خنجرٌ مسموم في خاصرة الكورد

خنجرٌ مسموم في خاصرة الكورد

Jun 19 2021

خنجرٌ مسموم في خاصرة الكورد
عبدالرحمن آبو - موقع صحيفة كوردستان


زادت في الآونة الأخيرة منظومة PKK من مناوشاتها وعملياتها في جبال كوردستان؛ وحتى ضمن المناطق والقرى المأهولة في جبال كوردستان (متين وگارة وكاني ماسييا)، وأفرغت خمس وثلاثون قرية من ساكنيها الكورد تماماً جرّاء قصف الطيران المعادي لها وعمليات تلك المنظومة الشكلية؛ بالتنسيق مع الاستخبارات المعادية لإرادة الشعب الكوردي المسالم، وضمن حدود إقليم كوردستان الدستوري؛ إيذاناً منها للانتقال إلى المرحلة الثانية في جرّ إقليم كوردستان والبشمركة الأبطال لمعارك هامشية، والنزول نحو الداخل وحتى هولير العاصمة لاستنزاف الطاقات وبالتالي تأتي التدخلات المعادية المباشرة لضرب مكتسبات شعبنا الكوردي في هذا الجزء المحرّر من كوردستان.

إن الحالة القائمة لهذه المنظومة المعدّة تعتبر من أخطر الحالات على الإطلاق التي تواجه الأمة الكوردية والشعب الكوردي في سائر أجزاء كوردستان..

لا تتوانى منظومة PKK صنيعة مطابخ الاستخبارات الأنظمة الغاصبة، والمحتلّة لكوردستان بامتياز في استهداف إلى جانب المافاوية وأد الحق الكوردي في إقامة دولته المستقلّة أسوةً بباقي شعوب العالم الحر..

بدأت المنظومة الاستخباراتية بكوردستان الشمالية؛ حيث خاضت المعارك ضمن المدن الكورية وألحقت الخراب والدمار بالمدن والبلدات، واحرقت أكثر من 4500 قرية كوردية، وهجّرت وشردت جموع أبناء شعبنا الكوردي المظلوم و المغلوب على أمره بالملايين، وسكنت في حوافي المدن الكبرى البعيدة ( استنبول- أزمير- ومرسين..وو) بغية إحداث التغيير الديموغرافي في مدن كوردستان الشمالية، والعمل الممنهج إلى جانب مخططي الأعداء لتغيير الطابع القومي الكوردي و الكوردستاني..؛ لم تكتفِ دائرة الاستخبارات المعادية بذلك؛ بل رويداً رويداً نقلت نيران المنظومة باتجاه الجنوب والشرق من كوردستان، وذلك إبان الانقلاب العسكري في 9 أيلول بقيادة الفاشي كنعان ايفيرين سنة 1980 في تركيا..وأصبحت المنظومة في يد الاستخبارات السورية ومنها الإيرانية والعراقية..

ترسم سياستها المعادية بين أنقرة وطهران؛ لتصبح خنجراً مسموماً في خاصرة الكورد؛ في داخل كوردستان، وحتى في الشتات..

في كوردستان- سوريا ألحقت الخراب والدمار تماماً، وجلبت الاحتلال التركي وقضمت من كوردستان- سوريا لبّها عروس كوردستان عفرين الجريحة..وسري كانيية وگري سبي، ولا زال الخطر جاثماً على باقي كوردستان- سوريا..كلّ ذلك بدماء أبناءنا شباب الكورد المغرر بهم..الذين أصبحوا وللاسف شديد حطباً لمدافئ العالم، وجعلوهم محرقة للشعب الكوردي المظلوم..

ومنذ فترةٍ غير وجيزة زادت خطورة المنظومة الاستخباراتية على الجزء المحرر من كوردستان..إقليم كوردستان المعترف دستوريا، وقبلة الكورد في كلّ مكان..كررت ميليشيا المنظومة من تحرّشها القاتل بالبشمركة مرّة تلوا الأخرى؛ إلا أن حكمة القيادة جانبت كوردستان من الرد..

وكان شعار عدم الرد هو أفضل الرد..وفي الفترة الأخيرة وإثر كمينٍ غادر في جبل متين- قضاء آميدية / محافظة دهوك والذي أدى إلى استشهاد خمسة من البشمركة وجرح عددٍ آخر، واليوم استشهد بشمركة من الجرحى ليصبح عدد الشهداء ستة..مقابل التزام حكومة وبرلمان كوردستان؛ امتثالاً لحكمة الزعيم الرئيس مسعود بارزاني حفظه الله ورعاه..هدف ذلك انجرار كوردستان الى مصادمات خطيرة لا تحمد عقباها..

آن الأوان لكل الأطراف الكوردية- الكوردستانية ان تقف الموقف الواضح والعلن، وأن لا تجانب الحقيقة في تعرية هذه المنظومة وارتباطاتها الاستخباراتية، وأن تقف موقفاً حازماً لحماية كوردستان والمكتسبات المحققة، والحفاظ على كوردستان أولا وأخيراً، وتفويت الفرصة على الأعداء، وأن تتضافر الجهود الدبلوماسية مع العالم بكافة السبل لإبعاد هذه المنظومة الخطيرة والمعدّة عن كوردستان- وهذا ما سيتم تحقيقه- في الأمد القريب..لتجنيب كوردستان الكارثة الكبرى..

إنّ وجود زعيم الأمة الكوردية مسعود بارزاني حفظه الله ورعاه و قيادة حكيمة ومتضافرة وعلاقاتها الدبلوماسية الراقية إقليمياً ودولياً ووجود جيش كوردستان البشمركة الأبطال وتضحياتهم بأنهارٍ من الدماء منذ مائة سنة في سبيل كوردستان؛ الضامنة الأساسية لاجتياز بحر المخاطر والوصول إلى شاطئ وبرّ الأمان..


المقال يعبر عن رأي الكاتب

1795