الديناصور الكوردي
الديناصور الكوردي
صبري فخري
تسمية الديناصور كما فسرها العالم البريطاني ريتشارد أوين تعود إلى اللغة الإغريقية حيث يقول أن المصطلح مكون من كلمتين (داينوس) وتعني القوي أو الجبار وكلمة (سويروس) وتعني العظمة والجبروت.
وكما هو معروف أن الديناصورات انقرضت قبل حوالي /250/ مليون سنة, وتقول معظم الأبحاث والدراسات العلمية أن الديناصورات كانت حيوانات بطيئة وغير ذكية وباردة الدم. كما أن البعض صنفها من مجموعة الطيور بينما ذهب آخرون إلى تصنيفها من فئة الزواحف، ومنذ اكتشاف أول مستحاثة للديناصورات في القرن التاسع عشر أصبحت هياكل الديناصورات محل جذب الكثيرين من المهتمين ومن الناس العاديين أيضاً, وذلك للتعرف على أشكالها وأنواعها وتاريخها, وأنماط عيشها, بحيث أصبحت الديناصورات جزءاً من ثقافة العالم ومحل اهتمام مخرجي الأفلام السينمائية وصانعي الإعلانات والمتاحف والمعارض وحديثاُ شيقا في الإعلام العالمي.
المهم أننا نتحدث عن مخلوقات كانت موجودة وهياكلها موجودة منذ ملايين السنين، وبالرغم من أن أحداً لم يشاهدها عندما كانت حية ولم يعاصر أحد منا حياتها وطريقة عيشها, إلا أننا نصدق أغلب ما يقال عنها وعن تاريخها وعن ظروف معيشتها, ونستمتع بالحديث عنها.
وبمقارنة بسيطة بين الديناصور المنقرض, وبين بعض ساستنا الكورد في كوردستان سوريا, نستطيع القول أنه وفي المستقبل البعيد وبعد سنوات طويلة طبعاً, أي بعد انقراضهم من الحياة السياسية, وعند البحث عن الآثار والهياكل لساستنا من قبل المختصين والمهتمين بالشأن الكوردي, عند إقتفاء أثرهم, للتعريف بهم للأجيال القادمة, هل سيقال عنهم أنهم كانوا ساسة (داينوس) و(سويروس) أقوياء وعظماء, وهل سيتم تصنيفهم على أنهم كانوا ساسة أذكياء, وسريعي الحركة, ومن أصحاب النخوة والدم الساخن,
أم أنهم سيصنفون على أنهم كانوا بطيئي الحركة وأغبياء وذات الدم البارد, ومن جهة أخرى هل سيكونون محل جذب علماء الكوردلوجيا مستقبلاً, ومحل اهتمام مراكز البحث عن التاريخ الكوردي, ومحط أنظار المؤرخين والكتاب والشعراء, وهل ستكون مجسماتهم أو هياكلهم العظمية معروضة في متاحف الشمع المحلية والعالمية, وهل ستتزين الحدائق والساحات العامة بتماثيلهم البرونزية والحجرية والبازلتية ليستمتع بمشاهدتهم أحفادهم من أطفال الكورد والسياح الأجانب ويتصوروا معهم, وهل سنجد صورهم في صفحات كتب التاريخ الكوردي المدرسية تدرس للأجيال القادمة من الطلاب الكورد من الصف الأول وحتى طلاب الدراسات العليا, طبعاً هذا ما نتمناه وما نأمل أن نجده في المستقبل الكوردي المنتظر.
المقال يعبر عن رأي الكاتب
945