ذكرى مرور ثلاث سنوات على الملحمة التاريخية, ملحمة معركة بردي

ذكرى مرور ثلاث سنوات على الملحمة التاريخية, ملحمة معركة بردي

Oct 20 2020

ذكرى مرور ثلاث سنوات على الملحمة التاريخية ملحمة معركة بردي
سعيد عمر

البطولات التي سطّرها شعبنا في جنوب كوردستان تفوق الوصف، وتمتلئ الصفحات المشرقة بها، وهي مثار افتخار كلِّ كوردي شريف يتطلّع للحياة الكريمة والحرة، وإلى استقلال كوردستان رغم التحديّات الكبرى التي تعترض طريق هذه الإرادة.

هذه إحدى قصص البطولة التي نرفع رؤوسنا شامخة بها. فقد تجمّعت قوات النخبة وقوات خاصة تابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني في مثل هذا اليوم من العام الماضي في 20-10-2017 وقبل أن تتوجه تلك القوات الى بردي ألقى أحد مسؤولي تلك القوات عليهم كلمة.

قال في كلمته: إن القوات العراقية والحشد الشعبي يتحضّرون للهجوم على أربيل/ هولير، وبينكم من هو متزوّج، ولديه عائلات وأولاد، وربما بينكم من لا يريد وضع نهاية سريعة لحياته الآن، ومنكم من يعشق هذه الحياة، وهذا حقُّ كلّ من يريد ذلك، ولن نقفَ في طريقه.

تابع المسؤول العسكري: بعد قليل سنتوجّه للتصدّي لتلك القوات التي تريدُ احتلالَ كوردستان، وإخضاع أرضنا وكرامتنا وعرضنا لسيطرة بغداد من جديد، بعد أن تنشقنا هواء الحرية حوالي ستة وعشرين عاماً، لكننا لن نسمح لهم، وقد قرّرنا إما أن نكسر شوكة تلك القوة، أو نستشهد دفاعاً عن أرضنا وكرامتنا، ولا توجد لدينا خيارات أخرى، لذلك أكرر:

"من كان منكم متردداً أو خائفاً على أهله وعائلته وأولاده، ويريد عدم خوض هذه المعركة معنا، له كلُّ الحق، وليقرّر، وليرجعْ إلى أهله، وسيظلُّ موضع تقدير واحترام من قبلنا، ولن نتّخذَ منه أيّ موقفٍ سلبيّ."

لكننا إن توجّهنا معاً إلى ميدان الحرب، فبالتأكيد لن يدخل العدو الى هولير إلا على أجسادنا، وهذا يعني أن كلّ من يشارك في هذه المعركة عليه أن يعدّ نفسه شهيداً، ومن الآن.

بعد سماع هذه القوات البطلة التي آثرت الدفاع عن شرف كوردستان لتلك الكلمة المؤثرة، طبعاً لم يتراجع أحد من البيشمركة الأبطال، وبدأوا بإطلاق صيحات الحماسة طلباً للشهادة من أجل كوردستان.

بدأ الجميع وبحماسة بالغة بأداء نشيد "أي رقيب" ومع تصاعُد حماسهم واندفاعهم وحبّهم للتّضحية من أجل الوطن، كوردستان، صعدوا الى عرباتهم العسكرية وتوجهوا الى (بردي).

بعد مقاومة بطولية خارقة دامت قرابة عشر ساعات وهجوم قوات العدو عليهم تم تسجيل ملحمة أسطورية بنضالهم، واستطاعوا دحر العدو، وهم من فجّروا دبابة أمريكية من نوع "أبرامز"، وكبّدوا العدو خسائر فادحة، وهم من غيّروا مسار مخططات العدو الذي شعر أن أي قطعة من كوردستان غالية على قلوب الكورد الأبطال، ولا يمكن كسر هذه الإرادة تحت أي ظرف.

نعم إنها إرادة البيشمركة عندما يقررون النصر، يفوزون به، ولا توجد قوة عسكرية مهما بلغت من عدة وعتاد كسر إرادتهم لأنهم على حق، وعدوهم على باطل.


المقال يعبر عن رأي الكاتب

656