بقيت كوباني .. وانكسر الإرهاب والهمج

بقيت كوباني .. وانكسر الإرهاب والهمج

Sep 19 2019

بقيت كوباني ...وانكسر الإرهاب والهمج
شاهین أحمد

في مثل هذا اليوم ، وقبل خمس سنوات ، في الـ 19 من أيلول 2014 إكتمل نزوح مايقدر بـ نصف مليون من أبناء شعبنا الكوردي من مدينة كوباني ومن نحو 400 قرية وبلدة وقصبة في ريفها ، في يوم أسود لن ينساه الكوبانيون أبداً ، في مشهد أقرب إلى الدراما وأفلام الخيال منها إلى الواقع ، تحت مرأى ومسمع العالم أجمع ،

وفي لحظة حادة من الإنحطاط الأخلاقي من قبل المجتمع الدولي ، أضيفت حلقة جديدة من حلقات مسلسل المظالم والجرائم بحق الشعب الكوردي إلى سجلات التاريخ ، حلقة دفع ثمنها الكوبانيون من أرواح أبنائهم وممتلكاتهم وقيم مجتمعهم المتماسك ، حلقة كانت نتائجها كارثية على كافة الصعد ، وخاصة على النسيج المجتمعي ، والعائلي ، والأسري ، وحتى شملت القيم التي كانت تنظم إلى حد ما العلاقات الإجتماعية ، حلقة كانت نتيجتها تناثر وتشتت الأسرة الكوبانية بين قارات العالم ،

وأصبح حلم الكوبانيين في لم شمل الـ " بعض " من أفراد أسرهم نوعاً من الرفاهية ، حتى مناسبات الكوبانيين وأتراحهم تناثرت بين وجهات الشتات والمهاجر ، وبدون أدنى شك أن كارثة كوباني هي جزء من مأساة سوريا بشكل عام ، ولكن نصيب كوباني كان مميزاً ، وبلون أسود ، وبطعم أمر ، هذه الحلقة التي أضافت أعداداً أخرى من أبناء كوباني إلى مئات المفقودين من خيرة أبنائها ،

والمختطفين من قبل تنظيم داعش الإرهابي ، ومازال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة ، ومازلنا ننتظر عودة هؤلاء الأحبة بشوق وألم ، ومازالت الأماني تأبى أن تغادر مخيلة الكوبانيين ، ومازالت نفس الأسئلة التي كانت تؤرق كاهلهم بقيت دون أجوبة : لماذا كوباني تحديداً ؟. ولماذا لم يتدخل أحد لإيقاف الهمج إلا بعد أن إكتمل النزوح ؟. ومن يتحمل المسؤولية ؟.

وماهي الدروس والعبر التي تعلمها الكورد من هذه الكارثة ؟.ألم تكن كارثة كوباني أيضاً حلقة في مسلسل الصراع بين الأدوات المتقاتلة للمشاريع العابرة للحدود ؟....لن ننبش أكثر في الألم ، لأن النبش لن يزيد الجراح إلا ألماً ونزفاً.
بقيت الحسرات في القلوب .......ومازالت الدموع تفيض وتسيل في المآقي .
الرحمة للشهداء ، والعودة السالمة للمفقودين ، والأمل لمن بقي يصارع ذاك الحلم ويتمسك به ، لن ننسى .......و.......سنعود .



المقال يعبر عن رأي الكاتب

507