مناظرة ترامب وبايدن الأولى.. حضرت العاطفة وغابت الرؤى

مناظرة ترامب وبايدن الأولى.. حضرت العاطفة وغابت الرؤى

Oct 09 2020

ارك نیوز... لم تختلف المناظرة الرئاسية الأمريكية الأولى لعام 2020، التي عقدت في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، بدرجة كبيرة عن تلك التي جرت في موسم الانتخابات الرئاسية عام 2016.

فبدلا من أن تكون المناظرة سجالا تعريفيا بين الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، كانت غير حاسمة، ولم ترسم صورة مقارنة في النهاية، بين المرشحينْ.

وشملت المناظرة مناقشة 7 قضايا، وهي تفشي جائحة كورونا وأعمال الشغب الأخيرة المتعلقة بالتمييز العنصري، والاقتصاد، وسجلات المرشحين، والترشيحات للمحكمة العليا، والمناخ، ونزاهة الانتخابات.

والخميس، أعلن ترامب، رفضه المشاركة في الجولة الثانية (بين 3 جولات) من المناظرة الرئاسية، التي من المفترض إقامتها “افتراضيا” منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، واتهم منظمي المناظرة، بمحاولة حماية خصمه بايدن.

ويخوض ترامب معركة انتخابية في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، للفوز بولاية رئاسية ثانية، ضد بايدن، الذي تولى منصب نائب الرئيس في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

تداعيات كورونا

خطاب ترامب كان جريئا، إذ استمر في مقاطعة تصريحات خصمه، مدافعا عن فكرة أن الاقتصاد الأمريكي والديناميكيات الاجتماعية كانت تعيش أعظم لحظاتها، حتى ضربت التداعيات الناجمة عن فيروس كورونا البلاد.

أما منافسه بايدن، فقد أظهر أن فترة ولايته (حال فوزه)، ستتسم بقيادة متعاطفة وجيدة التنظيم وحاسمة، واتهم إدارة ترامب بالفشل في التعامل مع جائحة كورونا بشكل فعال.

واعتبر بايدن، أن ترامب تجاهل خطورة الوباء في مراحله الأولى، مضيفا أنه يجب أن يحاسب على انتشاره، كما وعد نائب الرئيس السابق، الناخبين الأمريكيين بأن إدارته ستنفذ خطة جيدة لتوزيع لقاح كورونا بمجرد توفره.

وفي 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قال ترامب في تغريدة عبر “تويتر”، إنه ثبت إصابته وزوجته ميلانيا ترامب، بفيروس كورونا، وأنهما سيدخلان الحجر الصحي للبدء فورا في عملية العلاج.

والولايات المتحدة تعتبر واحدة من الدول الأكثر تضررا حول العالم، من حيث عدد الوفيات والإصابات، مع تسجيلها ما يزيد عن 200 ألف وفاة، من بين أكثر من 7 ملايين إصابة، حسب تعداد جامعة جونز هوبكنز.

لم تقدم جديدا
كلا المرشحين كانا شرسين في خطابهما، واستغرقا وقتهما في محاصرة بعضهما البعض بالخوض في المسائل الشخصية والعائلية، وبالتالي أصبحا عاطفيين، وغالبا ما كانا يردان بشكل عدواني على اتهامات بعضهما البعض.

وبينما بدا ترامب أعلى صوتا وأكثر ثقة وهو يحدق في خصمه، كانت نبرة بايدن أكثر هدوءا، لكنها كانت بمثابة توبيخ، لأنه تحدث في الغالب وهو ينظر مباشرة إلى الكاميرا، أو إلى مدير المناظرة.

وعندما سُئل ترامب عما إذا كان سيقبل نتائج الانتخابات، ويلتزم بالتداول السلمي للسلطة في حالة هزيمته أمام بايدن، رفض الإقرار بأنه سيقبل بها.

وبدلا من ذلك، أشار ترامب إلى أنه إذا فشل في الفوز بالانتخابات، فإن السبب في ذلك هي عملية التصويت الحالية، في إشارة إلى التصويت بالبريد، الذي يعتبره البعض بديلا آمنا أثناء جائحة كورونا، لكبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة.

ووجه ترامب اتهامات قوية بشأن نزاهة عملية الانتخابات، الأمر الذي لم يكتف بإثارة الشكوك بين المواطنين الأمريكيين، بل الجماهير في جميع أنحاء العالم، الذين يرون الولايات المتحدة كرمز للانتخابات الحرة والنزيهة.

تعاطف بايدن
ورغم أن بايدن لم يتفوق على خصمه الجمهوري، فقد كان أكثر نجاحا في التعاطف مع الجمهور، إذ أن تعهده بتنفيذ سياسة رعاية صحية أكثر إنصافا، كان أكثر إقناعا وقابلية للتطبيق.

كما أن بايدن تحدث مباشرة إلى الكاميرا، بنبرة شديدة التعاطف، معربا عن تعاطفه مع العائلات التي فقدت أحباءها بسبب فيروس كورونا.

هذه النداءات العاطفية من بايدن، أظهرت أنه سجل تواصلا أفضل مع الجماهير، لكن ترامب كان مرنا طوال النقاش واستمر في الحديث عن خصمه لاحتوائه.

بشكل عام، لم تكن المناظرة مفيدة بشكل قاطع، فلم تقدم رؤى بشأن السياسات الاجتماعية والاقتصادية، أو نوع القيادة التي يجب أن يتوقعها الناخبون الأمريكيون من الرئيس المقبل.

كما لم تقدم المناظرة نظرة كافية للبرنامج الانتخابي للمرشحيْن، إذ يتضح من ردود الفعل بعد المناظرة، أن الأمريكيين لم يتأثروا بأداء أي منهما.

ووفقا لمقولة “النتائج تتحدث عن نفسها”، فإن الأمر متروك للناخبين الأمريكيين في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، للموافقة على تحول دائم بعيدا عن أسلوب حكم إدارة ترامب الشخصي للغاية، والشبيه برجال الأعمال.

(الأناضول)

المقال يعبر عن رأي الكاتب

872