اغتصاب جماعي لطفلة في الصف التاسع اعتقلتها مخابرات الأسد

اغتصاب جماعي لطفلة في الصف التاسع اعتقلتها مخابرات الأسد

Aug 17 2018

ببشاعة لا تدانيها إلا بشاعة العالم الصامت والمتخاذل، تطل روايات الاغتصاب في معتقلات بشار الأسد بشبحها من جديد، لتضع كل من لديه ذرة ضمير أمام مشاهد تمتزج فيها مشاعر الخزي بالرعب بالصدمة، متجاوزة كل حدود الوصف ومتخطية كل طاقة للاحتمال.

آخر هذه الروايات، نقلتها وكالة "أناضول" التركية الرسمية، على لسان ضحايا سوريات عانين وعاينّ حالات اغتصاب لدى احتجازهن في مراكز جيش ومخابرات النظام.. هذا النظام الذي ما يزال يحظى بـ"الشرعية" الكاملة على مستوى هيئات المجتمع الدولي، وفي مقدمتها الأمم المتحدة.
"أم محمد" ضحية من سكان الغوطة الشرقية، قالت إنها اعتقلت عام 2012 بينما كانت متجهة للعمل، وهي تغطي وجهها بحجابها، وفور اعتقالها تعرضت للضرب، وبعد استجوابها 3 مرات، تم زجها في غرفة مع 7 سيدات إثر نزع حجابها.

وفي المعتقل شاهدت "أم محمد" آثار التعذيب بادية على وجوه النساء المعتقلات، وشاهدت ما هو أفظع بكثير حين تناوب 6 من عناصر النظام على اغتصاب طفلة في الصف التاسع، وأمام الجميع.

اعترضت "أم محمد" في البداية على نزع حجابها، فذاقت مر التعذيب، الذي هان كله أمام مرارة الاغتصاب.

ولأن عناصر النظام ينفذون أوامر عليا، فقد كان يصعب أن ينجو أحد من شرهم، حتى امرأة بعمر 55 عاما اغتصبوها، وفق رواية "أم محمد" التي أفادت أنها أحيلت إلى زنزانة انفرادية بعد نحو 6 أيام على توقيفها، وعاشت على مدار شهرين ونصف على وجبة يومية مؤلفة من رغيف خبز وبعض الجبن؛ ما أدى إلى مرضها وانهيارها عصبيا.

ونوهت "أم محمد" بأن كل أمرأة تدخل سجون نظام الأسد تتعرض للتحرش والاغتصاب، مؤكدة أن أصوات التعذيب ما زالت عالقة في ذهنها ولا يمكن نسيانها.

وبعد خروجها من المعتقل، بدأت رحلة جديدة ومختلفة من معاناة "أم محمد"، حيث تبرأت أسرتها منها، كما طلقها زوجها بعد أن علم بتعرضها للاغتصاب.

"سائحة البارودي"، أم لطفلين من مدينة حماة، باحت بما يصعب على أي أنثى أن تبوح به، قائلة إنها تعرضت للتوقيف عند نقطة تفتيش، أثناء توجهها مع زوجها إلى لبنان.

وأشارت إلى أنه جرى اعتقالها بسبب حيازتها رخصة صيد تابعة لزوجها في حقيبتها، وتعرضت للاستجواب والتعذيب على مدار 4 ساعات في مركز التوقيف بتهمة "مساعدة الإرهاب".

ولاحقا تم نقل "البارودي" إلى فرع الأمن العسكري حيث استجوبت مجددا، وتم تكبيل يديها من الخلف، وعصب عينيها، وزجها في زنزانة، وبعد مرور 48 ساعة فُتح الباب، ورموا لها قطعة خبز و3 حبات زيتون.

وقالت "البارودي" إن أمام الشخص، عند الوقوع في قبضة قوات الأسد، خيارين بعد الصدمة؛ إما الإقرار بالتهم الموجهة، أو المقاومة، لافتة إلى أنها فضلت الخيار الثاني رغم تبعاته.

وأشارت إلى أنه تم نزع حجابها وكشف الجزء العلوي من جسدها أثناء الاستجواب، وعندما رفضت التهم المنسوبة إليها، جرى نقلها إلى غرفة مليئة بالماء، وتعليقها إلى السقف ويداها مقيدتان من الخلف.

وأثناء تعرضها لأنواع عدة من التعذيب الجسدي، كان يغمى عليها، إلا أنهم كانوا ينزلونها إلى الماء الموصول بالتيار الكهربائي كي تصحو.

نُقلت "البارودي" لاحقا إلى سجن حمص المركزي ضمن مجموعة تضم 66 معتقلا؛ وتم وضع المعتقلات في نفس المهجع، مع متهمين بالمخدرات والاغتصاب والقتل.

وفي ظل الاعتقال ومشاهده، عاشت ما يشبه صدمة نفسية عندما رأت عائلة كاملة في السجن، الأب والأم مع أطفالهم، فضلا عن فتيات بعمر 18 عاما ناجيات من مجزرة بانياس.. حتى شعرت أن جميع النساء في سوريا معتقلات.

ومن سجن حمص المركزي تم ترحيل "البارودي" مجددا إلى المعتقل المعروف باسم "سجن البالونة"، حيث كانت رائحة جثث المعتقلين المقتولين تعذيبا تملأ المكان.

وفي هذا المكان كانت المعتقلة مع 44 امرأة داخل غرفة واحدة لا نوافذ فيها، حيث تتذكر: "في إحدى المرات أصيبت إحدى المعتقلات بمرض تناسلي، وسمحوا لنا بأخذها إلى المرحاض لكنهم طلبوا منا أن نبقى في الداخل، ونسينا أمر الخروج فخرجنا، وإذ بنا نرى السجانين وهم يجرّون جثث الذين ماتوا تحت التعذيب".

"مريم" ضحية أخرى لإجرام نظام الأسد الجنسي، تبلغ من العمر 24 عاما، وقد بادر الشبيحة لنزع حجابها وبعض ملابسها عنوة وسط الحي، وبدؤوا يجرونها في الشوارع.

مريم (من سكان حماة) قالت أنها كانت تعمل في أحد المستشفيات الميدانية بمنطقة الحميدية لإسعاف المتظاهرين الذين يصابون بنيران قوات النظام، حيث تتذكر: "كنت في منزل والدي برفقة أولادي، وفجأ كُسر الباب ودخل عناصر الشبيحة إلى البيت، وبدؤوا بضرب ابنتي البالغة من العمر 4 سنوات، وسألوا عني، وعندما ألقوا القبض عليّ نزعوا حجابي وملابسي وسط الحي وبدؤوا بضربي وجرّي في الشوارع، وعندما وضعوني في السيارة كانت بداخلها 4 فتيات أخريات".

وقالت مريم: "عندما وصلنا إلى الفرع (مقر للمخابرات)، بدؤوا يصرخون: "جاء الإرهابيون"، وأدخلونا إلى غرفة ضابط اسمه سليمان، وكان يأكل الفستق ويشتم بعرضنا وشرفنا... لا تصدقوا أكاذيبهم عندما يقولون بأنّ السجينات يخضعن للتفتيش من قِبل الشرطيات أو العسكريات، فقد قام أحد الجنود بتفتيشي وخلع ملابسي، حينها كدت أموت من حيائي".

أما غرفة التحقيق قفتصفها "مريم": "لا يوجد في غرفة التحقيق سوى سرير واحد، ولا حدود هناك للتعذيب، وبعد منتصف الليل، كان الضابط سليمان ينتقي أجمل الفتيات ويأخذهن إلى مكتبه المكون من غرفتين؛ فالغرفة الأولى كانت للتحقيق والأخرى كانت مخصصة للاغتصاب، وكنت أتوسل إليه وأقول كُرمى لله لا تفعل، فكان يقول: (لا يوجد شيء اسمه الله)، وكنت أقول كُرمى للنبي، فكان يقول: (هو الآخر في إجازة)، وبلغت به الوقاحة إلى حد أنه كان يقول (جِماع من ألذ نحن أم عناصر الجيش لسوري الحر)".

وتابعت: "إحدى السجينات حملت جنينا جراء الاغتصاب، ووضعت وليدها في الشهر السادس من الحمل، وقام الشبيحة بإطلاق النار على ولدها أمام أعينها، وأصيبت بعدها بالجنون".

ولم تنته معاناة مريم في السجن فقط، بل رافقتها المآسي عند خروجها؛ حيث تعرضت لاضطهاد من محيطها، حتّى وصلت إلى الطلاق.
زمان الوصل

1997