الصراع بين رؤية ٢٠٣٠ و رؤية ١٩٧٩

الصراع بين رؤية ٢٠٣٠ و رؤية ١٩٧٩

Jul 17 2020

الصراع بين رؤية ٢٠٣٠ و رؤية ١٩٧٩
صالح المُلا

في عام ١٩٧٩ عندما حطت الطائرة التي كانت تقل المرشد الايراني الخميني في مطار طهران واستلامه لزمام الحكم أعلن وفي تلك اللحظة عن مشروعه في تصدير الثورة الإيرانية لكامل المنطقة وبدأ في التخطيط لذلك.

لقد عود النظام الايراني خصومه بان سقف تحملهم للنكبات والانكسارات مرتفع فلديهم من الاستثمارات ما يجعلهم يربحون هنا ويخسرون هناك فهم مستثمرين في حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق أما في سوريا فهم أول من أستثمر في نظام البعث هناك جملة للمفكر الياس مرقص حين قال له أحد الأصدقاء في جلسة مغلقة بأن حافظ الأسد يبني قصرا بكلفة باهظة في منطقة الربوة فأجابهم كيف سمح له الخميني بذلك اي انهم متوغلون في سوريا منذ زمن بعيد وإن كانت الأحداث في سوريا عام ٢٠١١ قد جعلت الأمور تطفو الى السطح اليوم وبعد كل هذا التمدد الايراني في زمن أوباما الضعيف والذي يقال في المناسبة بانه أعطاهم وعود آي الإيرانيين بأنه اذا وصل بايدن للحكم فسيعيد الامور الى نقطة الصفر وسيعيد احياء الاتفاق النووي الذي مزقه ترامب ولا يخفى على أحدٍ بإن عراب حملة بايدن وداعمه الأكبر هو آوباما الذي إنضم مؤخرا علانية لحملة بايدن لجمع التبرعات لدعم حملته الإنتخابية حينها سنكون أمام كارثة حقيقية في المنطقة إدارة ترامب تعلم جيدًا بإن إيران توغلت بشكل مدروس في دول المنطقة وإن أية حرب عسكرية ستكلفها الكثير خصوصا أن الأنتخابات الأمريكية على الأبواب لذلك آتت سياسية العقوبات القاسية والتي هي مختلفة كليًا عن أية عقوبات سابقة فرضت على إيران فهذه المرة العقاب لإيران وحلفائها وداعميها فقد وصلت الامور لذروتها فالداخل الايراني على حافة الأنهيار والعملة الإيرانية في هبوط مستمر وقد بدا ذلك جليآ في تخفيض إيران مخصصات أذرعها في المنطقة وأولهم حزب الله اللبناني وباتو يدركون بانهم ليسو في موقع قوة يعطيهم الإمكانيات لدعم حلفائها الذين هم أذرع فعالة لها ولا هي بوارد فتح جبهة حرب شاملة نتيجة الكلفة الباهظة لآية حرب شاملة فالطرفان ليسوا بصدد حرب كبيرة في المنطقة ولكل منهما أسبابه .

فقامت وعبر اذرعها ببعض الهجمات المستفزة على مواقع امريكية في المنطقة عندما قتل متعاقد أمريكي في العراق ردت عليها الولايات المتحدة بضربة محدودة ومؤثرة وقامت باغتيال قاسم سليماني ومعه بعض من قيادات الحشد الشعبي فأيران التي خططت على مدار سنوات كيفية تصدير ثورتها عبر تسليح اتباعها ودخول هذه الفصائل في مفاصل هذه الدول كالعراق واليمن ولبنان وسوريا كانت تعتقد بان هذه النوع من التمدد كفيل بان تجبر الامريكان وحلفائها من دول المنطقة على قبول الامر الواقع الولايات المتحدة تعلم ماهية الخطة الإيرانية فقامت باتباع سياسة النفس الطويل وسياسة العقوبات الصارمة فاينما وجد استثمار مالي مرتبط بايران كانت تمول بها مشروعها في المنطقة وجدنا عقوبات امريكية تمنع تلك الأستثمارات من القيام بعملها لذلك بدأت ايران بالتودد الى الغرب عبر الوسطاء ولعل المفاوضات التي تجري من حين لأخر في مسقط عاصمة سلطنة عمان بين الامريكان والايرانيين تكون بداية النهاية لتغير إيران من سلوكها وتكف عن زعزعتها لأمن المنطقة و تصدير الثورة وزرع الفوضى على اساس طائفي مذهبي والعودة الى الداخل الايراني والتلذذ بالزبدة التي تكلم عنها بومبيو وزير الخارجية الاميركي حين قال على إيران ان تختار آما السلاح في الخارج أو الزبدة في الداخل.

على الطرف الاخر وفي مكان اخر في الخليج العربي هناك ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورؤية ٢٠٣٠ والتي بمضمونها تعني الذهاب بالمملكة العربية السعودية الى ما بعد الاسلام السياسي الى ما بعد العصر النفطي الى ربط ودمج الاقتصاد السعودي مع الاقتصاد العالمي الى انفتاح المملكة على العالم الى بناء علاقات قوية بين دول المنطقة على أساس أحترام الشعوب لبعضها البعض الى مساعدات لدول المنطقة وتقديم الخدمات للدول التي تعاني من أزمات على جميع الاصعدة فبدأ في محاربة الفساد في دولته وعلى أعلى المستويات وقام باصلاحات داخلية مكنت المرأة السعودية من ممارسة حقها والقيام بمهامها كعنصر فعال في المجتمع السعودي وازال كل القيود الدينية التي كانت تقيد حركة المواطن السعودي وكثيرا من الاصلاحات الداخلية .

وعلى الصعيد العسكري بدأت عاصفة الحزم في اليمن كرد على التمدد الحوثي الذي وصل الى الحدود السعودية ولإيصال رسالة لإيران بأن السعودية اليوم مختلفة كليا عن السعودية في الامس وبان المملكة عادت لتاخذ مكانها الطبيعي في قيادة المنطقة .. مشروع ١٩٧٩ الذي يقوم على تصدير الثورة ورؤية ٢٠٣٠ التي تقوم تصدير الإصلاحات بين هاتين الرؤيتين نحن ككورد نعيش في الجزء الغربي من كردستان أين موقعنا ما هي طموحاتنا وآمالنا للمستقبل خصوصًا إننا على أبواب واقع جديد وظهور ملامح إرادة دولية في بناء كيان كوردي على غرار اقليم كردستان في هذا الظرف يتحتم علينا ان نحدد خياراتنا بما يضمن مصلحتنا وضمان سلامة آمن منطقتنا وعلينا أن نحدد موقعنا بين هاتين الرؤتين هل نحن مع ٢٠٣٠ أم مع ١٩٧٩

المقال يعبر عن رأي الكاتب

803