محلل روسي: لهذا تشكل روسيا فصائل في شمال شرق سوريا
الشرطة الروسية في كوبانی (أرشيفية - فرانس برس)

محلل روسي: لهذا تشكل روسيا فصائل في شمال شرق سوريا

Jan 11 2020

ارك نيوز... ينذر تشكيل موسكو لمجموعاتٍ مسلّحة شمال شرقي سوريا من العشائر العربية منذ فترة باندلاع مواجهاتٍ جديدة في تلك المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات "سوريا الديمقراطية" إذا لم تتمكن الأخيرة من الوصول لاتفاقٍ مع حكومة النظام السوري، لكن هذا التصعيد المرتقب يرتبط مباشرةً بالحسم العسكري في محافظة إدلب الواقعة شمالي غربي البلاد، حيث تحاول قوات النظام السيطرة عليها بدعمٍ روسي منذ أشهر.
وفي هذا السياق، استبعد بروفيسور ومحلل سياسي روسي حصول مواجهاتٍ بين الجماعات المسلحة السورية الموالية لأنقرة ومجموعات مسلّحة أخرى تسعى موسكو في الوقت الحالي لتشكيلها من العشائر العربية في مناطق سوريّة تقع على الحدود مع تركيا وتخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وقال المحلل السياسي الروسي إكبال دُرّة في مقابلة مع "العربية.نت" إن "جميع القوى الرئيسية في سوريا تخوض حرباً بالوكالة وبعد الهزيمة الكبيرة لتنظيم (داعش)، فإن احتمال زيادة الحروب بالوكالة مرتفع في الفترات المقبلة، لذلك تستعد موسكو لهذا الأمر".

ما هدف مجموعات روسيا؟

كما أضاف أن "موسكو قد تستخدم تلك المجموعات المسلّحة ضد جماعات أخرى حسب ظروفها، فقد يتم استخدامها ضد القوات المدعومة من أنقرة. وعلى سبيل المثال في حال فشلت موسكو في صنع اتفاقٍ بين الأكراد ودمشق، قد تلجأ لاستخدام تلك المجموعات ضد وحدات حماية الشعب التي أسست قوات سوريا الديمقراطية".
إلى ذلك، قال:" يمكن لموسكو أن تستخدمها أيضاً ضد القوات الأميركية، لكن في ضوء التطوّرات الحالية، من المرجح أن يتم استخدام تلك المجموعات ضد القوات السورية الموالية لأنقرة، لاسيما أنها مصنفة إرهابية لدى موسكو، لكن العوامل المرتبطة بهذا التحرّك هي تطورات إدلب وسير المعركة هناك، لذلك من السابق لأوانه معرفة توقيت اندلاع هذه المواجهات، لاسيما أن تشكيل تلك القوات سيستغرق بعض الوقت".

"الأسد لن يسيطر على إدلب"

كما أشار في السياق ذاته إلى أن "حكومة دمشق لن تستطيع السيطرة على كامل محافظة إدلب في المدى القريب، خاصة أن تواجد جيش النظام السوري في هذه المنطقة لم يكن كبيراً حتى قبل اندلاع الحرب في البلاد، بالإضافة لتأثير المتشددين الكبير عليها منذ وقتٍ طويل وتواجد الجيش التركي فيها".
ولفت إلى أن "التصعيد العسكري في إدلب قد يؤدي لزيادة الإصابات في صفوف المدنيين، لكن موسكو تصر على سيطرة النظام على إدلب وريفها".

المفاوضات بين دمشق وقسد

أما عن المفاوضات بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية، فشرح المحلل السياسي أبرز العوامل التي تعيق سير تلك المفاوضات التي تكثّفت منذ الهجوم التركي واسع النطاق في 9 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.

وقال في هذا الصدد إن "علاقات قوات سوريا الديمقراطية مع الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك انقسام الأكراد فيما بينهم، بالإضافة لموقف دمشق الحازم من قضية انفصالهم، يمنع الوصول لأي اتفاقٍ بين سوريا الديمقراطية وحكومة دمشق".
إلا أنه اعتبر أن "موسكو تملك الآن فرصة إضافية لتحقيق اتفاقٍ بين الأكراد ودمشق نتيجة سياسات واشنطن المتناقضة حيال أنقرة، لذلك كثّفت بالفعل من محاولاتها للوساطة بين الطرفين لنجاح مباحثاتهما".
ما رجح أن يكون "هناك حل ينتظر الأكراد في سوريا على غرار التجربة الروسية في شرق أوكرانيا، خاصة أن موسكو اقترحت مسوّدة دستورٍ جديد لسوريا ورحّب الأكراد بهذه الخطوة، في حين رفضتها دمشق".
ورأى أن "إخلاء الأميركيين لمقراتهم في بعض مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية لصالح القوات الروسية بعد الهجوم التركي الأخير، جعل من الصراع التركي ـ الكردي في سوريا، ورقة إضافية رابحة لموسكو في سوريا".
ومنذ الهجوم التركي الأخير، تحاول قوات سوريا الديمقراطية الوصول لاتفاقٍ نهائي مع حكومة دمشق، وعلى إثر ذلك دخلت قوات الأسد لمناطق سوريّة ذات أغلبية كُردية على الحدود مع تركيا، كانت تسيطر عليها سوريا الديمقراطية منذ سنوات.
العربية.نت


294