هل تخطط تركيا لاحتلال لبنان؟

هل تخطط تركيا لاحتلال لبنان؟

Jul 16 2020

بعد أن فعلوا به الأفاعيل، لم يعُد ذاك البلد الجميل لبنان قادرًا على تقرير مصيره بنفسه، نظرًا لوقوعه في دائرة أهداف ومطامع الكثير من الدول الأجنبية. ولو كان مستقبل البلد متروكًا لشعبه، لتمكن من تحقيق الوحدة والسلام في داخله، على الرغم من كل الخلافات الدينية والطائفية، وربما لم يكن ليشهد كل هذا الانهيار المؤسف.

إن القوى الخارجية الراغبة بالسيطرة على لبنان، تستخدم المجموعات التي تدعمها بتهوّر لتمرير أجندتها الخاصة، فالمجمُوعات المدعومة من إيران، تعمل من أجل الأجندة الإيرانية، وتلك التي تحظى بدعم من الإمارات والسعودية تقاوم من أجل الأجندة الإماراتية، وكذلك المجموعات التي تدعمها فرنسا والدول الغربية، تسعى لتحقيق الأجندة الفرنسية. أمّا الذين يكافحون من أجل البلد الجميل والمسكين لبنان، فإنهم شبه معدومين. سوف يزعم الجميع بأنه يعمل لكي ينعم لبنان بالسلام لكن من المعلوم أيضًا لدى الجميع أن هذه ليست سوى كذبة كبيرة.

يضم لبنان مجموعات إعلامية، ووحدات أمنية، ومؤسسات تجارية تدعمها دول كثيرة، وهذا في حقيقة الأمر يشكّل تلاعبًا بمستقبل البلاد. يعلم الجميع الأهداف السياسية التي تسعى تلك الدول لتحقيقها في لبنان، والمؤسف أنها اجتمعت في الأيام الأخيرة على استهداف تركيا، فلا يمرّ يوم إلا وتنشر فيه وسيلة إعلامية مدعومة من الإمارات أو السعودية او إيران أو فرنسا، تقارير ضد تركيا خلال الفترة الأخيرة.

وهناك عناوين تصدرت مؤخرًا من قبيل: «تركيا تتوسع في لبنان»، و»تركيا ستتدخل في لبنان»، و»ملايين الدولارات تتدفق من تركيا إلى لبنان»، و»تركيا تستعد لاحتلال طرابلس». كم هي عناوين مخجلة ورخيصة. إن هذه الدول التي ساهمت في إغراق لبنان، تحاول إلقاء فشلها وتدخلها على تركيا.

يجب توجيه هذا السؤال لهم: ألستم أنتم من يجعل لبنان غير آمن من خلال وحداتكم الأمنية المختلفة؟ ألستم أنتم من دمّر هذا البلد، باعتباركم تسيطرون على مصارفه واقتصاده؟ ألستم أنتم من لعب بلبنان مثل لعبة القط والكلب منذ أعوام؟

أتحاولون إخفاء مساعيكم وأهدافكم من خلال هذه الأخبار الملفقة؟ عار عليكم! حتى الأطفال الصغار يضحكون على العناوين التي تنشرونها، وكذلك الأخبار التي تروجون لها. عندما يسأل حتى في الدروس الجامعية عن الدول صاحبة النفوذ الأكبر في لبنان، سيقولون لكم فرنسا أولا ثم إيران ثانيًا. والسعودية والإمارات ثالثًا. أتحاولون إلقاء اللوم على تركيا بشأن أنقاض لبنان، الذي أغرقتموه بأيديكم القذرة؟ فلتعلموا جيدًا أن تركيا تنظر إلى الجهات التي تدعم وتمول الوسائل الإعلامية والمسؤولين الذين يتحدثون ضدها.

أيتها الدول التي دمّرت اقتصاد لبنان، إنك لا تستطيعين تحسين وضع الاقتصاد اللبناني، لو أردت ذلك، وهذا أمر معلوم لديك جيدًا. فلماذا تجعلين شعب لبنان اللطيف يتألم في الشوارع؟ أيتها البلدان التي قضت على أمن لبنان! عار عليك إذا كنت لا تستطيعين تحقيق الأمن في بلد ينتحر فيه شخص واحد كل يوم، ويشهد انفجارات متكررة ويبلغ عدد سكانِه 5 ملايين نسمة! إن الدول يكون لديها أمن وجيش منفصل، ما هذا بالله عليكم؟ هل يعقل أن تكون لدى كل دولة وحدة أمنية مختلفة في هذا البلد. ألا يعتبر هذا اختراقًا أمنيًا؟ أيتها البلدان التي تتحكم بالإعلام اللبناني! يكفي استخدامك للإعلام اللبناني من أجل قذاراتك. اتركوا بيروت يتردد فيها صدى أغاني الحرية، فهي قلب الإعلام العربي.. أتركوا الناس من أديان ومذاهب مختلف ليرددوا الألحان نفسها.

أدرك جيدًا أن الصحف الممولة من الخارج ستفسر كلامي بشكل خاطئ، رغم الحقائق الجلية، وستعمل على شتم تركيا والتقليل من مكانتها والافتراء عليها، وستحرّف أقوالنا وستواصل نشر الأخبار الزائفة. علمًا أن أصدق التصريحات التركية تعرضت للتحريف لغاية اليوم، وواجهت تركيا شتى أنواع الإساءات. إن خطابنا مفعم بالأحاسيس والمشاعر الصادقة. ونود أن نحذّر أخوتنا اللبنانيين من خطر الوقوع في غفلة هؤلاء المفسدين. ولا شك في أن تركيا ستكون من أوائل السعداء عندما يحل السلام والاستقرار في لبنان، الذي يحتضن أناسًا من مختلف الأديان والطوائف، لأن سعادة اللبنانيين والأتراك واحدة.
گاتب تركی توران قشلاقجی

المقال يعبر عن رأي الكاتب

589