هوشنك بشار.. من يخاف من كورونا الجمهوريين أم الديمقراطيين؟

هوشنك بشار.. من يخاف من كورونا الجمهوريين أم الديمقراطيين؟

Mar 17 2020

هناك حقيقتان لا صوت يعلو فوق صوت الحديث عن فايروس كورونا فحتى صوت الحديد والنار التي عادة يسيطر على الساحة الاعلامية العالمية كلما حصل تطور اصبح خافتأ ’ الحقيقة الثانية ان فايروس كورونا خطر صحي قد اصبح سلاحا تخاض به معارك سياسية واقتصادية.

هل العلاج بتدخلات البنوك المركزية؟
الازمة الحالية لا تشبه اي ازمة اقتصادية سابقة في حجم التاثير حيث تعكس كورونا في حقيقة الامر خسائر اقتصادية كبيرة جدا في ارباح وايرادات الشركات في مختلف بلدان العالم، وان البعض تحدثوا عن ان اسواق المال تعكس خسائر اقتصادية كبيرة الا ان العلاج هذه المرة لن تكون بتدخلات البنوك المركزية والسياسات التحفيزية وانما الحل عبر ايجاد علاج يمنع انتشار هذا الفايروس. حيث ضربت معظم دول العالم وخلفت خسائر بشرية ومادية وخوف ورعب وشلت في حركة كافة القطاعات والمؤسسات، وجعلت العالم بحيرة من امرها في ايجاد العلاج او الوسائل والادوات المناسبة للحماية و الوقاية من خطر فايروس كورونا المتجدد القاتل .

هل تتجاوزالدول هذه المحنة الاقتصادية؟
ان حجم المشكلة التي يطرحها فايروس كورونا على اقتصادات الدول كبيرة و الاقتصاد الامريكي نموذجا ’ يتحدث المحللون الاقتصاديون الامريكيون الذين يشغلون مناصب مهمة في القطاع لاستثماري (( ان الاقتصاد الامريكي كان هشا حتى مع ارتفاعات معدلات النمو واسعار الاسهم في اخر عامين والتي كانت تأتي بفعل حقن تنشيطية من خلال الاعفاءات الضريبية للشركات او تحفيزية من خلال زيادة النفقات العامة للقطاع العسكري’ وكل ذلك اثر في الاقتصاد وحسن من صورته في العامين الاخرين )) ومع ظهور فايروس كورونا الى العالم ليكشف لنا ماهي حقيقة الوضع الاقتصادي الامريكي’ حيث اثر بظهوره في جانب العرض والطلب .
فمن جانب العرض تعطلت الكثير من القطاعات الصناعية والانتاجية في الصين وسلاسل الامداد التي تمد الشركات الامريكية بانتاجها.
من جانب الطلب اثر على المستثمر ليخلق لديه الشعور بالخوف الشديد ليمنعه من مزاولة حياته الطبيعية في السفر والخروج الى المطاعم والمقاهي او النزول في الفنادق .
وبالتالي يعد محنة كبيرة للاقتصاد من ناحية العرض والطلب، وتعززت ذلك مع تصريحات لمسؤولين في الاتحاد الاوربي حيث اشاروا الى انه ما حدث لم تحدث بعد الانتهاء من الحرب العالمية الثانية حجم التأثير كبير جدا على الاقتصاد وجاء في وقت ايضا تشهد فيه العالم (حرب سعرية) التي نشات في قطاع النفط بين المملكة العربية السعودية و روسيا والذي وصل صداها الى المسرح الاقتصادي الامريكي ’ ويعتقد ان مشكلة هذا الحرب ستخرج الشركات الامريكية مرتفعة التكلفة في انتاج النفط الصخرية وبالتالي من المحتمل ان تخرجها من النشاط الاقتصادي الامريكي .

هل بالامكان ايجاد حل لكورونا امريكيا؟
تتجه كل الانظار الدولية وشعوب العالم الى امكانية ايجاد حل لهذا الفايروس والحد منه الا ان كان لاطباء امريكا راي اخر حيث تحدثت الاوساط الطبية في الولايات المتحدة الامريكية ان العلاج لن يكون متاحاً قبل نهاية هذا العام الحالي، وان التاثير يكون كبيرا في الاشهر القادمة وان الاتجاهات حاليا نحو توقيف العديد من الانشطة الترفيهية في الولايات المتحدة الامريكية كاقفال الحدائق والمسارح والغاء المباريات وغيرها من هذه القطاعات التي وفقا للاحصائيات الاقتصادية الامريكية كانت تستحوذ على 14 مليار دولار شهريا من انفاق الامريكيين، وتشير المؤشرات انه في شهر مارس سوف تتراجع هذ المبلغ من الانفاق الى 7 ملياردولار امريكي .
ولم تقتصر مضاعفات انتشار فايروس كورونا على القطاعات الترفيهية فقط وانما شملت العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية كقطاع الطيران وغيرها من القطاعات المهمة ’ بدوره اصدرت وزارة الخزانة الامريكية تقرير تعلن فيه عن ارتفاع العجز في الموازنة الامريكية في النصف الاول من السنة المالية الحالية.
ومن المرجح ان يتضاعف العجز مع نهاية العام وايضا اقتربت نسبة الاقتراض في الاقتصادالامريكي الى نسبة المئة بالمئة وبالتالي يصعب على الحكومة الامريكية ان تتدخل وتفعل كل شي .على الرغم من التصريحات غير المعتادة من وجهة نظر الامريكيين الصادرة من الرئيس الامريكي دونالد ترامب بانه علينا ان نترك التحزب، و نواجه خطر الفايروس معا ’ وعمل ترامب موخرا على اصدار قرار اعلان حالة طوارئ التي يعدها البعض من الامريكين على انه استهتار ودليل على عدم جاهزيته في مواجهة كورونا.

فالتساؤل: هل يستفيد الديمقراطيون من فايروس كورونا ضد ترامب في انتخابات الخريف من هذه السنة. وبالمقارنة من يخاف من كورونا الجمهوريين ام الديمقراطيين؟

المقال يعبر عن رأي الكاتب

1054