5 سنوات اتحاد الطلبة والشباب إلى أين؟

5 سنوات اتحاد الطلبة والشباب إلى أين؟

Sep 11 2018

5 سنوات اتحاد الطلبة والشباب إلى أين؟ شفان إبراهيم

انتهى عهد الوعود والصبر على الأوجاع التي تحملها الشباب؛ لأهداف سامية. كل شيء يتغير، فإما التغيير أو التَغَيُر.

كفاءاتٌ وإمكانيات ضخمة حملها الشباب الكورد؛ رغبة منهم في رفدّ واقعهم بما يلزم للنضال القومي السياسي الكوردي في سوريا. لكن حاله الدائم، التعرقل بعوائق اصطناعية لا تُشرح خارج سياق رغبة الحفاظ على الواقع المتخلف في الوسط الكوردي.

القدرات الذهنية والبدنية والحماس المتقد، لم تعدّ متوافرة لدى الأجيال التي لم تجدّ في نفسها سوى لزومية الانتقام والثأر بين بعضهم البعض. هؤلاء لم يسمعوا أن التاريخ يتغير، وأن الوقائع تتبدل، وأن أساليب وأدوات النضال قدّ تحدثت، وباتت بحاجة إلى من يقرأ أولاً قبل كل شيء. من يحمل همّ الكتّابة والتحصيل العلمي.

لا نجاح سياسي دون متواليات علمية، وخارج نطاق القدرات النوعية والكمية للشباب. هنّا أبدع الكثيرون في اختصار دور الشباب في جوانب شكلية وديكورية وموسمية وإعلامية فقط. ولعل ما شهدته الساحة الكوردية في سوريا بعد اندثار فترة التنسيقيات الشبابية، ألحّت على ضرورة خلق الحامل الجمعي للهمّ الشبابي، وفي إيجاد إطار حقيقي للتنظيمات الشبابية وحمل همومه وتطلعاته المشروعة.

من رحمّ معاناة الشباب جراءّ الضغوطات واللامبالاة بهم، والاستخفاف بإمكانياتهم. جاء تأسيس اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني – روج آفا، كرافد لنهضة شبابية تواجدت في ذوات المندفعين نحو العمل الميداني والفكري والتنظيمي والثقافي. حمل الاتحاد الهمّ النسوي قبل كل شيء، ونجحَّ إلى حدٍّ بعيد في كسر الرتابة والقيود المفروضة عليهم. وشكل ضاغطً مهمً للعمل الميداني، وأسس قاعدة مجتمعية شبابية، لابدّ لها أن تتكلل بالاستمرارية.

إحدى أكبر وأهم معايير الأداء السياسي الناجح والمشاركة الشبابية الفاعلة، هي القدرة على الانتشار والتوسع والجماهيرية، وهو ما نجحت به منظمتنا على خلاف باقي التنظيمات الشبابية والطلابية. وكأول تنظيم شبابي طلابي مدني في عموم كوردستان سوريا والمهجر. قفز الاتحاد نحو القمة بخطوات ثابتة، ومع كل العراقيل والضغوطات والحواجز البعيدة والقريبة، من المقربين والغرباء. لم يخن الاتحاد العهد الذي قطعه على نفسه، والبقاء في رتم هموم ورغبات الشبيبة.

لا وعي سياسي دون تراكم معرفي، وهو المفقود ضمن التنظيمات الحزبية. فمُنح المنتسبين الثقة التي تتيح لهم الممارسة الذاتية والتعاطي المباشر مع التحديات السياسية والمدنية اليومية. حيث شكلت الأزمات السياسية المتلاحقة للكورد في سوريا، فرصة كبيرة للانغماس المباشر في الممارسة المدنية والسياسية، والدفاع المستميت عن الفكر القومي الكوردستاني، والافتخار بحمل لواء نهج البارزاني الخالد بين الشباب والطلبة، وتشكيل الذراع القوية للدفاع عن مستحقات وحقوقهم ضمن أيّ تجمع كان. حتى أطلق علينا تسمية المشاغبين، دون أن يعوا حجم الوسام الذي منحونا إياه.

يُذكرنا البعض – قيادات وأحزاب وأصدقاء- بالفرق بين الحديث عن معارك البكريين والتغلبيين، وبين التفكير والمعرفة العلمية، حين يتحدثون عن دور الشباب المشروط والمقيد بسلاسل حديدية مربوطة إلى معاصمهم. هؤلاء يعيشون خارج التاريخ، والمجتمع والواقع والحياة. فكان من الطبيعي أن ينضموا إلى سلسلة الضغوطات التي عانتها المنظمة، سواء في إغلاق الاتحاد الديمقراطي لــ/6/ مقار ومكاتب خاصة بالعمل المدني والميداني وخدمة الطلبة الفقراء بغض النظر عن انضمامهم من عدمه إلى صفوف الشباب والطلبة، أو الظروف الأمنية والسياسية والمعيشية الصعبة التي عانتها المنطقة ككل، والإتحاد بشكل خاص. أضيف إليه عقول المستحثات التاريخية التي لم تتعرف بعدّ على مزايا وشروط العيش في الألفية الجديدة.

كُلنا لم نكن سوى، عاهات وأطفال و...إلخ وفق منظورهم الحزبي والشخصي والسياسي والعقلي. بعكس ترويجاتهم ونفاقهم على الشاشات والإذاعات وحديثهم الدائم عن حقوق الشباب. مشكلة هؤلاء إنهم يعتقدون بتواجد من يصدقهم ومن يقف خلف ما يوزعون من أوهام وسراب. مع ذلك كله، نجح الاتحاد في رفد الواقع السياسي الكوردي بعناصر فعالة ومؤهلة لأي تغيير أو طارئ، وكانت هذه أيضاً إحدى المنغصات التي عكرت الأجواء بيننا، كمنتمين إلى ثقافة العمل والحاضر، والمنتمين إلى ثقافة الإلغاء والترهل والإتكالية.

أشد ما يحتاجه الإتحاد، هو تغذية راجعة، وتصويب الأخطاء قبل الاستفحال. ووضع النقاط على الحروف. ومن أراد الاستمرارية لهذه المنظمة، ما عليه سوى الوقوف بجدّية على مطاليبهم المحقة، ومن أراد أن ينكسر الجسر الأكبر للشباب نحو المستقبل، أيضاَ ما عليه سوى العمل على تمييع وترهل العمل.

لم تعد الوعود تفي بالمطلوب. ولم يعدّ الشباب يصدقون جُلَّ ما يقال. فقط الحقيقة والتطبيق الفعلي لما يخدم هذه المنظمة.

المقال يعبر عن رأي الكاتب

998