الحزبي والصدمات

الحزبي والصدمات

Nov 17 2019

الحزبي والصدمات

من أكثر النصائح التي يقدمها المختصون و الخبراء في علم الزلازل, هي النصيحة المعروفة و الأكثر إنتشاراً بين الناس و التي تقول :

في حال حدوث الزلزال عليكم ( عدم الوقوف إلى جانب أي شيء يمكن أن يسقط ) , طبعاً إلى جانب الكثير من النصائح الأخرى المفيدة , و الخاصة بالسلامة العامة .
ومن هذا المنطلق,و إعتماداً على هذه النصيحة القيمة, يبدو أن الكثير من الحزبيين, وفي أغلب الأحزاب الكوردية عندنا,يجنحون إلى ممارسة هذه السياسة,سياسة (اللهم نفسي ) وذلك حفاظاً على سلامتهم و مصالحهم و مكتسباتهم الشخصية ,والتي إغتنموها, وإكتسبوها من خلال عملهم الحزبي (النضالي), ومن خلال علاقات أحزابهم, و مثل هؤلاء الأشخاص الغير مبدأيين و الغير مؤمنين بأي منهج أو مبدأ أو حزب ,و بمجرد تغير الظروف السياسية لصالح كفة أخرى مغايرة لسياسة أحزابهم ,أو لصالح المحور المقابل و المخالف لمحورهم , تراهم من أول الفارين من المسؤولية , لا بل قد يتهجمون على أحزابهم و على الأفكار و المبادئ التي كانوا يعتنقونها, و يناضلون من أجلها منذ سنوات, و حتى الأمس القريب , ولا يتوانون عن إختلاق آلاف الحجج و المبررات و الأعذار لأنفسهم , وذلك تبريراً لهروبهم, ولتغيير مبادئهم و مواقفهم , و أفكارهم التي كانوا يدعون بأنهم كانوا يعتنقونها ويؤمنون بها.

ومن جهة أخرى, ومن إيجابيات هكذا صدمات أو هزات, أنها تكشف حقيقة كل منتمي للأحزاب و الأطر المتواجدة على الساحة الكوردية عندنا, و تكشف زيف و نفاق و تلون الكثيرين من الحزبيين ,المستعدين بالتلون بالكثير من الألوان, و حسب الموضة الدارجة و حسب المواسم و العروض المقدمة لهم, وتكشف الحزبي الثابت من المتحول,كما أن المهمة الملقاة على عاتق الحزب, أي حزب, هو القيام (بجرد حزبي) بعد كل حدث يتعرض له وذلك لحساب عدد أعضاءه الحزبيين الفعليين المتبقين و الثابتين و المحافظين على مبادئ الحزب و نهجه و قيمه, كي لا يختلط الحابل بالنابل ,و يوضع الجميع في سلة واحدة، دون تقييم أو تقدير.

المقال يعبر عن رأي الكاتب

528