من اليسر على المجرم بشار غمط الحق

من اليسر على المجرم بشار غمط الحق

Mar 06 2020

من اليسر على المجرم بشار غمط الحق
ماهر حسن

تزلف بشار الأسد بمشية عرجاء إلى مذيع قناة روسيا24 في مشهد مليء بحركات تعبيرية مبتذلة و مقززة ، منسيًا ان دَوَامه في السلطة العقبة الرئيسية أمام تحقيق انتهاء الحرب في سوريا ، و في كل مرة يفتح باب الحساب العسير على مصراعيه ، و ذلك بإنكاره قضية الشعب الكوردي و وصفه بكذب و وهم ، بأقاويل غير واضحة ، و غير خالية تمامًا من أي نوازع أو أهداف دنيئة و بتقديم نفسهِ بجحد و كند قضيتنا بطلاً وطنياً أمام حاضنته التي ملته وسئمته وملت وسئمت نظامه جملة و تفصيلًا .

و لعلى اشد ما يلتفت إليه الأذهان و الأبصار انكاره شعب حكموا سوريا لأربعة مرات قبل مكوث سوريا تحت هرولة البعث وأداته القذرة بنظام يتربع على رأسه آل الأسد و خدموا سوريا ورفعوا من قدرها في مختلف الجوانب السياسية والفكرية والأدبية، وهنا يستحضرنا قول المستشرق الأرمني الكبير يوسف اوربيلي في مقولته الشهيرة:(لقد أضاع الشعب الكوردي أبناءه العظام الذين يزينون بأسمائهم تاريخ الثقافات والشعوب الأخرى). و تاريخ عوائل تنحدر منها رؤوساء سوريا الكورد كفيلة بوجود كوردستان سوريا رغم عدم تقديم هؤلاء زعماء شيئا يذكر لبني جلدتهم ، وإذا كان فهو نزر قليل لا يذكر .
1- محمد على بيك العابد اول رئيس للدولة السورية الحديثة : حكم من (1932 إلى 1936 )
2 - حسني الزعيم : حكم من (20 مارس 1949 ـ 14 أغسطس 1949 ).
3 - فوزي السلو : حكم من (1951 وحتى استلام الشيشكلي السلطة عمليا في 1953).
4 - أديب الشيشكلي : حكم من (1953 ـ 24 فبراير 1954).

وحيث إن المشهد السوري بحالته الراهنة الآن، الذي يسعى بشار من خلال سياسة الأرض المحروقة، لإعادة هيمنت البعث إبان وجوده مليئ بالمجازر والانتهاكات والويلات. ضاربًا بعرض الحائط كل قواعد القانون الدولي الإنساني ، و البروتوكلات الملحقة بها لحماية المدنيين في النزاعات المسلّحة ، إذ يظهر ضحكته الصفراء بإنجازاته من استخدام أسلحة كيماوية مثل سارين و كلور لقتل شعبهِ و من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب و من عمليات القصف العشوائي التي ينفذها، من تدمر المنازل والمرافق الطبية والمدارس والمرافق المائية والكهربائية والمخابز والى اخره ، وهجر ملايين من الشعب السوري، ولا يزال يعيش حياته بالطول والعرض في قصور الرئاسية، وكأن شيئاً لم يكن .

فمن الهَيِّن و مُتَيَسِّر على رئيس مجرم هتك و فلج شعبه من العرب و بني جلدته لأجل سرمديّة حكمه الإقْرار على عدم وجود شعب الكورد ، الذين عانوا على مدى عقود من تهميش واضطهاد مارسهما بحقهم نظامه البعثي . و على رغم منع الكورد من الرأي و التعبير عن قومية أو طموحات السياسية بل منع استخدام لغته الأم في التعليم وفي الأدب وفي كل أشكال الثقافة و تشكيل قانون لأجل إماتة اللغة الكوردية ومن ثم إماتة الهوية الكوردية، و تجريد حوالي 300 ألف من الجنسية السورية منذ ستينيات القرن الماضي، وصودرت الأراضي الكوردية وأعيد توزيعها على العرب في محاولة "لتعريب" المناطق الكوردية لم تنل من إصرار و عزيمة و شكِيمَة و شِدَّة و صَرِيمة الكورد في طريق نيل الحرية و العيش بكرامة

المقال يعبر عن رأي الكاتب

954