإسلامية، لتتقاسم معاً التمثيل الهويّاتي لكردستان الذي كان منحصراً على التحالف الكردستاني، ووفقاً للغة الأرقام فإن البارتي حقق المرتبة الأولى على صعيد العراق كحزب نال 25 مقعداً برلمانيا، مقارنة بباقي النتائج التي حققتها الكتل المتحالفة، أي أن المعادلة السياسية والانتخابية والمواقف بين الكتل الكردستانية تغيرت منذ إعلان نتائج فرز الأصوات في2018، ولم تشهد أروقة البرلمان توافقاً واضحاً في مختلف القضايا المصيرية والمتعلقة بمصير شعب كردستان، وكركوك خاصة.

النقلة النوعية هدماً وانتصاراً للأحزاب الكردستانية في انتخابات2021، تجلت في تغيير موازين القوة في المعاقل التاريخية التقليدية لتلك الأحزاب، ولو تحدثنا بلغة الأرقام حول الفوارق السلبية والإيجابية التي حققتها الكتل النيابية السياسية الكردستانية، فإن النتائج الجديدة ستغير التوقعات حول توازنات التحالفات اللاحقة للعلمية الانتخابية.

وبمقارنة نتائج الانتخابات 2018 إلى2021 نجد ما يلي: في 2018 حصل الإتحاد الوطني على /3/مقاعد في أربيل، وصفر نتائج في دهوك، ومقعد واحد في نينوى، و/5/ في كركوك، ومثلها في السليمانية..في حين كانت نتائجه في انتخابات2021 مقعد واحد في أربيل، ومثله في كلاً من دهوك، خورماتو، خانقين، ونينوى، و/3/ فقط في كركوك، و/8/ في السليمانية. وجاءت المفاجأة الكبرى بحصول حركة الجيل الجديد على /9/مقاعد في2021 توزعت على:/5/ في السليمانية، ومقعد في كركوك و/3/ في أربيل، حيث معاقل الإتحاد الوطني والبارتي على الترتيب، وهي التي لم تنل في دورة 2018 سوى على مقعدين في أربيل، و/3/ في السليمانية، وفقط.

الأحزاب الإسلامية هي الأخرى أنحسر مدها الهويّاتي في البرلمان العراقي ولم تحصد سوى/5/مقاعد في دهوك /2/، أربيل/2/ السليمانية/1/. وكانت حركة كوران قد حصلت على /7/مقاعد في انتخابات2018، ومنيت بخسارة قاسية ولم تفز بأي مقعد نيابي، بالرغم من تحالفه مع الإتحاد الوطني الكردستاني في تحالف انتخابي مشترك والعمل على كسب أصوات الناخبين لمرشحي الطرفين، كحال تحالف الديمقراطية والعدالة الذي حصل على مقعدين في 2018، وانتهى وجوده بمغادرة مؤسسه برهم صالح لصفوفه، عائداً إلى الإتحاد الوطني.

في حين أن البارتي سجل مفارقات جمة عن الانتخابات الماضية2018، وحصل على /8/مقاعد في أربيل، و/10/ في دهوك، و/7/ في نينوى، ومقعد واحد في السليمانية، ولم يشارك في انتخابات محافظة كركوك، رداً على عمليات التعريب والتهجير وفقاً لبيانات الحزب، النتائج النهائية لحملة البارتي في2021 حملت العديد من التطورات وحصدت /11/ في أربيل، و/10/ في نينوى حيث غالبية المناطق المستقطعة المعروفة بــ/140/، ومن ضمنها شنكال التي حصلت على العلامة الكاملة، وحصلت على
شفان إبراهيم

المقال يعبر عن رأي الكاتب

513