الطرفان الكورديان والجلوس على طاولة المفاوضات... خطوة إيجابية في الطريق الصحيح

الطرفان الكورديان والجلوس على طاولة المفاوضات... خطوة إيجابية في الطريق الصحيح

Jun 04 2020

آرك نيوز... الشعب الكوردي في غرب كوردستان، حالياً يحظى باهتمام دولي وبدء التفكير بمصيره ولأول مرة منذ أن ألحقت بالدولة السورية نتيجة اتفاقيات الدول الكبرى التي قسمت كوردستان بين أربع دول، تركيا والعراق وإيران وسوريا.

الكورد في سوريا ومنذ ذاك التاريخ تعرضوا لمختلف السياسات والأساليب الشوفينية والعنصرية من قبل الحكومات التي تعاقبت على حكم سوريا، وكانت أشدها عنفاً وتمييزاً خلال حكم البعث الذي حاول بمختلف السبل طمس الهوية والشخصية الكوردية والتاريخ الكوردي في سوريا، كل ذلك تحت مرآى وأنظار العالم.
الآن وبعد كل تلك المعاناة والظلم والقهر، رأت الدول الكبرى أن مصالحها تترسخ في المنطقة من خلال الملف الكوردي، فكانت بدايتها إقليم كوردستان، وفي الوقت الحالي تتلاقى مصالح كل من أمريكا وفرنسا وبريطانيا وبالاضافة إلى روسيا مع قوة واستقرار الملف الكوردي، ويتحقق ذلك بتوحيد القوى الكوردية تحت مظلة واحدة، واستقرار سوريا يمر من خلال استقرار المناطق الكوردية، ولا يمكن الانتقال إلى الملف السياسي السوري إلا من خلال استقرار وتأمين الملف السياسي الكوردي وضمانه وصيانته في الدستور السوري الجديد.

1- حسب رأيكم الشخصي، كيف تحللون كل ما يحدث على الساحة الكوردية في سوريا؟ وما رأيكم بالرغبة الدولية نحو تقارب كوردي كوردي؟
2- هناك من لا يريد النجاح لهذه المحادثات، ماهي اجنداتهم؟
3- هل ترون أن هذه الجهود ستثمر عن نتائج ايجابية؟ ولماذا؟
4- ما الذي تقترحونه على الطرفين الكورديين لإنجاح هذه المفاوضات وإغلاق الباب أمام المتربصين؟

لا بديل عن نجاح الحوارات في ظل التطورات الحالية
نافع بيرو عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «ان الرغبة الامريكية الحالية ليست وليدة اليوم وانما هي من ضمن الاستراتيجية الامريكية طويلة الأمد في المنطقة، في السابق لمن تكن الظروف مؤاتية كما الآن وهذا ما تؤكده اليوم الخطوات التي تقوم بها أمريكا لترسيخ وجودها وتنفيذ مشروعها. هو ما يفسر رغبتها في احداث تقارب كوردي كوردي من شأنه ان يكون عامل مساعد لهم في التمهيد لتنفيذ مشروعها الشرق اوسطي».

يؤكد بيرو: «بأن هناك متوجسون من التقارب الكوردي الكوردي ويعملون بجد للوقوف بالضد من ذلك عبر وكلاء لهم سواء في الداخل السوري او خارجها كما هو حال موقف الدول الاقليمية المعادية لتطلعات الكورد عموماً، ويجب علينا التعامل السياسي الرزين مع هذه الاطراف والتأكيد على ان حصول الكورد على حقوقهم لا يتعارض مع مصالح تلك الجهات».

يضيف بيرو: «لا بديل عّن نجاح الحوارات في ظل التطورات الحالية وما عاناه الشعب الكوردي في كوردستان سوريا تاريخياً ولم يعد تحمل حالة التباين في المواقف ممكنًا وذلك لانها المرة الاولى التي تكون الظروف الموضوعية مواتية، وهناك تقاطع بين تطلعات الشعب الكوردي ومصالح الدول الراعية وخاصًا أمريكا. فلم يسبق للقضية الكوردي في سوريا ان لاقت اهتماماً خارجياً كما يحدث الآن وعلينا تسخير ذلك لمصلحتنا».

يختم بيرو: «سنكون حيث مصلحة شعبنا، ومن الأفضل التركز على نقاط التلاقي بما يخدم قضيتنا وبُعدها القومي وثوابته والانطلاق من كوننا شعب يعيش على ارضه التاريخية بعيدا عن المكاسب الحزبية الآنية، وعلينا التحلي بروح المسؤولية. وحتى نحقق ما نصبوا اليه ان نثبت للدول ذات التأثير بأننا قادرون على حماية مصالحهم لندفعهم إلى مساندتنا وبالتالي تحقيق المصالح المشتركة».

عدم وضع حل للقضية الكوردية لا يمكن الاستقرار في المنطقة
تحدث محمد سعيد وادي عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني –سوريا، لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «ان ما يحدث على الساحة الكوردية من تطورات على ما يبدو ايجابيا في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة، وان المشكلة السورية وصلت إلى مراحلها الأخيرة، وبحاجة إلى الحل وفق المصالح الدولية، والقضية الكوردية جزء من الحل وبحاجة إلى مراجعات في السياسات القديمة المتبعة من قبل النظام وحلفائها على الأرض في كوردستان سوريا، وما تعرض له الشعب الكوردي من الظلم والاقصاء والاحتلال من قبل الأتراك في عفرين وكري سبي وسي كانييه ومناطق غرب الفرات، وتقطيع أوصال المنطقة الكوردية، وتشتيت جغرافية كوردستان بسبب السياسات المتبعة من قبل القائمين على إدارة المنطقة (PYD) بمساندة (PKK)، مما دفع الشعب الكوردي ضريبة كبيرة وباهظة الثمن مع غياب كامل لوحدة الموقف الكوردي تجاه ما يحدث، مما أضعف الموقف الكوردي تجاه المعارضة والنظام. كان لا بد من ترتيب البيت الكوردي وتوحيد الموقف حول حقوق الكورد ومستقبل سوريا. بما أن للكورد أهمية استراتيجية في المنطقة فعدم وضع حل للقضية الكوردية لا يمكن الاستقرار في المنطقة، ومن هنا طُرحت عدة مبادرات -فرنسية وأمريكية وأخيراً مبادرة مظلوم عبدي قائد العسكري لـ قسد- لوحدة الصف والخطاب الكوردي بتوجيه أمريكي للحد من التناحرات بين الحركة الكوردية وPYD، وذلك لتقوية حضور الكوردي في المنطقة لمواجهة بعض المعارضات الفاسدة والنظام الفاسد، وتحقيق حقوق الشعب الكوردي في سوريا المستقبل وتثبيتها في الدستور المرتقب، خدمة لمصالح الطرفين الكوردي والأمريكي لتقاطع مصالحها».
يتابع وادي: «دون شك التقارب الكوردي الكوردي لا يروق المتضررين من وحدة الصف والخطاب في هذه المرحلة، فالدول الغاصبة لكوردستان، تركيا، إيران، عراق، ولكل منهم جهود واختراقات في صفوف الكورد والحركة الكوردية لإفساد أي تقارب كوردي في أي بقعة من كوردستان، وهناك من ما يسمى بالسياسيين في الطرف المتضرر بوضع عراقيل في سير المحادثات لمنع إنجاح هذه المبادرة، ولا يخفى على أحد هناك أطراف المحسوبين على الكورد ومتورطين حتى النخاع في استخبارات الدول الإقليمية لإفساد أي جهود لتشكيل كيان كوردي تحت مسميات متعددة».

يعتقد وادي: «إذا كانت أمريكا جادة في هذه المبادرة ستثمر عن نتائج إيجابية، لأن أمريكا ترى في الكورد حليف استراتيجي وبحاجة إليه لترسيخ أقدامها في المنطقة لحماية مصالحها في كافة المجالات».

يؤكد وادي: «أنه يجب على الطرفين أن يدركوا تماماً مدى خطورة وحدة الموقف الكوردي على أعدائه، وسيبذلون كافة الجهود لإفساد هذه العملية. فالحرص كل الحرص من قبل الطرفين الكورديين على نجاح العملية وترك الخلافات المفتعلة تحت مسميات باهتة وتفويت الفرصة على المتربصين».

المحادثات ستثمر عن نتائج إيجابية إذا وجدت الرغبة الكاملة لدى الجميع
تحدث عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، حسين سليمان لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «بعد جلاء الفرنسيين عن سوريا ارتبط مصير الكوردي في كوردستان سوريا بمصير اخيه العربي، بل هكذا ارتأت الظروف آنذاك، ولكن وبمرور الزمن بدأ العنصر العربي بممارسة التمييز العنصري ضد الشعب الكوردي، وبدأت المشاريع العنصرية وبالأخص في فترة الوحدة بين مصر وسوريا، وبعد الانفصال واستلام حزب البعث بدأ عصر جديد من الاضطهاد من مشاريع وقرارات ومراسيم عنصرية بحق الكورد من احصاء وحزام العربي.

وبعد اندلاع الثورة السورية، تغيرت الاوضاع وبقيت المناطق الكوردية بإرادات مختلفة بعيدة عن الصراع المسلح، وبالرغم من الهدوء النسبي هاجم عناصر جبهة النصرة مناطق سري كانية، وداعش منطقة كوباني والمناطق الحدودية المتأخمة لمنطقة شنكال في كوردستان العراق، وبعد الهجوم التركي والفصائل المرتزقة على منطقة عفرين الكوردستانية وسري كانية وكري سبي، إزدادت الإمور سوءً، وتهجّر آلاف من أبناء شعبنا».

يتابع سليمان: «عدم التوافق والتصالح بين الأطراف الكوردية، وأخص بالذكر المجلس الوطني الكوردي و p y d، وسيطرة p y d وبمسمياته المختلفة على كامل مفاصل الحياة في كوردستان سوريا، وعدم افساح المجال للحياة السياسية إلا بما يخدم أجنداته، وقمع المجلس بأحزابه، أدى الى التأزم أكثر، وبعد الاتفاق الامريكي التركي، والروسي التركي، وإلزام p y d على الابتعاد عن الحدود لمسافة ٣٢ كلم عن الحدود التركية، قدم قائد قسد بمبادرة لتوحيد الرؤوية الكوردية وبموافقة الامريكان ودعمها للمبادرة، وكذلك دعم رئاسة اقليم كوردستان أيضا ورغبة المجلس أيضا، وتوجه المجتمع الدولي لحل المشكلة السورية عبر الحل السياسي ومقررات الامم المتحدة ٢٢٥٤ وجنيف1، وكذلك عدم الموافقة على عودة سوريا دولة مركزية».

يضيف سليمان: «انطلاقة اللامركزية يبدأ بالمناطق الكوردية، لذلك تحاول هذه الدول مجتمعةً اعادة اللحمة الكوردية، وتوحيد الموقف الكوردي، والتقارب بين المجلس الوطني الكوردي وp y d كمنطلق لِلم شمل باقي الاحزاب حول المباردة».

يعتقد سليمان: «ان هذه الدول جادة في التقارب وتشكيل مرجعية كوردية تمثل الكورد في لقاءات جنيف واللجنة الدستورية وهيئة التفاوض، ومن الطبيعي ان يُلتقى في التقارب الكوردي الكوردي أناس تتضرر مصالحهم نتيجة ارتباطاتهم بأجندات خارجية، وسيحاولون بشتى الوسائل عرقلة المحادثات ووضع العصي في العجلات لعرقلتها».

يختم سليمان: «إن هذه المحادثات ستثمر عن نتائج إيجابية لوجود الرغبة الكاملة لدى المجلس الوطني الكوردي وقيادة قسد الممثل بالسيد مظلوم عبدي، وكذلك رغبة دول التحالف أيضا بإنجاحها، وبالدعم المباشر من الولايات المتحدة الامريكية واشرافها لهذه الحورات، وهناك رغبة شديدة ان تصل هذه المحادثات الى نتائج جدية، وعلى الطرفين الكورديين النظر الى التطورات المتسارعة في المنطقة بشكل عام وسوريا بشكل خاص، هذه الفرصة ان ذهبت لن تعود على المدى القريب لإقرار الحقوق القومية للشعب الكوردي في دستور سوريا الجديد».

التقارب الكوردي هدف جماهيري طالما نادت به كافة شرائح المجتمع الكوردي
تحدث الباحث السياسي والقانوني، موسى موسى لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «الساحة الكوردية في سوريا ليست مستقرة ولا يمكن التكهن بما ستفرزه من نوعية النشاطاتِ، احتجاجاتٍ كانت أو انتفاضة كما جرت سابقاً، أو ثورةً ربما إذا ما سنحت لها الظروف، حيث يبقى الجمر متقداً تحت الرماد رغم خموده في أغلب الأوقات كسُباتٍ شتوي ليشُعّ في ربيعه إذا ما نُفخَ فيه من فاهٍ لا ينتمي الى الساحة الكوردية.

الانقسام الحاد والشرخ الذي أصاب المجتمع الكوردي وحركته السياسية في عمق قضيته الوطنية جعل الحل السوري- المعرقل دولياً- إعاقةً إضافية في مسار الحل السياسي الذي يبدو ان تباشيره يترآى للمراقبين في أكثر من صعيد، فمن ناحية الخلاف- المتوقف تفجيره- بين المجلس الوطني الكوردي من ناحية والائتلاف الوطني السوري عبر هيئات التفاوض السورية في اللجنة الدستورية فيما يخص القضية الكوردية، وبين قوات سوريا الديمقراطية وكل من تركيا والفصائل المسلحة المرتبطة بها من ناحية أخرى، جعلت الجبهة المقابلة لجبهة النظام في تشتت وصراع سياسي ومسلح يجعل البيئة السياسية بأكملها غير ملائمة ولا يتناسب مع صعود الضغط الأمريكي وقوات التحالف الدولي على النظام اقتصادياً وعسكرياً، لذلك بدأت أمريكا منذ اسبوعين في تسريع عجلة مشروعها السابق- الذي حان وقته فيما يبدو- في توحيد الخطاب والرؤية السياسية للقوى الكوردية ومشاركتهم في إدارة المنطقة تمهيداً- وهذا هو المهم أمريكياً- لتوحيد خطابها ورؤيتها مع المعارضة السورية في جبهة واحدة مقابل جبهة النظام.

لا شك ان التقارب الكوردي الكوردي هو هدف جماهيري طالما نادت به كافة شرائح المجتمع الكوردي لِما له من مصلحة في ذلك التقارب الذي أصبح متداخلاً مع مصلحة امريكا التي ترى ان الوقت قد حان دون أن يستدعي التأخير أكثر».
يتابع موسى: «رغم الخطى البطيئة لسير عملية التقارب الكوردي الكوردي برعاية أمريكية ودعم اقليم كوردستان، لكنه لا يروق لبعض القوى الداخلية والإقليمية التي تنظر في الوجود الامريكي في المناطق الكوردية ومساعداته العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية الذي يشكل حزب الاتحاد الديمقراطي نواته الأساسية نظرة شك وريبة، مُبدياً تخوفها من إمكانية تمتع الكورد بحقوقهم القومية في هذا المرحلة وتأثيره المباشر بشكل خاص على كورد تركيا كأكبر جغرافيا كوردية في المنطقة، فالعمل على إبقاء الأمة الكوردية منقسماً ومشتتاً يفكر بقوته اليومي، وإبعاده عن قضيته الوطنية والقومية وإغراقه في مشاكله اليومية هو ما تسعى اليه تلك القوى، وفي هذا الإطار تأتي التهديدات التركية بُغية تشتت القوى الكوردية وعدم تقاربها».

يرى موسى: «أنه لا يجب أن ننظر بعين الشك والريبة لهذه المفاوضات، فليأتي ذلك التقارب حتى وإن كان أعوراً أو كسيحاً أو احدباً، على أن يكون مرتكزه الأساسي عدم التفريط بالحقوق القومية للكورد في سوريا، فالشعب الكوردي قد ذاق الأمرين من هذا الوضع الذي وضعه مع قضيته في عنق الزجاجة نتيجة السياسات الخاطئة والإقصاء الممنهج والتفرد بالسلطة، ولولا الرغبة الامريكية لما بدأت المفاوضات لأن دعوات ومناشدات الكتاب والمثقفين والنشطاء وكافة شرائح المجتمع الكوردي وبعض قواه السياسية لم تلاقي صداً لأي تقارب، فمجرد الجلوس والتفاوض هو أمر ايجابي سيكون له امتدادات وانعكاسات إيجابية، وما زاد عن ذلك فهو المطلوب بعينه إذا ما تغاضينا عن جدية أمريكا التي لا يثق بها، لذلك، وفي هذا التقرير أيضاً أكرر دعوتي للأطراف الكوردية الأساسية بضرورة ايجاد تفاهم واتفاق كوردي امريكي يضمن طرح والدفاع عن الحقوق القومية لكورد سوريا لدى كافة الاطراف ومع الدول النافذة في الملف السوري».

يختم موسى: «مفاوضات التقارب بين المجلس الوطني الكوردي وحزب الاتحاد الديمقراطي بتوجيه امريكي ودعم رئيس اقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني الذي أسفر عنه مبادرة اطلقها قائد قوات سوريا الديمقراطية السيد مظلوم كوباني، خطوة إيجابية ومتقدمة وخاصة بعد التوافق على الرؤية السياسية متجاوزين بعض العثرات، نأمل أن تستمر تلك المفاوضات وأن يتم التوافق على بقية الملفات العالقة وإلا ستكون الانتكاسة كارثة على الشعب الكوردي في سوريا وعلى قواه السياسية، ومشاركة بقية الاطراف الكوردية في المفاوضات وكذلك منظمات المجتمع المدني والفعاليات الاجتماعية والثقافية والشبابية أمر ضروري كونها قضية مصيرية على الجميع تحمل المسؤولية والمشاركة في تقرير المصير، كما ان الابتعاد عن اسلوب المحاصصة يوفر فرص النجاح حالاً ومستقبلاً أكثر، ولا يُنسى الاعتماد على التكنوقراط في الإدارة يبعد الشللية ويخدم المجتمع الذي تدّعي كافة الاطراف العمل من اجل مصلحته».

بناء الثقة ومناقشة الرؤى السياسية والادارية والعسكرية والاقتصادية بشفافية يقوي الورقة الكوردية

تحدث العضو القيادي في بارتي بيشنك كوردستاني، طاهر حصاف لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «ان ما يحدث على الساحة الكوردية في سوريا نتيجة طبيعية عن ما يحدث في كل سوريا، والكورد في سوريا جزء من سوريا، ومن المؤكد سيتأثر الكورد بما يحدث حوله، ويعلمون بأن المرحلة تتطلب منَّا جميعا الوقوف بجدية حول كل الأمور المتعلقة بالشأن الكوردي في الوضع الحالي، والذي نعيشه هو نتيجة كل ما يحدث حولنا من المآسي والكوارث».
يرى حساف: «ان هناك ارادة أمريكية ورغبة قوية في التقارب الكوردي الكوردي، وما نشهده اليوم من المفاوضات بين المجلس الوطني الكوردي والاتحاد الديمقراطي شاهد على ذلك، طبعا الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي لهم اجنداتهم وخاصة في المنطقة، وذلك لحماية آبار النفط وقطع الطريق أمام التمدد الإيراني في المنطقة، ونحن الكورد مطلوب منا بأن يكون لنا أجندات بتغليب المصلحة الكوردية، ووضع الخلافات جانبا وترتيب البيت الكوردي في المفاوضات القادمة في المحافل الدولية، وان يكون للكورد منصة خاصة ضمن هيئة التفاوض».
يعتقد حساف: «أنه سيكون هناك أصوات نشاذ هنا وهناك، وسيكون هناك من يقف ضد المحادثات لأن له أجنداته الخاصة وسيتضرر من أي تقارب، كما نعلم حتى بعض الدول سيعمل على إفشال هذه المحادثات».

يرى حساف: «ان هكذا المفاوضات ستثمر ولو بوتيرة بطيئة، ولكن ستعطي ثمارها في آخر المطاف كون هناك ظروف مرحلية جادة للعمل عليها. المجلس الوطني الكوردي وبكتلته الاعتبارية ضمن المفاوضات وبيده قراره المستقل ومتمسك بمشروع القومي، وضع مشروعه القومي الكوردي فوق أجنداته الحزبية الضيقة. وصراحة هناك الخوف من الطرف الآخر ولنا تجارب كثيرة مع هؤلاء لإفشال اتفاقيات كما فشلت اتفاقية هولير ١ وهولير ٢ ودهوك.

كلنا أمل بالعمل على دفع المفاوضات إلى النجاح، لان نجاحها هو نجاح القضية الكوردية في كوردستان سوريا. وايضا تفاؤلنا يأتي بنجاح المفاوضات كونها برعاية أمريكية وموافقة الدول الأوروبية لهذه الاتفاق. ونعلم أيضا الوضع اليوم مطلوب من الجميع العمل على وحدة الموقف الكوردي خاصة بعض تلك الاحتلالات للمناطق الكوردية».

يقترح حساف: «انه على الطرفي المفاوض إجراء بناء الثقة على طاولة التفاوض، ومناقشة الرؤى السياسية والادارية والعسكرية والاقتصادية بشفافية مطلقة. والمطلوب ايضا تغليب المصلحة الكوردية على المصلحة الحزبية. واتفاقهم سيجعل الشارع الكوردي يلتف حول حركته السياسية. كما المطلوب من طرفي التفاوض الضغط على راعي المحادثات بان يكون للكورد دور في سوريا المستقبل ومشاركتهم في جميع اللجان والذي تشكل من قبل الامم المتحدة (دستور- والانتحابات....الح)، وتأمين حقوق الشعب الكوردي في الدستور القادم والاعتراف به. ونعلم أيضاً بأن هناك من يتربص بنا، وسيحاول بكل ما يملك من قوة لإفشال المفاوضات، ولإغلاق الباب أمام هكذا محاولات في وجه هؤلاء هو الإلتفاف حول شعبهم، والعدو لن يرحم في حال لا سمح الله فشلت المفاوضات».

ما يشبه الخاتمة:
استقرار سورية يمر من استقرار المناطق الكوردية، وما الجلوس الأطراف الكوردية معاً على طاولة واحدة بداية صحيحة نحو النجاح، فقط بحاجة إلى بناء الثقة لفتح صفحة جديدة، والعمل بيد واحدة من أجل انقاذ الشعب الكوردي من الأوضاع المزرية، والحفاظ على كرامته، وعدم فرط أي حق من حقوق شعبنا الكوردي في دستور سوريا المستقبل.

صحیفة كوردستان

1230