معارضو سوريا يحذرون من تجنيد مقاتلي بلادهم في

معارضو سوريا يحذرون من تجنيد مقاتلي بلادهم في "المعركة الليبية

Jan 03 2020

اندبندنت عربیە
أحمد علی
ارك نیوز ... نية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي لم يخفها تجاه الصراع الليبي، حينما صرَّح بأن تركيا "سترسل قوات إلى ليبيا بما أن حكومة السراج طلبت ذلك"، أثارت جدلاً ومخاوف على المستويين الإقليمي والدولي.

وأمس الخميس، وافق البرلمان التركي في جلسته الطارئة، على قرار يقضي بتفويض أردوغان لإرسال قوات تركية إلى ليبيا، مستنداً في موافقته إلى اعتبارات "حماية مصالح أنقرة، واتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد المخاطر الأمنية، التي مصدرها جماعات مسلحة غير شرعية في ليبيا، فضلاً عن الهجرات الجماعية".
وفي السياق ذاته، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "أنقرة جهّزت 1600 مرتزق، تابعين إلى وحدات مختلفة دُربوا في معسكرات تركية، تمهيداً لإرسالهم إلى ليبيا".
وأضاف المرصد، في بيان، "المقاتلون يتبعون فصائل السلطان مراد وسليمان شاه وفرقة المعتصم الموالية لتركيا، ونُقلوا من منطقة عفرين".
ما كشفه المرصد السوري اتفق مع ما ذكرته أربعة مصادر تركية لوكالة (رويترز)، من أن أنقرة "تدرس إرسال مقاتلين سوريين متحالفين معها إلى ليبيا بشكل رسمي"، في إطار دعمها العسكري لحكومة السراج وعدد من الميليشيات المسلحة في طرابلس.
وفي هذا الشأن يقول المعارض السوري فراس الخالدي عضو هيئة التفاوض السورية، "تجنيد مقاتلين سوريين للمشاركة في المعركة الدائرة بليبيا لصالح قوات السرّاج المدعوم تركياً وإخوانياً على حساب قوات خليفة حفتر المدعوم عربياً أمرٌ بالغٌ الخطورة".
وأضاف، في حديثه مع "اندبندنت عربية"، "الدعم العسكري التركي سيرسخ الانقسام الحادث في ليبيا، ويذكي نار الفتنة المشتعلة، خصوصاً أنّ هذه القوات ستكون لصالح طرفٍ على حساب آخر".
وحسب الخالدي فإن إرسال المقاتلين السوريين إلى ليبيا "سيؤدي إلى وصم حملة الجنسية السورية بصبغة الإرهاب أو المثيرين الفوضى أينما حلّوا"، مشيراً إلى أن هذا ليس "في صالح السوريين بمختلف دول العالم".
العزلە:
وأشار عضو هيئة التفاوض السورية، إلى أن "كون محور حفتر مدعوم عربياً فهذا سيُزيد من عُزلة المعارضة السورية، ومن بُعدها عن محيطها العربي، لأنها ستقاتل مع السرّاج المدعوم من قِبل قوى معادية للعرب، ما سيجعلها فريسة للتتريك والتفريس".
وفي الداخل السوري، يرى الخالدي أن ذهاب مقاتلين سوريين إلى ليبيا "سيزيد الفراغ الحاصل في جبهات القتال ضد إيران ونظام الأسد في إدلب وريفها تحديداً"، الأمر الذي "سيسرّع عودة المناطق المحررة إلى سلطة الأسد" .
وأوضح، "نظام الأسد وإيران وروسيا سيحتجّون بعدم وجود فصائل معتدلة متمايزة عن الإرهاب المتمثل بـ(داعش)، و(النصرة) في المناطق المحررة، وهذا سيعطي مسوّغاً حقيقياً لأعداء الثورة السورية لتصفيتها ووأدها وقتل أكبر عدد ممكن من مناصريها" .
السيطرة على المتوسط:
أمَّا سيهانوك ديبو عضو رئاسة مجلس سوريا الديموقراطية، فيرى أن تركيا "تحوّلت في عهد أردوغان إلى دولة مارقة مهددة للشعوب، من خلال انتهاج رئيسها سياسة خلق الأزمات مع البلدان المجاورة".
وأضاف، في حديثه، "أنقرة تعاني أزمة داخلية، وهذا بحد ذاته يعد سبباً أساسياً في تصدير الأزمة واحتلال مناطق من شمالي سوريا من خلال تجنيده مرتزقة وإرهابيين من كل العالم".
وقال سيهانوك ديبو، "أردوغان منذ فترة يرسل مرتزقة تابعين إليه بسوريا إلى ليبيا"، مؤكداً "جميعهم من المنضوين تحت تنظيمات إرهابية مثل داعش والنصرة وحراس الدين والإيغور التركستاني وغيرهم".
واختتم، "احتلال ليبيا هدفٌ بالنسبة إلى أردوغان، ومن ثمّ الاستيلاء على مقدراتها، إضافة إلى رغبته في السيطرة على الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية الليبية بمنطقة شرق البحر المتوسط".


المقال يعبر عن رأي الكاتب

404