مابين اللقاح الناجح وعناقيد الغضب أمريكياً

مابين اللقاح الناجح وعناقيد الغضب أمريكياً

Aug 06 2020

مابين اللقاح الناجح وعناقيد الغضب أمريكياً
هوشنك بشار

تأملت امريكا بحلول فصل الصيف أن ينتهي وباء كورونا، لكن مع حلوله تبددت تلك الآمال، وانتشر الكورونا من جديد بشكل اوسع  اكثر مما كان عليه في الربيع من هذا العام ليترك بذلك أثراً لاذعاً في حياة الاسر الامريكية قاطبة اقتصاديا، ويهلك ترامب، ويجعله في دوامة الانتقادات من خصومه ومؤيديه خاصة انه على موعد قريب من الانتخابات الرئاسية في الخريف المقبل.

فهل يتمكن ترامب من الوصول الى مرحلة اللقاح الناجح ضد فايروس كورونا قبل الوصول الى مرحلة عناقيد الغضب حقبة الارض القفر التي عانته الامريكيون في حقبة الكساد الكبير، وبذلك ينهي مستقبل ترامب اقتصاديا ورئاسيا؟ وهل الديمقراطيون سيفرضون على الجمهوريين لبس كمامة سياسياً وصحياً واقتصادياً ان فشلوا في ايجاد مصل حقيقي لمعالجة الخطر الصحي؟
 
اسباب انتشار الفايروس في رأي ترامب ومعارضيه
ان عودة  انتشار الاصابات والوفيات بجائحة كورونا في مختلف انحاء البلاد بالنسبة ل ترامب هو توفر الفحوص على نطاق واسع مما كشف الحجم الحقيقي لانتشار الجائحة، اما بالنسبة للخصوم والمعارضين فيرجحون الى تسرع ترامب في الدفع لاعادة فتح الاقتصاد دون ان تتوفر الشروط الملائمة لذلك، وبهذا الصدد لعلني اعزز هذه المواقف، واستعين باحدى تصريحات جو بايدن المرشح عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الامريكية، ومن اشد خصوم ترامب حيث قال "إن ترامب لا يهتم بالتعامل مع الازمة الاقتصادية ومعالجة الازمة الصحية، وعلى الرغم من كل هذه الضجة حول خبرته الاقتصادية الا انه لم يستطع ان يشرح كيف انه سيساعد العائلات العاملة التي تضررت؟ وبذلك يكون قد تخلى عن تلك العائلات وتخلى عن البلد "فهل بتصريحات بايدن عادة الولايات المتحدة الامريكية الى حقبة الارض القفر، وهل تدلت عناقيد الغضب مجددا في البلاد في ظل انتشار فايروس كورورنا؟  
تلك الرواية التي تحدث عن هجرة الاسر الامريكية من الفقر ابان الكساد الكبير التي عصفت بالبلاد ام ان في ذلك الحديث مبالغة ؟

خطابات ترامب بدون كمامة وكمامة المعارضة السياسية
خصوم ترامب ومعارضوه يرتدون الكمامة او القناع، ويحثون الناس على ارتدائها. ففي حديث لهم للشارع الامريكي ان ترامب يظهر للامريكيين دون كمامة فنحن بذلك بحاجة الى رئيس يمارس دور القيادة، ويحث الامريكيين ان ياخذوا بنصائح العلماء في مواجهة الفايروس المتجدد وهو ارتداء الكمامة وتجنب الحشود والاعتراف لهم باننا جميعا معرّضون للعدوى على سبيل المثال قد يكون الشباب اقل تعرضا وقد لا تظهر عليهم الاعراض لكنهم سيخالطون كبار السن. وأيضاً مشكلة المدارس، فالصغار والطلاب لن يموتوا من الفايروس ولكنْ آباؤهم وأجدادهم يموتون، وهذه هي المشكلة المحيرة في فتح المدارس ، وايضا هناك  مشكلة الاقتصاد فالأباء بحاجة للعودة الى اعمالهم وهم لايردون تعريض اولادهم للخطر.

بالمقابل، هل سوف نرى كمامة المعارضة او الديمقراطيين غطت افواه الجمهوريين حيث ان بعض  الجمهوريين يستشعرون من خلال اراء الديمقراطيين الخصوم ان سفينة ترامب بدأت تغرق انتخابياً، وان الاقتراب منه سوف يكلفهم سياسيا، ام مازالوا بحاجة الى ترامب لدعمهم في مسقط رأسهم لان سجل ترامب قويا.

في منحى اخر لم يستسلم الجمهوريون من كل هذه الادعاءات، فبعضهم يتحدثون عن الرئيس ترامب وشجاعته في مواجه اصعب الاسئلة وعقد العديد من المقابلات واللقاءات، وكان يظهر دوما للعلن على عكس الديمقراطيين الخصوم الذين كانوا مختبئين ويوجهون الانتقادات من تحت الارض. 

مطرقة التشرد وسندان فلسفة الحزب الجمهوري
في هذا العنوان تزداد شراسة المواجهة بين الحزبين الحاكمين في الولايات المتحدة الامريكية على الرغم من المبالغ الاقتصادية الضخمة التي تم تخصيصها لوزارة الخزانة الامريكية في مواجهة الخطر الصحي وحماية المواطن الامريكي من التشرد من خلال تقديم القروض للشركات حتى تتمكن الناس من الاحتفاظ بوظائفهم اثناء التعامل مع كورونا، ومن ضمن هذه المبالغ تم صرف اعانة البطالة حيث كان سخية كسبوا منها اموالا اكثر من دخولهم الاصلية وايضا مبالغ اخرى مخصصة لامور اخرى من الاسكان الاجتماعي والتأمين الصحي والبطالة وفقا للجمهوريين، لكنها بالمقابل واجهت انتقادات لاذعة من الديمقراطيين الذين أيدوا طريقة توزيع بعض من هذه المبالغ وعارضوا القسم الاخر بالتوزيع.

فكان حديث الديمقراطيين يتمركز حول  بعدين اقتصادين:
البعد الاول: الكثير من مالكي العقارات أجلوا تلقي ايجار البيوت ولكنهم لم يعفوا المستاجرين من ذلك الدين، يعني ذلك تراكم مدفوعات الايجار، وبما ان الحكومة الفيدرالية لديها امكانية محدودة في المساعدة، فمع وقت تسديد الايجار ليس هناك من طريقة يحول دون ان يتعرض الكثير من الامريكيين للطرد من مساكنهم، ولن يكون القانون الى جانبهم، وبهذا ستحدث ازمة كبيرة، وهي جزء من الوضع يحدث تغير في الاقتصاد الامريكي ومجتمعه.

البعد الثاني: ان الكثير من المتاجر والشركات الصغيرة لا تستطيع الاستمرار لأنهم لا يملكون الاموال الكافية للبقاء على قيد الحياة او الاستمرار، بذلك سوف تكون حالة من الاستحواذ من قبل الشركات الكبيرة التي تمتلك الموارد والاموال الكافية التي تمكنها من السيطرة على  تلك الشركات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، فهي شركات عابرة للقارات ومتخطية للحدود الوطنية والقومية ولديها القوة اكثر ما كانت عليه في السابق.
صفوة القول عن البعدين ان الاعمال التجارية الصغيرة سوف تقضي عليها، وسيضطر الكثير من الامريكيين ترك منازلهم لانه ليس هناك مبلغ محدد من المال يكفي لحل هذه المشكلة وفقا للسياسيين  الامريكيين.

فهي ازمة كبيرة تواجه سكان الولايات المتحدة الامريكية  إن لم تلجأ الحكومة الامريكية الى ايجاد علاج مضاد  لفايروس كورونا لانقاذ الارواح والاقتصاد.

نظرية الديمقراطيين "هي من يملكون المال سيزدادون غنى، ومن لا يملك المال سيفقد عمله ومنزله وكل شيء"
هل يفوز جو بايدن بالانتخابات الامريكية؟
اتساءل: هل القضية الرئيسية في الانتخابات الامريكية الحالية هي قضية كورونا ام مقتل السود التمييز العنصري ام من هو الامريكي للدفاع عن المبادئ الامريكية، وفقا لاستطلاعات الأي في الولايات المتحدة الامريكية تحدث الكثيرون من الجمهوريين انفسهم وعبروا عن خوفهم من ابعاد ما يفعله ترامب على كل المستويات؟

فعملية تدمير الموْسسات اكبر من عامل الكورونا، وأيضاً كل الاستطلاعات تقول ان ترامب ليس لديه فرصة للفوز في الانتخابات الرئاسية وأن جو بايدن سيأكل من القاعدة الجماهيرية لترامب ويتغلب عليه. وأن الاسلوب الذي اعتاده ترامب كما في انتخابات عام 2016  كان غير صحيح، ولا يعبّر عن الآراء الحقيقة للناخب الامريكي، فهل الامريكيون متأكدون هذه المرة من تصديق ترامب.

اعتقد الامور مختلطة في الوقت الراهن، فهل ترامب مازال يتمتع  بميزة اعادة انتخابه من جديد ومصير منافسه بايدن كمصير منافسته هيلاري كلينتون في الانتخابات ام أن الامريكيين اصبح لديهم وسائلهم الحديثة في التصويت وغير متأكدين في تصديق ترامب؟
دعونا ننتظر .............

المقال يعبر عن رأي الكاتب

984